ضعف الدين المسيحي أمام تطور الفيزياء الحديثة من أهم اسباب الإلحاد المعاصر
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

عندما بدأت العلوم الطبيعية وعلى رأسها الفيزياء بإعطاء بعض التفاسير العلمية لبعض الظواهر ، وبدأ هذا التفسير العلمي يحلّ محل التفسير الغيبي الذي كانت تتبناه الكنيسة ، اهتز عرش الإله في قلوب المجتمعات الغربية ، ثم زاد الطين بلة لديهم عندما تبجح فلاسفتهم بأن لديهم القدرة على تزويد المجتمعات بالأخلاق اللازمة للعيش بين الانسان والانسان والانسان والطبيعة بدل حصرها بالدين ..
فعلى أثر ذلك إنهار الجناحان اللذان كانت تحلّق بهما الكنيسة بالدعوة الى الاله والى دينه ، وهذان الجناحان هما ( التفسير الغيبي للظواهر الكونية ) و ( تغذية البشرية بحزمة الاخلاق التي هي اكسير العيش على هذا الكوكب ) ..
فمثلا الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينج ، بكل سهولة يجعل قانون الجاذبية بديلاً مناسبا لفكرة وجود اله حيث يقول : “طالما أنه يوجد قانون كالجاذبية ، فالكون يستطيع وسيقوم بخلق نفسه من لا شيء! الخلق التلقائي هو سبب وجود شيء بدلا من لا شيء.. ليس لزاما أن نقحم إلاها ليبدأ عمل الكون”.
أما عالم العصبيات الأمريكي سام هاريس يقول " إنه لمن الخطأ تمامًا الاعتقاد بأنّ الدّين يوفّر الإطار العام الوحيد لأخلاقٍ عالمية " .
بهذه الترهات والسفاهات هزم العلمُ الحديث الكنيسة ، وهي كما ترون عبغرة عن إشكالات تافهة أمام الإسلام ، وبمقدور الاسلام أن يقلب الحقائق التي تتوصل لها العلوم الطبيعية الى أدلة وبراهين تصبّ لصالحه ، ويستطيع المسلمون من تحدّي العلم في أن يثبت لهم خطأ أي نظرية إسلامية أو فكرة علمية جاء بها او تفسيراً كونياً أو فلكياً او طبيعياً او أخلاقياً ..الخ ..
نعم ، نقطة ضعف الإسلام تكمن في المسلمين الذين أساءوا له وشوّهوا صورته أمام الآخرين وأمّا في عمقه العلمي فلا يُشق له غبار بحمد الله ونصره ..
آن الأوان الى أن يرفع المسلمون وبكل ثقة راية التوحيد وبشكل علمي وحضاري قادر على مناقشة كل دعوات الإلحاد ( الموجب ) والذين - يبرهنون - على إلحادهم بأدلة معروفة ومشخّصة ، ودعوات الإلحاد ( السالب ) وهؤلاء ممن ليس لديه دليل وإنّما كل ما لديهم هو التشكيك بأدلة وجود الإله ..
نحتاج الى مراكز ومؤسسات مرموقة ورصينة تتبنى ذلك وتتوغل في عمق المجتمعات والشعوب وعمق المختبرات وعمق الفكر الإنساني المعاصر .. ولا ننسى أن التجسيد الفعلي للإسلام في بلداننا ومجتمعاتنا أولاً هو أهم خطوة نخطوها بهذا الإتجاه وستوفر لنا الجهد وتختصر لنا أكثر من نصف الطريق ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat