صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

فتنة الإمامة المبكرة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

استشهد الإمام الرضا عليه السلام وعمر إلإمام الجواد سبع سنين ، وهذا امتحان عسير واجهته الأمة بحيث استشعر بثقله وفتنته كبار الشيعة آنذاك الى حدّ البكاء كما في الخبر ، وهو امتحان لا يُضمن نجاحه في العادة وقد مرّ به بنو اسرائيل في عيسى عليه السلام ، قال تعالى ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم ٢٩ ، ٣٠ ، وحصل الأمر مع نبي الله عيسى عليه السلام ( يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) مريم ١٢

الا أن ما يُحسب لأتباع واشياع أهل البيت هو اجتيازهم لهذا الامتحان رغم صعوبته ، وبمساعدة الإمام الحواد ع نفسه ، ويمكن حصر مقوّمات نجاح هذا الاختبار بثلاثة أمور :

الأمر الأول : هو النص على الإمام عليه السلام ، سواء كان النص من قبل رسول الله صلوات الله عليه على الائمة جميعهم بالإسم ، أو من خلال نص الإمام الرضا عليه السلام والإشارة اليه ، ومنها مثلا : عن صفوان بن يحيى : قلت للرضا ( عليه السلام ) : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عن القائم بعدك ؟ فتقول : يهب الله لي غلاماً ، فقد وهبه الله لك فأقرّ عيوننا ، فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار الإمام ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر ، وهو قائم بين يديه ، وعمره إذ ذاك ثلاث سنين.

فقلت : هو ابن ثلاث سنين ؟! قال ( عليه السلام ) : { وما يضرّ من ذلك ، فقد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين } .



الأمر الثاني : اجتماع وتصدي فقهاء وعلماء الشيعة للأمر وتحملهم المسؤولية الكاملة حول ذلك ، فقد أجتمع كبار الشيعة منهم الريان بن الصلت ويونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى وآخرون وخاضوا في الكلام حول المأزق الذي يمرون به حتى بكى بعضهم لشدة الحيرة ، فقال يونس دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي ، فقال الريان بن الصلت إن كان أمر من الله جل وعلا فأبن يومين مثل أبن مائة سنة وإن لم يكن من عند الله فلو عمر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي به السادة أو بعضه وهذا مما ينبغي أن ينظر فيه ، فقد سافر الى مكة بعد إستشهاد الإمام الرضا عليه السلام لأداء مراسيم الحج ثمانون شخصاً من علماء وفقهاء بغداد والمدن الأخرى ، وفي أثناء الطريق عرجوا على المدينة للقاء الإمام الجواد عليه السلام ايضاً ، فنزلوا في بيت الإمام الصادق عليه السلام حيث كان خالياً آنذاك وكان الإمام عليه السلام طفلاً فدخل الى مجلسهم وعرّفه للحاضرين شخص يسمى (موفق) فنهضوا جميعاً أحتراماً له وسلموا عليه وعندئذ طرحوا اسئلتهم وكان الإمام يجيب عليها بشكل كامل ففرح الجميع ( حيث شاهدوا فيه سيماء الإمامة وأطمأنوا بإمامته أكثر ) وأثنوا عليه ودعوا له .

الأمر الثالث : تصدي إلإمام الجواد ع نفسه في إبراز وإثبات امامته للقريب والبعيد ، وهذه بعض الأخبار الواردة /

١. في الكافي ( 1 / 383 ) : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، قلت له : إنهم يقولون في حداثة سنك ، فقال : إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان ( عليه السلام ) وهو صبي يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى الله إلى داود ( عليه السلام ) أن خذ عصا المتكلمين وعصا سليمان واجعلها في بيت واختم عليها بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد ، فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود ، فقالوا : قد رضينا وسلمنا ) .

٢. وفي الكافي ( 1 / 384 ) : ( قال علي بن حسان لأبي جعفر ( عليه السلام ) : يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك ، فقال : وما ينكرون من ذلك قول الله عز وجل ، لقد قال الله عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى ، فوالله ما تبعه إلا علي ( عليه السلام ) وله تسع سنين ، وأنا ابن تسع سنين ) .

٣. الكافي ( 1 / 320 ) : ( عن محمد بن عيسى قال : دخلت على أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فناظرني في أشياء ، ثم قال لي : يا أبا علي ، ارتفع الشك ما لأبي غيري ) .

٤. وفي رواية الخرائج ( 1 / 385 ) : ( عن علي بن أسباط قال : خرج علي أبو جعفر ( عليه السلام ) فجعلت أنظر إليه وإلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر ، فلما جلس قال : يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة ، قال الله تعالى : وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . وقال : حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً . فقد يجوز أن يؤتى الحكم صبياً ، ويجوز أن يعطى وهو ابن أربعين سنة ) .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/12



كتابة تعليق لموضوع : فتنة الإمامة المبكرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net