صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

حكومات ..ملعونة
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دخل الى السوبر ماركت ليملأ عربة التسوق باكياس وعلب لاتعد ولاتحصى ، ووقفت المرأة النازحة طوال النهار امام ابواب الجامع لتستلم سلة رمضان التي تحوي المواد الاساسية فقط من احدى الجمعيات الخيرية ...وضع مشترياته في صندوق سيارته الحديثة واشعل جهاز التبريد وانطلق الى منزله ، وسارت المراة طريقا طويلا تحت الشمس المحرقة حتى مخيم النازحين وهي تحمل (السلة ) على رأسها ..قضى ساعات من النوم في حجرته المبردة وقضت المرأة نهارها في خيمة وسيلة تبريدها الوحيدة مروحة ارضية..جلس الرجل بعد اذان المغرب امام مائدة عامرة باطايب الطعام والشراب ، واجتمعت عائلة المراة كبيرة العدد حول وجبة فقيرة قوامها العدس والحمص..تذمر الرجل من غياب العصير الذي يفضله على بقية العصائر المصطفة بانتظام أمامه، وحمدت المرأة وعائلتها الله على سلامتهم وحصولهم على لقمة طعام بينما مازال بعض اقاربهم يباتون في العراء ويقضون النهار في الحر القائض دون غذاء كاف او شراب بارد لحين تمكنهم من الافلات من قبضة داعش والالتحاق بالعوائل النازحة التي وجدت لها مستقرا في المخيمات او هياكل المنازل المتداعية ..

لايعيش البشر نفس الظروف ، ولايخلو مكان في العالم من الفقراء ، لكن الفقر يلد احيانا من حاجة البلد الى الموارد والخيرات او تعرضه الى كوارث طبيعية شديدة ، اما ان تكون اعماق البلد مترعة بالثروات وارضه ملأى بالخيرات فلابد ان ماينقصه هو حاجته الى من يدير هذه الثروات والخيرات بوطنية وضمير ودراية لكي لايتحول ابناؤه الى نازحين وفقراء يهبطون تدريجيا الى ماتحت خط الفقر ...

في اماكن اخرى ،يتمتع النواب بعطلتهم التشريعية ، ويتساقط رجال وشباب في عمر الورد لتروي دماؤهم ارض الوطن وكأنهم فقط من انجبهم الوطن ليدافعوا عنه ..ويلتئم شمل عوائل النواب في دول اخرى ليبتعدوا عن هموم الوطن ويستمتعوا بأجواء رمضانية احلى بينما تخلو منازل عديدة من آباء وابناء واشقاء ربما لن يجدوا فرصة لصيام الشهر الفضيل تحت حرارة الشمس واصوات الرصاص ..ويواصل بعض رجال الدين تصريحاتهم وشحنهم الطائفي احيانا بينما يرفع المصلون ايديهم الى الله بانتظار الفرج ..

يقول (جمال الدين الافغاني ):"ملعون في دين الرحمن من يسجن شعبا ، من يخنق فكرا ، من يرفع سوطا ، من يسكت رأيا ، من يبني سجنا ، من يرفع رايات الطغيان ...ملعون في كل الاديان ، من يهدر حق الانسان حتى لو صلى او زكى وعاش العمر مع القرآن " . 

وفي بلدنا الذي يتوضأ ابناؤه بالدماء ويغتسلون بالدموع ، هناك المئات من الملعونين ..فما بين دفتي الماضي والحاضر ، جرب العراقيون كل انواع القهر وخنق الحريات والقسوة وضاعت حقوقهم تحت اقدام الحكومات الملعونة ..وهكذا ،قد يصوم النازح ليفطر ب( العدس ) ، ويصوم المقاتل ولايجد الوقت ليفطر ، اما الغني والمسؤول فلن تنفعهم صلاتهم او صيامهم مادام الحق لديهم غائبا والضمير نائما والشعب يواصل الموت المبكر اوينحدر تدريجيا الى ماتحت خط الفقر ..  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/13



كتابة تعليق لموضوع : حكومات ..ملعونة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net