كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

رغيف انطباعي ..(الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي/ شرفة انتظارك )

 

يأخذ الأنتظار حيزا ابداعيا كبيرا وله عوالم  مثيرة  مؤثرة تمنح الرؤى الشعورية شفافية تنسرب عبر تقنيات الآداء الفني ومكونات جملية  تحمل قيمها المبدعة منارا في اغلب الفنون التدوينية ..وفي قصيدة شرفة انتظارك ...  للشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي ..  سيرت المدخل  الاستهلالي بفعل استمراري تخاطبي 

( وانت  تمضي  ...
 تسرج الوحدة خيولها  ..
تغزو  قبائل اخضراري ) 
 لتضع مرادفات شعورية تعمق  مكونات الغياب .. البكاء ، السبات ،  اليتم الجمعي ، و مثل هذه البنى التراتبية السببية تكشف عن ملامح البعد النفسي عبر مساعي  مفتوحة  وغير محددة  ..قنوات  الرؤية  وهيمنة الانتظار لتسمو القصيدة بايجاز وتكثيف وتعدد المنظورات التأويلية  مع رسم مسحتها الجمالية  بتعميق بؤرة القصد النصي المرموز  بانزياحات فنية منحتنا الكثير من الدلائل التي  تقدم هذا الغياب حضورا كونيا  مع انفتاحات زمانية غير معنونة  .. لا اسعى لقسر تأويلي لكني لااريد ان اكبح رؤى فهمي للنص  .. وقد أتخذت  الشاعرة منحى فلسفي عميق مما جعل البنية  النصية  مكثفة مليئة بالانزياحات  المتميزة ، لتتحول  الموجهات  النصية  من البوح  الفردي الى البوح العام الشمولي / الشعب  والذي يمشي نائما ـ/ ويبكي  .. ليصبح  الصراع  نفسي ـ جمعي وليأخذ الانتظار  تشكيلات رمزية تارة يصير طوفانا وتارة اخرى بالدثار .. ( بانتظار طوفانك ... ....
(  وشوارع  المدينة  يتامى 
 تلحفت دثارات انتظاراتها ) 
امام عوالم السبات هناك الاطياف الفواقة كتضاد وهذا الحراك له بنية تعميم شمولي  ليصبح كل شيء ينتظر  الغائب  الشعب  ،المساءات  ، الشوارع ، الفضاوات ، المترجلين القدامى  ليصبح الانتظار  طقسي  ومن المراسيم المقدسة ، تداخلات مضمرة  تظهر المحسوسات المقدسنة  المتخطية للحاجز  الزمكاني 
( بعد كل عصور  
هاجرت فيها اسراب  حنينك )  
تدفع الشاعرة بان ضياء حبيب الخيالي نصها باتجاه  المرموز  المتخفي  بجمل تشفيرية  ذكية  تعلن  قبل    فصلها الختامي باستفهام تنويري  
( اين انت .. ؟
وانت الباقي الوحيد  هنا وهناااااك
أين انت ... وهويتي المنفى  حتى تفي  ) والكثير من الدلائل  التي تعرف الغياب حضورا كونيا  مع انفتاحات زمانية  فالانتظار  والغياب  وسيلتي تجسيد  المرموز المستوعب لجميع الطاقات  الدلالية  هو رصيد  الصبر  .. والغياب هنا غير  الموت فهو  يشكل فضاءا رمزيا  تحسسنا الشاعرة من خلاله  بوجود حضور في عملية التخاطب لغائب تجاوز محنة الغياب  ،
وترتبط بيديه كل المصائر 
( مزروعة بيديك انتظارا ) 
 ثم  تنهي الشاعرة وقفتها بعهد لصاحب كل الازمنة  الرمز المقدس بالنوروالسلام 
( لن تنفض اشجاري اوراق عشقك يوما  
ولن ترتدي  بعدك الا  اخضرار حكاياك ... 
 
طباعة
2011/07/16
4,492
تعليق

التعليقات

يوجد 13 تعليق على هذا المقال.

1
ميثم العتابي من كربلاء •

لكم المحبة

ليس غريبا عليك أن تلج النص بكل هذا العمق وهذا الترف الفكري البهيج، وأن تصنع لنا سلة مليئة بما أقتطفت بعناية فائقة .. وليس غريبا عليك أبداً أن تصنع دهشة توائم العمل الإبداعي نصا ومضمونا ..
أما شرفة إنتظار الصديقة الرائعة والشاعر بان ضياء الخيالي، فهي شرفة مليئة بفوانيس الخيال، يعرج إليها البوح كريما، وتنداح في صوت حروفها اللغة.. خالص المحبة والتقدير للشاعرة الرائعة
ولك يا صديقي الخباز .. خبز روحي المحترق بك دوماً
2
علي حسين الخباز من شس •

فرحت لفرحك

الابنة والاخت والعزيزة الرائعة بان ضياء الخيالي المحترمة اكتشفت يوما اني اضعف من ان اخوض في عوالم شعرك المضيء .. هذه حقيقة .. انت مبدعة كبيرة والقصيدة رائعة
وحين تأملت في عوالمها ادركت الخيط الخفي .. اعتقد ان هذه الطريقة المشفرة كانت كل ما نملك في زمن النظام المنهار فاذا كانت تورياتنا تقية من خوف فانتي تورياتك اكيد بحثا عن جمالية تزهين بها ايتها الرائعة تقبلي مودتي ودعائي
3
علي حسين الخباز من العراق •

مفاجئة

العزيز سامر خليل البهي ولدي الرائع تفاجئت بوجودك على متصفحي فلك شكري وتقديري ومودتي ودعائي