صفحة الكاتب : زهراء حكمت الاسدي

نبضات إنسانية.. في أروقة التربية الإسلامية
زهراء حكمت الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الأم والأب مسؤولان أمام الله (عز وجل) عن تربية أبنائهم التربية الإسلامية الصحيحة، فإن أحسنوا تربيتهم سعد الآباء والأبناء، وإن أساؤوا تربيتهم شقي الآباء والأبناء.. يقول الإمام الصادق(عليه السلام): "إن الله عز وجل ليرحم العبد لشدة حبه لولده"(1).

وتبدأ هذه العلاقة والرحمة منذ تكوّن النطفة الصالحة والحالة الغذائية والزمانية والروحية وغيرها.. وبعد تكون النطفة يتعلم الأبوان كيفية الحفاظ على الجنين وهو في بطن أمه، مع مراعاة أن تكون الأم بحالة إيمانية مطمئنة، وحالة غذائية شرعية سليمة. 
 وبعد أن يولد الطفل، يهتم الأب بأن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم باليسرى وأن يسمي أبناءه بأسماء الأنبياء والأئمة والصالحين(عليهم السلام). 
وكذلك يهتم ومنذ الأشهر الأولى بتعليم الطفل النطق بكلمات الله(عز وجل) وكلمات التوحيد وأسماء النبي (ص) وأهل البيت (عليهم السلام). 
وبعد أن يبلغ سنا، يفسران له الخير والشر، يتحدثان معه ويرغبانه بما عند الله (عز وجل)، ويحببانه إلى طاعة الله تعالى، ويعلمانه صفاته، ويحذرانه من الرذائل من الكذب والغش والتكبر على الآخرين وغيرها من الأخلاق السيئة.. وأن يفرق بين الأولاد والبنات في المضاجع إذا بلغوا سبعا وقيل عشرا.. 
وعن الامام علي(عليه السلام) قال: "حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن"(2).
ويحاول الأب بعد أن يكبر الأبناء ويبدؤون بتكوين الصداقات مع الآخرين أن يشاركهم في اختيار الأصدقاء، ويركز على الصالحين منهم. 
ويقع على عاتق الأب حماية الأبناء من الجوع والعطش، وتوفير المسكن لهم وجميع مقومات الحياة الأساسية من أجل العيش بسلام وحب.. وتوجيههم إلى الطرق السليمة التي يراها الأب ناجحة وسليمة وآمنة، فدوره هنا الأب المرشد والمربي لأبنائه، فيجب على الأب أن يكون صديقاً لابنه، حتى يستطيع التقرب منه، وتوجيهه للصواب والطريق الصحيح.
 على الأب أن يكون حريصاً على تأديب الابن بسبل متطورة دون استخدام العنف في أي وقت من الأوقات، مهما كانت أخطاؤه ضمن المعقول إذا كانت ضمن مسائل لا تسيء لأحد آخر.. فتربية الأبناء مهمة صعبة تواجه الآباء، كلما كبر عندهم الأبناء كبرت مسؤوليتهم.. 
وهناك توصيات متعددة بالفترات العمرية المتعددة للأولاد لحين ما يصلوا لسن الزواج..  ولا تقتصر تربية الأولاد على الأبوين فحسب، بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضاً على عاتق جميع أفراد المجتمع. 
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "أيّما ناشئ نشأ في قوم ثم لم يؤدَب على معصية، فإن الله عز وجل أول ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم".
ولابد من التنويه إلى أن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تراعي طاقة الطفل، فلا تكلفه فوق طاقته، بما يشق عليه.. ومن اهم الحقوق حق التعليم، فالعلم كما الأدب وراثة كريمة، يحث أهل البيت (عليهم السلام) الآباء على توريثه لأبنائهم.. يقول الإمام علي (عليه السلام): "العلم أشرف الاحساب".
ومنها: قول الرسول الأكرم (ص): "من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه إذا بلغ".
إذن، فتعليم الكتابة حق حياتي تنقشع من خلاله غيوم الجهل والأمية عن الطفل. 
وقال (ص): "حق الولد على والده أن يعلمه الكتاب، والسباحة، والرماية، وأن لا يرزقه إلا طيباً". نسأل الله تعالى الهداية والتوفيق للتربية الصالحة ونيل رضا الله (جل وعلا).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ميزان الحكمة – الريشهري: ج11/ 356.
(2) نفس المصدر: ج8/ ص195.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حكمت الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/30



كتابة تعليق لموضوع : نبضات إنسانية.. في أروقة التربية الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net