الأماكن المقدسة والتحصين العقائدي والأخلاقي
هاشم الصفار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هاشم الصفار

المدن الإسلامية المقدسة ليست بمنأى عن تأثيرات الغرب وتوجهاته المنحرفة في إشاعة الفواحش والرذيلة في المجتمعات المحافظة على دينها وعقائدها، فتعمل قوى الظلام على زعزعة القيم والمبادئ بسلسلة لا حصر لها من الأفلام المنحطة، والمسلسلات، وحتى في المفاهيم الخاطئة التي لا تمت لروح الإسلام وفلسفته بأية صلة... ولكن مايميز الأماكن المقدسة التحصينات الأخلاقية والعقائدية التي يضفيها جو القداسة الإيماني، والذي من المفترض أن نراه يتجلى بأبهى صوره في سلوك المجاورين والزائرين...
لكن - للأسف الشديد - أن بعض الأسر لا تقوم بدورها التربوي على أكمل وجه، فماذا تفعل كل الجهات الدينية تجاه فرد غير محصّن سلوكيا، ولم يحظَ بأي توجيه ديني أو أخلاقي من والديه وإخوته؟ فالأساس هو البيت الذي هو بمثابة ورشة عمل انتاجية، لتخريج أفراد واعين لمهامهم في تمثيل أمة محمد صلى الله عليه وآله ورسالته العالمية إلى الناس أجمعين...
أما دور المصلحين والوعّاظ يعتبر متلاشيا في زحمة الأصوات والثقافات المتعددة، ولا نقول معدوما، ونحن كما هو الحال في غزو يومي مستمر لشخصيتنا وآرائنا، فضلا عن أبنائنا وأفراد مجتمعاتنا... فيحاول الغرب خلق حالة انعدام الثقة بالمصلحين، وعدم سماع اطروحاتهم بحجة صراع الحضارات، والتقدم التكنولوجي الهائل الذي وصلت إليه الأمم التي لم تتبنَ النهج الإسلامي طعنا بالإطار الإسلامي العام.
وهذا الذي نراه من حالة الفساد، هو جزء لا ينفصل من تخطيط مسبق وطويل الأمد، للسيطرة على المسلمين، وتفكيك عقائدهم، ومن ثم تحويلهم لأمة حائرة لا تعرف هوية ولا انتماء، سوى الضياع بعينه، وهذا لن يتم - بإذنه تعالى - لحسن الظن بالله عز وجل، وأهل البيت عليهم السلام، وسعة القاعدة الإسلامية على مر التاريخ في مجابهة التحديات...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat