وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ !
وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)، وَخَدِيجَةَ، وَأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ (نهج البلاغ...
كلُّ ما سوى الله تعالى مخلوقٌ، وَجُلُّ المخلوقات ليس لها نورٌ في الدنيا، أما الآخرةُ فلها قانونها، حيثُ يعطي الله تعالى المؤمنين والشهداء والصديقين نوراً
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) (محمد7)
كلمةٌ تُنقَلُ عن أمير المؤمنين ومولى الموحدين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (غرر الحكم ص136)
إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَكَانَ نُورُهَا يَغْلِبُ الْهِلَالَ، يَخْفَى، فَإِذَا غَابَتْ عَنْهُ ظَهَرَ (فضائل الأشهر الثلاثة ص99).
وقد وافَقَ هذا المعنى ما في مزامير داوود من الكتاب المقدّس: كُفَّ عَنِ الغَضَبِ، وَاتْرُكِ السَّخَطَ (المزامير37: 8)،
﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ (الزخرف23).
إِنَّ لِلْغُلَامِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُوم.. انَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يَمْتَحِنَ الشِّيعَةَ! فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ المُبْطِلُون! (الكافي ج1 ص337).
لكن عزَّةَ الرُّسُل لم تمنع من تكذيب الناس لهم، ولِسَيِّدِهِم صلى الله عليه وآله، قال تعالى: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (فاطر4)
هذه هي عقيدةُ الشيعة في الإمام، يتميَّزون بها عن سائر فِرَق المسلمين، ويعتقدون أنَّ: مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة (كفاية الأثر ص296)
في ليلة النِّصف من شعبان.. تستوقفُ المؤمنين كلماتٌ من زيارة المولود المُبارك، الإمام الغائب المنتظر.. ينقلها الشيخ الطوسي رحمه الله:
لقد سَخَّرَ الله تعالى لنبيِّه سليمان الريح والشياطين، وأعطاه ملكاً عظيماً جَمَعَ به سلطان الدُّنيا وخير الآخرة، ثم قال عزَّ وجلّ له: ﴿هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾
يتغنَّى الشيعةُ الإماميةُ الإثنا عشرية بإمامٍ ينسِبون له كُلَّ كمالٍ، وهو رَمزُ الإسلام، عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام
لماذا امتازوا عن غيرِهم من المسلمين في الإهتمام به، وان اتّفقوا جميعاً على استحباب صيامه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر من صيامه؟!
في ليلة المبعث النبوي الشريف، التي: (نُبِّئَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي صَبِيحَتِهَا)، والتي يُكتَبُ (لِلْعَامِلِ فِيهَا مِنْ شِيعَتِنَا أَجْرَ عَمَلِ سِتِّينَ سَنَة)..
اختارَ الله تعالى لسابع الأئمة، لموسى بن جعفر الكاظم، لخير مَنْ بَرَأَ فِي خَلْقِهِ! أُمَّاً مُصَفَّاةً مِنَ الْأَدْنَاسِ كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ! مَا زَالَتِ الْأَمْلَاكُ تَحْرُسُهَا!
وَقَفَ عمرُ بنُ سعدٍ يوماً يُفَكِّرُ بين أمرين خطيرين في نظره.. ولعلَّهُ عاشَ عَصفاً فكريَّاً رهيباً قبل أن يختارَ بينهما!