كيف نكتب عن – الحسين - بمفهوم شعري مغاير
عبد الحسين بريسم
ليس الحسين اماما
بعض الحسين ائمة
يقول الشاعر رسول حمزة الاذربيجاني -جمال القصيدة في بساطة كلماتها - طبعا لا يعني هذا ان البساطة الغير مسكونة با لشعر وانما اقصد على ماقاله بساطة المفردة المعنية في مقامها بتفجير شعرية –الصورة المعنى – والداخله في صلب الموضوعة مختزلة الكثير من الزوائد البعيدة عن الشعرية والقريب من السرد وقد اكدت انا ذلك في كتابي الختزال الشعري في المشهد الشعري العراقي الصادر عند اذ الصباح 2006 والذي اخترت فيه نماذج من اجيال مختلفة من الشعر العراقية واثرت فيها ال-الختزال الشعري وهذا ما اجده الان في قصيدة الحسين للشاعر حمد محمود الدوخي المنشورة في مجلة الاقلام العدد الرابع الفصل الاخير من عام 2010 وبمعية قصيدة لي تحت عنوان ما لم يقله المواطن عبدالله وما اجده اوصلني بقوة الشعر من كل مفاصل ومقاطع تلك القصيدة انه عمل على الاختزال الشعري واثار موضوعات شعرية خارج متن النص -القصيدة -الحسين
ليس الحسين اماما
بعض الحسين ئمة
يدخل الشاعر حمد الدوخي من خلال النفي والاثبات بقوة في التمهيد وهنا ليس تمهيدى با لمعنى المتعارف عليه ولكن تمهيد صادم ومباشر
ليس الحسين اماما
وبعدها يؤكد بصيغه اعلى من النفي الاول وهو الاثبات بصيغة التوكيد المطاق
بعض الحسين ائمة
نجد ان عدد الكلمات التي كونت هذا المشهد المتسع لا تتجاوز 6 كلمات وفيها اسم –الحسين –طبعا اكبر من فضاء الارض وبسعة سموات سبع حوت احد قصة النور كما يقول الحديث النبوي خلق الله من نور الحسين عوالم لا تحصى
وقد استطاع الدوخي ان يرسع مشهدا كبيرا بست كلمات فعلا
بعض الحسين ائمه
او ليس الائمه من ذرية الحسين كما قال الرسول الاكرم –ص-
خص الله الحسين بثلاث خصال لم يخص بها احد
1- الدعاء مستجاب تحت قبته
2- الشفاء بتربته
3- الائمه من ذريته
ليس الحسين اماما
ظل الحسين ائمة
ثم يعود الشاعر ليؤكد امرا اخر وكانه استدرك موضوعته وعظمة الشخصه –الحسين –ليقول ان ظلها وحسب ائمة ونحن نعرف ان موضوعة الامامة شان خصه الله في ذرية الحسين بعد سيد البلاغة واسد الله الغالب علي بن ابي طالب
لتوكيد صورته بالمعنى الادق شعريا ومعنويا يتحول الى الشاعر من صورة الى اخرى اكثر دقة لايصال مراده من من الوصول الى تفاصيل عظمة الامام الحسين لانه اكبر من ان يصور بقصيدة ولكن قدرة الشاعر تحاول ان ترسم صورة مغاير عن ما يكتب من شعر يعد مغايرا وانا اجده في هذه القصيدة من قصائد هي الاخر وصلت الى المغايرة في الكتابة عن عظمة الامام الحسين مثل
قدمت من اول الظلام الى اخره
فقتلت في المنتصف
فكان هناك
نور
وظلام
وما تواصل به الاشاعر الدوخي هو مثال للوحدة العضوية في القصيدة مع الاختزال الشعري الذي يصور مشهده دون الخروج من موضوعنه على عظم ما اراده من قصيدة التي كتبت في سفر طويل ولكن ما يميز سفره انه قال
حتى بحالة جر
ترى على النون ضمة
الخير- حب الحسين
وغير ذاك مذمة
او قوله
المجد كلمة حق
وانت حق وكلمة
يانور بيت علي
وليس في البيت عتمة
او قوله
لا تغمض العين حتى
لايصبح الكون ظلمة
اننا نجد ان الشاعر تمعن كثيرا قبل القدوم على تصوير ما صوره شعرا مختزلا ومعافى اعطى صورة اكثر اشراقا من اجل ان يكون في مستوى ووعي ما اراد من الوصول الى مقتربات الشخصية المراد ان يصف جزء من اوصافها التي اكملها الله في احسن صورة من مايريد ومقدار المسؤلية الكبرى التي نهض الحسين بها والتي تعد اهم واجل الشخصيات في التاريخ الانسان بعد محمد الرسول وعلي الامام وهذا ما القى حمل كبير على جميع الشعراء الذين كتبوا في مثل شخصية الحسين ونحن نعرف ان الاقتراب من كتابة شعرا عن الحسين يحتاج تفردا وقدرة ومقدرة قبلها موهبة متفردة واضح الابعاد واقوةية التجلى من اجل ان تكون القصيدة مقاربة لبعض ملامح تلك الشخصية المقدسة الفريدة واعتقد ان الدوخي اقترب من النتفرد في هذه القصيدة
كما نراه هنا
اعداؤك اليوم عار
وناصروك ائمة
والملكوت سماء
وليس غيرك نجمة
ماذا وانت الحسين
وشسع نعلك قمة
ان ما اجاد به الشاعر حمد محمود الدوخي يحتاج ان نرفع له كل القبعات والايادي عاليا لانه اعطى صورة واضحة ليكون الشعر موقفا ومسؤلية واختيار وموقف .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat