صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

حياة الزهراء بعد ابيها ، أهمّ تأريخٍ في الإسلام / ٦
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وصلنا الى آخر محطة من حياة الزهراء ع في هذه السلسلة والتي كتبناها على أساس فكرة رئيسية واحدة تتمثل بإستنطاق حياة البضعة وجعلها دليلاً مهمّاً إن لم يكن قاطعاً ونهائياً على أحداث كبرى وقعت في الإسلام بعد رسول الله ص وآله ، ومن خلال تحليل هذه الفترة يستطيع المسلم أن يشخّص الأخطاء الفادحة والإنحرافات الخطيرة التي حصلت ، ومعرفة مرتكبيها والمخططين لها بكل يسر وسهولة بعد تحقيق مسألة حجية الزهراء في الإسلام ومحورية رأيها وقَبولها ورفضها ورضاها وغضبها ..

فارقت الزهراء الحياة وهي واجدة ( غاضبة ) على أشخاص كانوا سبباً بكل مصائبها والتي هي بالتالي مصائب الإسلام والمسلمين ، ورافضة لأفعالهم الشنيعة وبدعهم التي ابتدعوها وأجبروا المسلمين على اتّباعها ..

وكما أنها - صلوات الله عليها - عبّرت عن كل هذا الغضب والرفض في حياتها بتعابير صريحة ومخزية لأصحابها ، أرادت أن تعبّر عن ذلك في مماتها ايضا ، فرفضت عليها السلام أن يشهد جنازتها الطاهرة تشييعاً ودفناً كل من آذاها ، ورفضت أن يعرف موضع قبرها كل من شارك في قتلها ، فلنسمع ولنتمعن في وصيتها لامير المؤمنين ع ولنقرأ ما بين أسطرها :

" أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، فإنّهم عدوّي وعدوّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تترك أن يصلّي عليَّ أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار ) " .

ثمّ قالت ( عليها السلام ) : " ( يا بن العمّ ، إذا قضيت نحبي فاغسلني ولا تكشف عنّي ، فإنّي طاهرة مطهّرة ، وحنّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصَلِّ عليَّ ، وليصلِّ معك الأَدنى فالأَدنى من أهل بيتي ، وادفني ليلاً لا نهاراً ، وسرّاً لا جهاراً ، وعفَّ موضع قبري ، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني " .

يـا روحَ أحـمـدَ فـي جـنـبـيْـهِ كـامـنةً
وقـطـعـة مـن أبـيـهـا لـيـسَ يـنـفـصمُ
مـاذا أقـولُ بـمـنْ ضِـلْـعٌ لها كُـسِرَتْ
لـمّــا أتى الظالمونَ الدارَ يـقـتـحـمـوا
وأسـقـطـتْ مـن وراءِ الـبـابِ مِنْ ألمٍ
جـنـيـنـهـا بجروح لـيـس يـلـتـئـم
فـداكِ نـفـسـيَ يـا زهـراءُ مـفـجـعــةً
ربّــاه أنــتَ مِــنَ الـظُّــلامِ تـنـتـقـــمُ
شـلّـتْ يـمـيـنـك يا مَـنْ آذى فـاطـمـةً
أيـنَ المـفـرُّ إذا المـخـتــارُ مـخـتـصــمُ
إن الـذي رفـعَ الأصـواتَ فـوقــهــــمُ
فـأنّــهُ يُـحـبـطُ الـحـسـنـى فـتـنـعـــدمُ
فكيف مَنْ راح يؤذي المصطفى جَنَفاً
فـي روحِـهِ بـيـنَ جـنـبـيْـهِ فـتـهـتـضـمُ
مَـن كان يسعى إلـى إيـذاءِ عـتـرتِـــهِ
فـلـعـنـةُ الله فـي الـداريــنِ إذ لـهــمُ
صلى الإلـه عـلـيـهـمُ أيـنـمـا ذُكِـروا
فـهـمْ وسـيـلـتُـنـا فـي الحشر نـعـتـصـمُ
رَبّـاه فـأقـبـل لـنـا هـذا الـقـلـيـل عسى
آثـامــنــا بـعـطـاءِ الله تــنـــهـــــدمُ

آجركم الله بذكرى شهادة البضعة الزهراء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/23



كتابة تعليق لموضوع : حياة الزهراء بعد ابيها ، أهمّ تأريخٍ في الإسلام / ٦
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net