اليوم تستفز ذكرى الجراح لتوقظ غصة طالما شكمها الصبر على الآهات.. وكأن الجراحات تستنزف اليوم دموعاً لتغسل بها غباراً من النكبات ظل يخنق أنفاسنا سنيناً وسنين.. في شوال ينقل البقيع مأساته على خطى مدمية بأشواكٍ أثقلتها الدهور سهاماً من الغدر والضغينة وهو يمتشق النظرات إلى أفق مُدلهمٍ لعله يأتي ببشارة تزفها من علياء منائر العز والرفعة في سامراء العسكريين عليهم السلام وقد شمخت تعانق السماء أو لعل نسائم عطر البقيع تمني النفس لترى قبة الكرامة تعلو فوق هامات المحبين بعد أن مزقتها سقائف الغدر وهي تولول بجاهلية رعناء كأشباح من أفق معتم... أيا سامراء أما حان الوقت لتلتئم جراحكِ جيلاً بعد جيل... وقد افترشتِ أرض النقاء والولاء لعترة آل الرسول (عليهم السلام) وتاريخ من آلاف الطاعنين والضاربين بالسيف جاءوا لنصرة الوصي (ع) ضد أرجاس بني أمية فكيف بي وأنا البقيع الذي تحملت معاول الغدر وهي تهدم صروحاً لهجت بذكر الله منذ أول أذان أعانقكِ لعليّ أواسي جروحكِ التي لم تزل تئن سنابكاً خطت على جدرانكِ وصمات عار تقذف بهم إلى درك الجحيم.. وأتساءلُ أين الدعاة الذين رسموا لك صروحاً من الأمنيات؟
أين أبناؤك الغيارى الذين اتخذوكِ معتقداً ونهجاً قويم عبر أهازيج شعائرهم المقدسة.هل تناسوا معاقل عزّهم التي احتموا بظلها دعاءً يتغنون به لدفع جور السلاطين هل صار الكلام لغة اليائسين والمتخاذلين والأفعال لغة المتغطرسين والمتآمرين؟ ليكون شهر شوال فرصة لمحاسبة أنفسهم قال تعالى: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}البقرة/281.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat