صفحة الكاتب : منتظر العلي

للشاي قصة أيضا
منتظر العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل سنوات رفع الإعلام البعثي إعلانات، تدعو للتقشف في الملبس والمأكل والمشرب، وأتذكر فيها شعارا تغنت به المنشورات المرئية، والمسموعة، والمقروءة... قدح واحد يكفي ! اليوم تحولت الأطروحة، عبر هذا القدح المزدان بالعافية، والذي ارتبطت به العائلة العراقية المؤمنة. إن الشاي يشكل جزءا لا يتجزأ من الكيان الأسري، عقب كل وجبة من وجبات غذائها، ويدخل في حيثيات الواقع الاجتماعي، فلا يمكن لوليمة تستقبل بها الضيوف، دون شاي مهما دسمت.. قالوا إن على وزارة التجارة، أن تضع في حسبانها هذه القيمة، وان تضيف حصة الضيف، إلى هذا القدح المحصحص. 
ويرى بعض الأساتذة التكنوقراطيين؛ إن المغايرة في عملية العادات الاجتماعية، لابد أن تواكب المسيرة التطويرية القافزة على مستجدات الواقع العراقي، وفيها ستبرز قوة الشفافية على بلورة الأعذار التبريرية. فحين لا يجد الضيف شايا في بيت (المعزب) سيدرك حينها إن مفاتيح المستقبل، قد صاغت مشاريعها بالشكل الحضاري الشفاف. ولذلك صرّح أحد الشفافين جدا: (بالإمكان استبدال هذه الخصائص، بخصائص أخرى أكثر حضارة، كتقديم - الشربت - للضيف بدل الشاي) ونحن نقول لهذا الشفاف: بدل استيراد (الشربت) استوردوا لنا الشاي، وأضيفوا لو أردتم أي سعر تشاؤون إلى الحصة، أسوة ببرميل النفط المحصحص أو قنينة الغاز... 
فاجأتني إحدى الفضائيات الشعبية المتنقلة, بخبر عاجل مفاده؛ إن تاجرا عراقيا في إحدى محافظات العراق، كان قد استورد شايا لشعبه، غير صالح للتناول البشري، فألقي القبض عليه، وبعدها (سُرِّح بليل)... لكن الناس اهتاجوا في غضب، حتى أحرجوا أعضاء مجلس تلك المحافظة، فحوّلوا أوراقه إلى المحاكم مرغمين. وبعدها فرح الشعب، إذ حكمت المحكمة بالسجن لمدة عشر سنوات، وحجز أموال الحصة التي يتاجر بها.. ومن ثم تقول تلك الفضائية: تحول الفرح إلى حزن وغضب، عندما شمل العفو هذا التاجر ؟! 
وقال مجلس المحافظة للناس: اتقوا الله بهذا المسكين، الذي صودرت أمواله المخصصة لتجارة الشاي، وهي عقوبة كبيرة كما يراها هذا المسؤول الشفاف جدا.. كبيرة أمام قتل شعب بأكمله !!! والمهم بعد أيام سيكمل التاجر رحلة جديدة، لاستيراد الشاي للحصة التموينية ومن نوع (العالم الله)..؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/03



كتابة تعليق لموضوع : للشاي قصة أيضا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net