لقد استندت المرجعية في رؤيتها بفتوى الوجوب الكفائي الى جملة حقائق، منها:
- القتال مع عدو مستميت، وبواقع حال حكومات ضعيفة، يستوجب ويستدعي اشراك الحالة الشعبية الجماهيرية في الحرب ضد داعش.
- سيؤدي ترك هكذا عدو ليس لديه رادع مطلقا من هتك المحرمات الى تقدمه وتمدده، بحيث يصعب في مراحل لاحقة مواجهته والتغلب عليه.
- لابد ان ينظر الى العراق والعراقيين الذين يستهدفهم تنظيم داعش بنظرة واحدة، اذ على الشيعي ان يقاتل لحماية جميع الطوائف.
- من الخطأ الاعتماد والتعويل على القوى الخارجية، والتصديق بشعاراتها وادعاءاتها، لاسيما تلك التي تحوم حولها الشبهات بدعم وتمويل الارهاب.
فكان من المهم أن يكون الحشد الشعبي المقدس جنودا يدافعون عن البلد بلا تكاليف عالية ترهق ميزانية الدولة المتهالكة...
فما هو واجبنا ودورنا تجاه رجال المقاومة الشعبية المقدسة، في تصديهم لتلك الهجمة الشرسة..؟
وبطبيعة الحال كلنا يعرف ان من القواعد الثابتة عقلاً هي شُكر المُنعم وهو واجب..
ولاشكَّ أنَّ ما قدمه أولئك الأبطال يستحق منّا الشكر والثناء؛ لأنهم من أسقط عنّا الواجب الكفائي.. وهم من حملوا السلاح بدلاً عنّا، وهم من دافعوا ويدافعون عن أرضنا ومقدساتنا..
وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل أن ننعم بحياة كريمة.. وهم من أرغموا أنوف أعدائنا، وأذاقوهم الهوان والعذاب.. وبهم تُرفع رؤوسنا، وتعلو هاماتنا فخراً وعزّاً..
كل هذا وأكثر.. ألا يستحق منّا أن نقف معهم؟
نشدُّ على أيديهم ونؤازرهم, نقف لجانبهم, ندعمهم بكل ما يحتاجون اليه.. نتفقدهم وعوائلهم, نُشعرهم اننا معهم, ندعو لهم بالنصر والظفر.. لا تكفي المرة والمرتان بل على طول الخط، نتعامل معهم بهذا الروح..
فلولاهم ما كان لنا وجود أو معالم حياة..
طوبى لتلك السواعد التي حملت وتحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والمقدسات..
وطوبي لقلوب ملؤها الإيمان والبسالة والإقدام..
وطوبى لأنفسٍ أبية صابرة مرابطة، يتجلى فيهم قول الشاعر:
قوم إذا نودوا لدفع ملمة ... والخيل بين مدعس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا ... يتهافتـون على ذهـاب الأنفس
نصروا الحسين فيـا لهم من فتية ... عافوا الحياة وألبسوا من سندس
وينطبق عليهم قول الله (جل وعلا): ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)).
وهذا خير دليل وأكبر برهان بأنها حياة اخرى خالدة وغير منغصة، ولا خوف ولا قلق فيها أبداً.. بل هي حياة اختاروها بالجود بأغلى ما يملكون من أجل الله والدين والمذهب.. فوهبهم الله خير المنزلة والرفعة والسؤدد..
فتحية اجلال واعتزاز لكم يا حماة الأمانة، ويا حراس سور هذا الوطن المبتلى بحقد الطامعين والعملاء.. وتحية اجلال لشهداء المجد والرفعة... والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.. والعزة والشموخ لبلد الحضارات والأنبياء والأوصياء والمقدسات..

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!