السُلطة التي لاتحمي شعبها ولاتصونه فبئس السُلطة وبئس الحُكم، والدولة التي لاتستطيع حماية مواطنيها لاتستحق...
ونسألهم ماذا سيتغير في العراق أو في المعادلة السياسية لو جَرت تلك الإنتخابات المُبكّرة التي يُطالبون بها؟
لم يُحركوا ساكناً، إنعقدتْ ألسنتهم وصُمّتْ آذانهم، بل لقد زاغتْ أبصارهم وكأن شيئاً لم يحدث، لايكاد العراق ينام
حاولتُ أن لا أجعل أحلامي مُتشائلة وأن أنظر إلى نصف الكأس الملآن وأغضّ الطرف عن النصف الفارغ.
لايحتاج الأمر إلّا لقليل من الفَذّلَكة مع بعض الفَهلَوة ومُبادرة للتقرّب لِحزب من أحزاب السُلطة مع رَشّة
يبدو أن النظام السياسي في العراق والذي أُستحدث بعد عام 2003 كُتب عليه ان تكون نهاياته مفتوحة وخواتيم
برلماني سابق أصبح بعد خسارته في الإنتخابات مُحلِلاً سياسياً يتقافز بين الفضائيات للتنظير بأفكار سياسية
هي وزارة سيادية بالعُرف التحاصصي والمغانمي للكتل والأحزاب عندما تتقاسم الحُصص أو (الكعكة) كما يسمونها
لم يجرؤ أياً منهم أن يسأل الرئيس الأمريكي ذلك السؤال الذي لم يغادر مُخيّلة أي عراقي ويُؤرقه،
يُضحِكنا حتى القهقهة ذلك المسؤول الذي يظهر من على الفضائيات بكامل أناقته وأوداجه المنتفخة وهو يُحذر ويستنكر
في جلسة نقاشية إحتضنها يوم صيفي ساخن من سنوات الحصار الإقتصادي الذي فرضته أمريكا
قالوا "إن كُنت تدري فتلك مُصيبةٌ وإن لاتدري فالمصيبةُ أعظمُ" لكن كيف يكون حجم المصيبة إذا كُنّا ندري
تُرى كيف ستكون ردود أفعال أرباب السلطة في العراق فيما إذا خرج إلى ساحات التظاهر (11) مليون أو حتى نصفهم...
يسعى المتفيقهون ووِعاظ الساسة والمنتفعون أو مِن المطّبلين إلى التعظيم من شأن الزيارة المكوكية التي قام بها رئيس مجلس الوزراء...
فعلاً...تستحقون هذه الرواتب الضئيلة وهذه الدنانير البائسة لأنكم سُرّاق أيُها المتقاعدون...
يعيش الرئيس الذي يطّل علينا يومياً من على شاشات الفضائيات بإطلالته المُبتسمة وأناقته المعهودة،
هناك مثل شعبي عراقي مقتبس منه عنوان المقال "ظل البيت لمطيره..طارت بيه فرد طيره"،
عندما تكون هناك قيادة حكيمة تنتصر الأوطان ذلك مادوّنته لنا سرديات السياسة وتجارب الشعوب ونجاح الأوطان...