كلمة تتردد على مسامعنا كثيرا... بأنها الليلة الوحيدة والفريدة من نوعها بحياتنا..!
هي ليلة العرس والزفاف... ليلة باركها الباري بحضور الملائكة، فضلاً لما لها من ذكر بالسماء، وذكرى في الأرض، وعطر بقلب الزوجين الحبيبين، يتنسمانه كلما ضاقت بهما الدنيا بهمومها... لكن..!
كثيراً ما نسمع من يقول: "هي ليلة واحدة والقلم مرفوع بها"
فنجد من تخفف الحجاب، ومن يردد الأغاني.. وإذا دخلت لحفلات النساء والقاعات فحدث ولا حرج من انتهاك في اللبس واستخدام للزينة أمام الأجنبي... والكثير الكثير مما لا يقال، وما لم تر عين، ولا خطر على قلب بشر..! وكأننا لسنا مسلمين أصلاً...!
ونجد ما يُدمي القلب، أن تلك العروسة التي هي من أصل وفصل، تخرج وبلا حجاب..! أما صوت الأغاني الذي بات شائعا في مثل هكذا مناسبات، وحتى مع وجود بعض القارئات للمولد بطريقة غنائية ومع أدوات الطرب وبكل تطوراته..!
والأبشع لو وجد أن العريس والعروسة من بيت ذي دين وخلق ونسب رفيع.. وكلنا نعلم مدى بركة هذه الليلة وحضور الملائكة فيه، ونزول الرحمات من السماء لتحف العريسين بكل الخيرات، ببدء حياتهم الزوجية، وتضوع عطرها الأروع.
ونرى من أحاديث آل البيت (عليهم السلام) المؤكدة على اجر الصلاة والدعاء للعريسين في تلك الليلة.
ولهذا نبقى نأمل أن تكون هذه الليلة بالعفة والفضيلة محاطة، ولا نجعلها بالمعصية صاعدة، وبالغضب الإلهي واعدة، وعن الرحمة متباعدة..
وتستمر الحكاية حتى بعد الزواج، وندخل لظاهرة أخرى:
فقد نرى العريسين يسيران في طريق، أو يجلسان في مطعم، أو يتنزهان في مكان ما.. وأول ما يتبادر في الذهن لهم أجمل الأمنيات والدعوات.. ونتذكر أقوال النبي(ص) وآل بيت الرحمة(عليهم السلام)، فعن الرسول الخاتم(ص) قال: ((ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً لعل الله أن يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله))( عوالي اللآلي: ج2/ ص107).
وعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: قال رسول الله (ص): ((ما بُني بناء في الإسلام أحبُّ إلى الله (عز و جل) من التزويج)) (الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي: ج2/ ص283).
وقد يتذكر من يمتزج معهم بالفكر بلحظات شفافة، مرت به في مرحلته المشابهة، لكن..!
تستمر الانتهاكات للدين والشرع، فنراهما ومع الأسف بوضع غير طيب..!
أو قد نرى العروس والمكياج ومساحيق التجميل قد ملأت وجهها..!
وترتدي الألوان البراقة التي تجذب الناظر إليها من رجل وامرأة... والعطور قد فاحت منها، لتملأ كل حدب وصوب..!
ولو سألنا الزوج: لماذا تُظهرها بهذا الشكل للناس؟
إن كنت تريدها جميلة وجذابة، فاجعلها لك وحدك، وفي مكان يجمعكما بكل الخصوصيات والجزئيات المباحة التي أحلها الباري لكما.
ومع الأسف نجد من يقول: أريد أن يراها الجميع جميلة..! وأريد أن يُعجب الجميع بجمالها الأخاذ..! وهو شهر عسل واحد فلنفرح ونسعد به..!
والحقيقة لا نعرف لماذا هو يفكر بهذه الطريقة..! والى متى سيواجهان نعمة الله عليهما بالنكران وعدم الشكر والذكر، بل بالتجاهر بالمعاصي، وترك الواجب من العفة والحياء؟
وهل لأنه غير مقتنع بجمالها يحتاج لرأي الآخرين؟
أم لأنه يريد الرجال أن يتغزلوا بها لتثور حميته وغيرته في تلك اللحظة فقط؟
هل أصبح العرض والشرف رخيصاً لهذا الحد عند البعض، أم أنها الأفكار المسمومة التي تجرعناها إعلامياً وثقافياً بقشورها الزائفة.. أم أنها مستلزمات العصرنة والتطور..؟!
غصص تتبعها غصص وويلات تجرها ويلات... منذ أول ليلة من العرس الى شهر العسل والى سنوات الزواج، لتكون سنيناً عجافاً بعيدة عن العطاء والنماء محملة، بالقحط الأخلاقي والتربوي للأسرة، بنيت على شفا جرف هارٍ..
فكيف سيستقر البناء ويكون الأطفال؟
موضوع سلطنا عليه الضوء.. والعلاج الناجع من المؤكد هو بالرجوع لأسس الدين الرفيع، وحصونه المنيعة، والمقاومة لكل مد استعماري.. ونسأل الله تعالى الهدى والصلاح للجميع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat