صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مسلم بن عقيل : يُمثّل أهم رسائل الحسين ع إلى أهل الكوفة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلنا يعرف عن السيد الشهيد مسلم بن عقيل - رضوان الله عليه - بأنه رسول الحسين ع وسفيره الذي بعثه الى الكوفة ليختبر أهلها الذين طلبوا مجيء الحسين ع اليهم ، ووكل اليه مهمة المقارنة بين عزمهم ورسائلهم التي بعثوها الى الامام ع ومن ثم يُطلع الامام بالاوضاع وبحال أهل الكوفة ، وهذا ما قام به مسلم على أدق وجه - سلام الله عليه - حتى بعث الى الامام ع { فإنَّ الرائدَ لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فَعجِّل حين يأتيك كتابي، فإن الناس كُلُّهم معك، ليس لَهم في آل معاوية رأي وَلا هَوى } .

الا أنّ ثمّة رسالة مخفية بعثها ابو عبدالله ع معه الى أهل الكوفة ليس من النوع المقروء ولا المحكي ، رسالة أخرى من النوع العيني والملموس ، تتمثل بشخصية مسلم بن عقيل وإيمانه بقضيته وشجاعته وصموده واستعداده الى بذل الغالي والنفيس من اجل تكليفه وقضيته ، هذه هي الرسالة التي قرأها أهل الكوفة من الحسين ع في شخص رسوله ، وكأنه يقول لهم هكذا هم رجالي وهكذا أصحابي الذين أُريد أن أقوم بهم .. ! وهي مشابهة للرسالة التي أوصلها الامام الصادق ع للخراساني عندما أمر هارون المكي أن يجلس في التنور بعد أن امتنع الخراساني الذي جاء للإمام طالباً منه القيام وأن له شيعة وموالين كُثر .. فتأمل

ولهذا ومن خلال المقياس الذاتي لأهل الكوفة والمسطرة الشخصية التي يعرفون بها أنفسهم ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) تيّقنوا بأنهم ليسوا أهلاً لهذه المهمة ولا كفؤاً لهذا التشريف ، حيث انسحبوا وتراجعوا ووهنوا أمام صبر وصمود مسلم فكيف سيكون مستوى المواجهة عندما يقودها الحسين ع ..!!

علموا من خلال مسلم بن عقيل أن الحسين ع مُقبل على قضية لا تقبل القسمة على اثنين ولا تعمل بأنصاف الحلول ، فعندما رأوا مسلم متطرفاً في مهمته يعمل بواجبه الأساسي ولا يختلق لنفسه معاذير العناوين الثانوية ولا الاحكام الفرعية ولا حتى الاضطرارية .. شخصية تسخّر الدنيا للآخرة ولا تعمل للدنيا .. عندها أدركوا أنهم أمام عار كبير وخذلان عظيم ، فقبلوا بالعار أمام حرّ السيف ، وأما مسلم عليه السلام فلاقى ربه صابراً محتسباً بعد أن أعطى رسالة أخرى لبني أمية وأذيالهم من خلال موقفه وصلابته أنهم أمام معركة حامية الوطيس ، فعدّوا العدة حتى وصل تعداد جيشهم عشرات الألوف أمام عشرات ..!!

عظم الله لكم الأجر ونحن نعيش أيام سفارة وثورة واستشهاد هذا البطل العظيم ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/27



كتابة تعليق لموضوع : مسلم بن عقيل : يُمثّل أهم رسائل الحسين ع إلى أهل الكوفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net