صفحة الكاتب : كريم الانصاري

حذاري من الخنازير المتهدهدة
كريم الانصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لمّا تنهدّ عروش الظلم وتهوي تيجان الملوك وقياصرة الاستبداد تلوذ يتاماهم بهذا الملجأ وذاك الكهف لتفرّ من عقاب الدنيا قبل الآخرة كي تضمن الأمن والأمان العابر .
مجتمعنا غير مستثنى من هذه القاعدة ، فنجد خنازير العهود البائدة متقمّصةً جلباب الهدهد كي تضرب العصفورين بحجرٍ واحد ..
إنّ الهدهد هو رمز إيصال الرسالة بشرفٍ وإيمان ، والخنزير هو رمز انعدام الغيرة والغدر والحرام ، فمن المؤلم المؤسف حقّاً أن ينخدع البعض أو لايرى بأساً بالخنازير المتهدهدة وهي تكيل آيات الإطراء والمديح عبر النطق أو الكلمة أو حتى بنتاجٍ يغوي الناظر ويسرّ الجاهل بخلفيات الأُمور .. فيكون الملاك والميزان هو إشباع نهم " الأنا " التي لايرضيها ولايشفي غليلها ولايروي ضمأها سوى قرابين الثناء والتصنيم والتزلّف الذليل أنّى كانت وممّ تكون .
من المعيب أن يكون البعض نجم غلاف كتب ومجلّات الخنازير المتهدهدة التي تشهد الفضاءات المعرفية والأروقة الثقافية بهوانها وضعفها وتماهيها مع الظالم وزيف دعواها وسوء سريرتها المشحونة غيضاً وحسداً وحقداً وبغضاً وابتزازاً ، وتهرّبها من الحوار العلمي والبحث الفكري بفعل إفلاسها الذاتي ..
نحن في شغلٍ عن هذه الحثالات التي لاخطاب لنا معها سوى " سلاما " .. إنّما عتبنا الشديد على البعض الذي أوجد الحاضنة اللازمة لهذه الخنازير المتهدهدة المرتزقة المتهافتة على فتات الموائد ولمعان المال المسيّل للّعاب .. عتبنا على هذا البعض حين ارتضى بل شيّد لهذه الخنازير مقاماً وعزّة ماكانت تحلم بها حتى في زمن أسيادها الغابرين ؛ ليس سوى لأنّ هذا البعض أصبح مشروعَ تصنيمٍ وتأليهٍ اسطوريٍّ خيالي لاتحمد عقباه ، ولاسيّما مع الغفلة وعدم الالتفات إلى أنّ المؤمن لايُلدَغ من جحرٍ مرّتين ؛ فهذه الخنازير متخصّصة بجعل هذا وذاك مشاريع تنفيخ وتفخيم .. ولنلحظ المصاديق التي عاشت التجربة مع هذه الخنازير سلفاً، فإنّها لم تنل سوى الخيبة والقهقرة والنكوص .
بل الأمر على العكس تماماً ، فإنّ هذا البعض لن ينال جرّاء هذه المشاريع  سوى تلطّخ السمعة ومخدوشية الخدمة .. 
إنّنا من منطلق الحرص والإخلاص نحذّر من الانزلاق في مستنقع معدومي الغيرة  ونجسي الذات والضمير ومن أن يكون البعض مشاريع ضحكٍ على الذقون .
 ليس علينا سوى القبول بحقيقة النقد البنّاء ، فحتى الرسول أوالنبيّ كان يتداول بشكلٍ ما الكثير من المسائل والقضايا مع الله تعالى بجدٍّ وتواصل ، وكذا العلماء مع الإمام ، وعموم الناس مع المراجع ... لذا لاينبغي للبعض أبداً- وهو دون المذكورين أعلاه - أن يصطنع  لنفسه موانع شاهقة وهالةً وقدسيّةً لا حقيقة لها ، ويُوجِد حواشي تسبّح وتصنّم وتتملّق حتى الصبح .. فإنّ كلمةً واحدةً صادقةً هي أكفى وأعظمُ شهادةً واعتباراً من موسوعات ومدوّنات همّها علفها ..
إنّ التحرّر من أفيون الأنا والنرجسية المقيتة يفتح أرحب الآفاق نحو بلوغ الكمال الإنسانيّ المنشود .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم الانصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/26



كتابة تعليق لموضوع : حذاري من الخنازير المتهدهدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net