النهج التربوي عند أهل البيت(ع)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

•  أهل البيت قدوة في النهج والممارسة:
أبدى أئمة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) عناية خاصة بتربية أبنائهم وهم في بداية مرحلة الطفولة حتى إعدوهم إعداداً متكاملاً فكانوا قمة ونموذجاً أعلى في جميع مقومات الشخصية سواءاً كانوا معصومين أم قريبي من بالعصمة كالعباس بن أمير المؤمنين الإما علي وأخته الحوراء زينب (عليهم السلام) وقد عبر عنهم بأن عصمتهم غير واجبة تمييزاً عن العصمة الواجبة وهي عصمة الإمام.
والمتتبع لسيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يرى أنه تربى في بيت رسول الله (ص) قبل البعثة الشريفة وقد ذكر المؤرخين إن رسول الله (ص) تسلمه من أبيه وهو ابن ست سنين وفي هذه النشئة يقول الإمام علي(ع){ وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيبة... وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كدنة في قول ولا خطلة في فعل... ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم كم أخلاقه علماً ويأمرني بالأقتداء به..}.
لقد ركز أهل البيت على تكثيف الممارسات التربوية لابنائهم في مرحلة الطفولة والصبا والحداثة وقد زخت الكتب بأحاديثهم التربوية ووصاياهم الارشادية لأبنائهم المعصومين وغير المعصومين، وهنا يقول الإمام جعفر الصادق (ع) {أمرني والدي (ع) بثلاث ونهاني عن ثلاث، قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم, ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني:
عود لسانك قول الخير تخط به       إن اللــــسان لما عــــوّدت يعتــــاد
مـــوكل يتقاضي ماســـننت له        في الخير والشر فانظر كيف تعتاد
•  تنمية العواطف:
العاطفة تنظيم وجداني ثايت نسبياً ومركب من عدة إستعدادات إنفعالية تدور حول موضوع معين، قد يكون شيئاً أو شخصاً أو شجاعة أو فكرة كعاطفة حب الآلم لأبنها، أو احترام شخص لآخر، أو ولاء المواطن لوطنه.
والعاطفة تعتبر منظومة من الاستعدادات الانفعالية ذات إتجاهات نزوعية مختلفة ترتبط بغرض معين، وتهدف إلى غاية معينة، وتصنف عادة إلى الاصناف التالية:
1-  إيجابية كالحب والاحترام.
2-  سلبية كالبغض والكره.
3-  عواطف خاصة، كحب شيء معين أو محدد.
4-  عواطف عامة، كحب مجموعة لمن الناس.
5-  عواطف مجردة معنوية، ككره الشر.
وتصنف أيضاً بحسب أبعاد شدتها ودرجة التأثير الأنفعالي بالمواقف الذي يثير الحالة الوجدانية ويمكن تقسيم العواطف إلى أربعة أقسام:
1-  العواطف الفردية
2-  العواطف العالية
3-  العواطف الاجتماعية
4-  العواطف الخلقية.
5-  والعواطف من أهم بواغث الإنسان للعمل حيث تتحكم بسلوكه وممارساته العمليه إندفاعاً وانكماشاً تبعاً لدرجة التعليق والنفور وتبدأ العواطف منذ مرحلة الرضاعة ثم تنمو بالتدريج حينما يتقدم الطفل في العمر ونم خلال استقراء روايات وتطبيقات أهل البيت (ع) على هذا الصعيد يتضح إن طريقة تنمية العواطف في داخل خلجات نفس الطفل عديدة ومتنوعة وأهمها: 
1-  تطبيع الطفل على الممارسة الفعلية والخبرة الفردية والشخصية.
2-  ترغيب الطفل وتحبيبه إلى الأمور الصالحة وترهيبه من الأمور الطالحة.
3-  ممارسة دور القدوة أمام الطفل في تكوين العواطف لديه.
 والعواطفهي أساس الدين والتدين وليس الدين إلا الحب وحب المفاهيم والقيم في الدين ينبغي أن يكون محوراً للحب، وكذلك البغض في الدين ينبغي أن يكون محوراً للبغض لكي يعيش الطفل حسب إدراكه والكبير أيضاً والعواطف النبيلة السامية ويتعالى على العواطف السطحية والواطئة، وقد قال رسول الله (ص):{أدبوا أوادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم وحب أهل بيته، وقراءة القرآن}.

الموضوع السابق حكمة...لا بد أن تـُقال

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat