صفحة الكاتب : عبد الحسن العاملي

كَشف دَار الزَّهرَاء(ع) يَومٌ غَيَّرَ التَّارِيخ
عبد الحسن العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الثَّابت بالضَّرورة أنَّ "جماعة السَّقيفة" هَجَمُوا على "دَار السَّيِّدَة الزَّهراء(ع)" بعد يَوم وَاحِد مِن دَفن النَّبي(ص)، بخلفيَّة أنَّ "قريشاً" لن تَرضَى أن تجتَمِعَ "النُّبوَّةُ والإمَامَةُ" في بيت محمَّد(ص).! وبعد كَشف "الدَّار المحمَّديَّة" بالقوَّة وَكَسر ضُلع الزَّهرَاء وإسقاط جنينها جَيَّرُوا السُّلطة لصالح قريش، وأسَّسوا لذلك بيئة "رُوَاة ومشيَخَات" هَمُّها تفريع "الفكر النَّبوي" مِن شُرُوطِه، وأوَّل شُرُوطِِهِ منع آل محمَّد(ع) مِن قيادة النَّاس أو التَّماسّ معهم أو النُّزول على فِكرِهِم وتعاليمهم، رغم أنَّ حديث (إنّي تَارِكٌ فِيْكُم الثّقلين: كتاب الله وعترَتِي أهل بيتي ما إنْ تَمَسَّكتُم  بهما لن تَضِلُّوا بعدي أبداً) ضرورةٌ نبويَّة وشرط سماوي محتوم لمنع الضَّلالة عن الأسس الإلهيَّة الهيكليَّة لمشروع الله تعالى في خَلْقِه.

*ومع تنفيذ مشروعات "عزل آل محمَّد" تَغَلْغَلَت الأطماع والفكر الجاهلي واليهودي بتُراث السَّقيفة لِتُنتِج مخلوقاً عجيباً مِن خليط الأفكار التي تتستَّر الإسلام كعنوان مركزي للبيئة التي أعادت تَأويل وتفريغ بعض النُّصوص بشكلٍ خَاطِئ كما استفادت مِن الوَضَّاعين والطَّمَّاعِيْن والعقل اليهودي والقرشي في إعادة بناء فِكر وتُراث مُشَوَّه باسِم الإسلام.

*وما نراهُ اليوم مِن عَقل دَاعِش والنُّصرة والقاعدة و"الوهابيَّة" ما هو إلاَّ وَلِيد ذلك العقل وتلك الفِتنَة ونَاتِج ذلك التُّراث الذي اختلطَت فيهِ الأطماع بالعقل الجاهلي واليهودي وصولاً إلى الزَّمَن الأموي الذي حَوَّلَ "الكذب على النَّبي" دِيْنَاً ودُنيا ومشروع ثَرَاء لِمَن يُريد المزيد مِن الذَّهب والفضَّة.

*بهذا المعنى يُصبِح تاريخ شهادة السَّيِّدَة الزَّهرَاء(ع) تاريخاً لأخطر انقلاب لم يتوقَّف عند الإستيلاء على السُّلطة بل جَيَّرَ الإسلام ليكون خادماً للعقل القرشي(الإنقلابي) عبر شرَاكَات جَاهِلِيَّة ويهوديَّة وغيرها تعمَّدَت تفريغ المشروع النَّبَوِي مِن "حقيقتِهِ الأزليَّة" ليخدم "مصلَحَة قرشيَّة" تَتَصَادَم بشدَّة مع أهداف السَّماء.

#بتعبير آخر: انحرافات اليوم وكوارث الصِّدَام الفكري و"عقليَّة التَّكفِير" والتَّنفِير ومجَازِر الدَّم الحرام هي بِعُنُق ذلك "المفصل التَّاريخي" الذي أسَّسَ لمشروع السَّقيفة على رُكَام النَّار التي أحرَقَت باب السَّيِّدَة الزَّهرَاء(ع) وأسقطت جنينها الذي سَمَّاهُ رسولُ الله "محسِن".

#خِتَامَاً، الذي يُثير عَجَبي أنَّ القَوم -وبصحَاحِهِم وطبقاتِهم الرِّوَائِيَّة- يُكرِّرُون "مُتَوَاتِرَة النَّبي" بابْنَتِهِ الصِّديقة: (فَاطِمَة بضعَةٌ مِني مَن آذاها آذَانِي، ومَن آذاني آذَى الله). ورغم ذلك آذوها وكشفوا دَارَهَا وأسقطوا جنينها حتَّى قُتِلَت "شهيدَة". بخلفيَّة عَقل تنكَّرَ للسَّماء وأصرَّ على ذلك حَتَّى شَبَّت عليه عَوَاطِف كثيرٍ مِن الشُّعوب والأجيال التي تُعَانِي اليوم مِن "جهلٍ مخيف" بحقيقة ذلك اليوم الذي أسَّسَ لهذه المحرقة الفكريَّة والكارثة السَّماويَّة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسن العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/12



كتابة تعليق لموضوع : كَشف دَار الزَّهرَاء(ع) يَومٌ غَيَّرَ التَّارِيخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net