كان الدرس بليغاً للعراقيين وموجعاً لقّن فيها رجل الكابوي مجتمعنا دروساً لا يمحوها التاريخ عندما جلب لنا كلمات كان باطنها العذاب...
عندما تسمع أحاديثهم عن السيادة ومحاولات ترديد هذه الكلمة السحرية كالببغاوات، لابد وأن تُصاب
سوف نستيقظ يوماً ونجد أن من أيقظنا غريباً قد طرق بابنا ليُخبرنا بالرحيل وترك منازلنا، لِمَ العجب
ثمة حكاية غريبة حدثت بعد عام ٢٠٠٣ وسيناريو عجيب أوجده الإحتلال الذي جاء بمجموعة من شتات الشرق والغرب والبعض
أصبحنا نميل إلى توصيف الصورة التي رسمتها لنا أنامل الكابوي الأمريكي بعد إحتلال العراق بأن الشرف السياسي بات متعدداً
يُقال والعُهدة على القائل أن وزير الطاقة الياباني إنحنى عشرين دقيقة أمام شعبه على التلفاز مباشرة وهي المدة التي قُطعت فيها الكهرباء
ذكّرتني أوضاع العراق والعراقيين بمقولة للفنان الراحل جعفر السعدي كان يرددها في مسلسل
هو قرار سياسي بإمتياز، إستبداد معيشي أقسى وأشد من الإستبداد السياسي، بل إن الأخير يستمد مشروعيته من الأول، لا تبرره حجج أعبائه
لم يُفلح السابقون وحتى اللاحقون في إنصافهم، لايُعرف سبب عداء السلطة وحرمانها لهم وحتى إنتقامها منهم،
"من سرق ذهباً أودِع سجناً، ومن سرق بلداً بويع ملكاً" مثل ياباني، يقول أحدهم أن مشكلة الإنحراف ليست في فقر
لايفكر العراقيون كثيراً في دولتهم الحديثة، أصبح هناك ميل غريزي لكُره النظام السياسي الذي أوصل حياتهم إلى قعور الحضيض والإنهيار
مُخطئ وغارق في الإستغفال من يعتقد أو يظن أن سرقة القرن كانت عبارة عن نهب أكثر من ملياري دولار،
يبدو أننا في العراق نسير عكس الزمن وبإتجاه معاكس يعود بنا إلى الوراء لِما يحدث من تطور في دول لانقول
جاهز ومستعد للجلوس للتنظير أمام شاشات الفضائيات متى مايُطلب منه، يُجادلك في السياسة، الإقتصاد،
لم أكن أعلم أن الرئيس ممكن أن يكون صانع مُحتوى، يرغب بأن يكون له معجبين ومتابعين في الإعلام ووسائل
إعتادوا التسابق للظهور في البرامج الحوارية حتى أصبح بعضهم نجوماً تفوق نجوميّة الفنانين والرياضيين، فرصة
أُسجّل إعترافي بأنّهم مُتفوقين في كُل شيء، بالفساد، اللصوصيّة، الخِداع، وجوه مُتلوّنة ومُتغيّرة كالحرباء،
عندما كان مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة السابق يتفاخر بصداقته القديمة مع الرئيس التركي أردوغان أمام شاشات الفضائيات،