صفحة الكاتب : بارعة مهدي بديرة

السقاء
بارعة مهدي بديرة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن أفضل الأعمال عند الله تعالى إبراد الكبد الحرى فهو يوجب تناثر الذنوب وكما قال امامنا زين العابدين ع (من سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم)
فالماء أساس الحياة (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)
اذن فالسقاية شرف لمن يحمل عبئ القيام بها
وهي فضيلة موروثه من زمن عبد المطلب فقد كان يسقي الحجيج وزاد على ذلك أنه لما حضر زمزم بعد قصة مشهورة أثبتت له الكرامة والفضل وأباحها للناس قام وبنى عليها حوضا فكان هو وابنه الحارث ينزعان الماء ويعملان على ملأ الحوض للسقاية
وأبت هذه الفضيلة أن تخرج عن أيد أهل الكرم حيث عمد أبو طالب ع وزاد على السقاية بأن وضع عند كل جادة حوضا فيه الماء ليستقي منه الحاج وسمي بساقي الحجيج
وشب الحسين واخوته على تلك الطباع الكريمة الموروثه حيث أن الحسين التقى في اثناء مسيرته بالأعداء وقد نفذ منهم الماء فاستسقوا من الحسين ع فما كان من أخلاق الكرم ومعدن النبوة الا ان سقاهم جميعا مع دوابهم ومد يد الكرم لأعدائه (الله أعلم حيث يجعل رسالته)
وفي يوم العاشر بدل ان يكون الاحسان جزاء للإحسان بادله الأعداء عن كرمه بالعطش والحرمان فلم يجد الحسين غير العباس ع عقيد آماله بأن يطلب من القوم الماء وخاصة يقين الحسين ع أن العباس ان ذهب فلن يرجع إلا بالسقاية وذهب السقاء وقد سدت في وجهه سبل الوصول للماء فأخذ يكر على صفوف الاعداء حتى فاز بالوصول و ملأ القربة لكن الى أين؟ هاجمه أعداء قلوبهم كالصخر لم يرحموا اطفالا عطاشى باننظاره فانقضوا عليه واشتد القتال والعباس يحامي عن القربة التي حمل بها آمالا لاطفال بانتظاره إلى ان اختلط ماء القربة بدمائه وانسكب الماء بدل ان يبرد أكبادا حرى
ارتوى جسد العباس بدمائه الشريفة
تقطعت كفوف كانت ستحمل الماء لأطفال عطاشى
ومضى العباس الى بارئه الذي انتخبه لشرف هذه المهمة ولايحظى بهذه الكرامة الا ذو الهمة العالية والنفس المضيئة
فسلام عليك أيها العبد الصالح أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بارعة مهدي بديرة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/28



كتابة تعليق لموضوع : السقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net