(ملاحظات هامشية)
لا يمكننا أن نعرف بصورةٍ دقيقة 100% ما هي المبررات التي مِن أجلِها قرّر السيّد السيستاني أن يترك الدعوة إلى نظام ديني يُنَّصب وليَّاً فقيهاً حسبَما تُملِي النظرية الفقهية سنة 2003، ولكن كل ما يمكن أن يُقدَّم هو (محاولة) كما بيّنتُ في عنوان المنشورات، لإستكشاف اللحظات التأريخية التي مرت بالمرجعية منذ 2003، وفهم مواقفها.
مما يعني، إن المبررات التي ستأتي في الحلقات القادمة ستمتزج بالإعتقادات المُسبَقة للكاتب، وبتحليله للواقع السياسي والإجتماعي في تلك الفترة، ناظراً في كل ذلك إلى التقرَّب مِن ذهن المرجعية العليا عند إتخاذها قراراتها المعروفة فيها.
وقد يَشفع لتلك الرؤى نصوص معينة صدرت عن المرجعية الدينية العليا [1]، وفي حينها تكون إمكانية صحة هذه التحليلات أكبر من تحليلات أخرى قد لا يشفعه النَص المرجعي، ويمكن تفسير ذلك من خلال إستطلاع نوعية "خطاب" السيّد السيستاني، التي يُلخِصها الأستاذ حامد الخفاف (وكيل المرجعية في لبنان): (أغلب النشاط المرجعي في مجالات التعاطي مع الشأن العام هو خارج التغطية الإعلامية لمصالح تقدرها المرجعية، وهو منهج قاسٍ يولد نوعاً من عدم الوضوح وإيجاد الشبهات حتى عند المؤمنين، ويستلزم قدراً من التسليم، وتعتقد المرجعية أن فوائد هذا المنهج أكثر بكثير من سلبياته، لأن الهدف الرئيس من كل ذلك هو إيصال السفينة التي تبحر في بحر متلاطم الى ساحل النجاة) [2].
فخِطابً الإقتصار على (الأراء) دونَ تفسيراتها، هو خطاب يجعل مَن يحاول فهم المرجعية في مهمة صعبة جداً.
ولهذا يجب التأشير على حقيقة إن هذه مجرد محاولة، وكما إننا إذا لَقينا أحداً وأردنا فهمه، قد نصيب وقد نخطىء، ويجب ترتيب الأثر طِبقاً لذلك طبعاً.
وبالطبع فإننا سنعود في قادم الأيام إلى طريقة خطاب المرجعية العليا، ومدى نجاحه، ومدى إلتزامها أصلاً بصورة واحدة من الخطاب.
------
[1] - يمكن تلخيص مصادر النص المرجعي بعدة أمور: ما يصدر بتوقع السيّد السيستاني الشخصي، أو بختم مكتبه في النجف، أو ما يُنقَل عنه من قِبَل الثقات داخل المؤسسة المرجعية كوكلاءه المهمين، في كربلاء ولبنان وإيران، وهنا ملاحظة مهمة، فقد نرى إن بعض الناس ثقات، ولكنهم ليسوا جزءً من المؤسسة، وبهذا يجب وضع علامات إستفهام على ما يقدمونه بإسم المرجعية العليا، لأن طبيعة الخطاب الذي نذكره في هذه الملاحظة الهامشية، يضيق من أفق المعرفة حتى عند المحيطين بالمرجع الأعلى، فيما يكتسب من هم داخل المؤسسة موثوقية أكبر من باب أن ما يقدمونّه بإسم المرجعية هو "تعبد بالنص" الذي وصل إليهم مِن مدير المؤسسة.
[2] - مقابلة الأستاذ حامد الخفاف على "قافلة التقوى":https://www.youtube.com/watch?v=fNDXPsDcP38
(عبدالسلام آلبوحيَّة)
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

لا يمكننا أن نعرف بصورةٍ دقيقة 100% ما هي المبررات التي مِن أجلِها قرّر السيّد السيستاني أن يترك الدعوة إلى نظام ديني يُنَّصب وليَّاً فقيهاً حسبَما تُملِي النظرية الفقهية سنة 2003، ولكن كل ما يمكن أن يُقدَّم هو (محاولة) كما بيّنتُ في عنوان المنشورات، لإستكشاف اللحظات التأريخية التي مرت بالمرجعية منذ 2003، وفهم مواقفها.
مما يعني، إن المبررات التي ستأتي في الحلقات القادمة ستمتزج بالإعتقادات المُسبَقة للكاتب، وبتحليله للواقع السياسي والإجتماعي في تلك الفترة، ناظراً في كل ذلك إلى التقرَّب مِن ذهن المرجعية العليا عند إتخاذها قراراتها المعروفة فيها.
وقد يَشفع لتلك الرؤى نصوص معينة صدرت عن المرجعية الدينية العليا [1]، وفي حينها تكون إمكانية صحة هذه التحليلات أكبر من تحليلات أخرى قد لا يشفعه النَص المرجعي، ويمكن تفسير ذلك من خلال إستطلاع نوعية "خطاب" السيّد السيستاني، التي يُلخِصها الأستاذ حامد الخفاف (وكيل المرجعية في لبنان): (أغلب النشاط المرجعي في مجالات التعاطي مع الشأن العام هو خارج التغطية الإعلامية لمصالح تقدرها المرجعية، وهو منهج قاسٍ يولد نوعاً من عدم الوضوح وإيجاد الشبهات حتى عند المؤمنين، ويستلزم قدراً من التسليم، وتعتقد المرجعية أن فوائد هذا المنهج أكثر بكثير من سلبياته، لأن الهدف الرئيس من كل ذلك هو إيصال السفينة التي تبحر في بحر متلاطم الى ساحل النجاة) [2].
فخِطابً الإقتصار على (الأراء) دونَ تفسيراتها، هو خطاب يجعل مَن يحاول فهم المرجعية في مهمة صعبة جداً.
ولهذا يجب التأشير على حقيقة إن هذه مجرد محاولة، وكما إننا إذا لَقينا أحداً وأردنا فهمه، قد نصيب وقد نخطىء، ويجب ترتيب الأثر طِبقاً لذلك طبعاً.
وبالطبع فإننا سنعود في قادم الأيام إلى طريقة خطاب المرجعية العليا، ومدى نجاحه، ومدى إلتزامها أصلاً بصورة واحدة من الخطاب.
------
[1] - يمكن تلخيص مصادر النص المرجعي بعدة أمور: ما يصدر بتوقع السيّد السيستاني الشخصي، أو بختم مكتبه في النجف، أو ما يُنقَل عنه من قِبَل الثقات داخل المؤسسة المرجعية كوكلاءه المهمين، في كربلاء ولبنان وإيران، وهنا ملاحظة مهمة، فقد نرى إن بعض الناس ثقات، ولكنهم ليسوا جزءً من المؤسسة، وبهذا يجب وضع علامات إستفهام على ما يقدمونه بإسم المرجعية العليا، لأن طبيعة الخطاب الذي نذكره في هذه الملاحظة الهامشية، يضيق من أفق المعرفة حتى عند المحيطين بالمرجع الأعلى، فيما يكتسب من هم داخل المؤسسة موثوقية أكبر من باب أن ما يقدمونّه بإسم المرجعية هو "تعبد بالنص" الذي وصل إليهم مِن مدير المؤسسة.
[2] - مقابلة الأستاذ حامد الخفاف على "قافلة التقوى":https://www.youtube.com/watch?v=fNDXPsDcP38
(عبدالسلام آلبوحيَّة)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat