العلمانيَّة والإسلام بين النَّظريَّة والتَّطبيق
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف

كثيرةٌ هي السُّلوكيَّات المستهجنة عند العلمانيِّين، وأكثر منها تناقضاتهم في المفهوم، ومصاديقه، ولكن عندما تضع يدك على بعضها يواجهك اعتراضٌ وجيهٌ جدًا، وهو إنَّ في الإسلام ممارساتٍ كثيرةً أيضًا مرفوضةٌ، ولا يخفى الاستشهاد بالأحزاب الإسلاميَّة الَّتي شاركت مع العلمانيِّين في حكم العراق الجديد بنسبٍ متفاوتةٍ.
والإجابة عن هذا الأمر في غاية الأهميَّة، فعندما أنتقد العلمانيَّة، وأوجع فيها لماذا لا ألتفت للإسلاميِّين بكلِّ حقب التَّاريخ، وما صدر عنهم؟
وفي هذا نقول: إنَّ للإسلام نظريةً واضحة المعالم، وأسسًا، ومباديء عامَّة يجمع المسلمون بكلِّ طوائفهم على بعضها، ويختلفون في بعض الجزئيَّات، وقد وضع الإسلام الحقُّ نظريَّة الإنسان الكامل الَّذي يجسِّد الإسلام بكلِّ تفاصيله، ويرجع إليه المسلمون، ويحتذون حذوه في حركاتهم، وسكناتهم، وهو المعصوم سواء كان نبيَّاً أو إمامًا، وهنا يقطع الإسلام الطَّريق على من ينتحل صفته، ويفسد في الأرض، لأنَّ الإنصاف يقتضي أن نحاكمه في ضوء مباديء القرآن الكريم الَّتي جسَّدها النبي وآله - صلوات الله عليهم - وعندها يميز الخبيث من الطيب، فلا يمثِّل الإسلام تطبيقًا إلَّا من انتهج نهج المعصومين - صلوات الله عليهم - .
ولو أردنا أن ننصف العلمانيَّة من المنطلق نفسه، أفهل للعلمانيَّة مباديء واضحةٌ لم يخالفها المنَّظرون فضلًا عن المطبِّقين؟
ومن هم رموز العلمانيَّة الَّذين نحاكم سلوكيَّات أتباعهم في ضوء سلوكيَّاتهم؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat