وعندما سَار .. بَكَت "مَكَّةُ" كلَّ دُمُوعِهَا .. وتحوَّلَ الحجُّ مأتماً على السَّماء..
الثَّابت بالضَّرورة أنَّ "جماعة السَّقيفة" هَجَمُوا على "دَار السَّيِّدَة الزَّهراء(ع)" بعد يَوم وَاحِد مِن دَفن النَّبي(ص)،
لقد تَواتَرَ في أهل الإسلام قاطبةً، وبشرط "البخاري ومسلم" أنَّ رسولَ الله(ص)
الشُّعوب التي أحبَّت الحُسَيْن طالما كانت أقرب إلى الله والإنسان. لأنَّها تعيشُ اللهَ بحجَّتِهِ الأزليَّة، وتتوثَّق معاني شَرَفِها مِن السَّمَاء بمخاضِ أصالتِها مِن الحُسَيْن.
وَعَادَ "الأربعين".. وكلُّ ما فيهِ قَنَاً.. ودُمُوع.. وأنَّة.. ويُتم.. وفَزعَة ما بين الطِّين ومراسِم الدِّمَاء.. على مَشهَدٍ مِن الأبديَّة،
فقد "عصَرَت رُوحَهَا" حتى تَقَرَّحتْ
لأنَّ الحُسَينَ ما زَالَ وريدَ ثقافَتِنَا، وعَينَ عَوَاطِفِنَا الأبديَّة، ولأنَّنا نعيشُ بِدَمِهِ ووجعهِ، وأنينِ أطفالِه، وقيامِةِ أخته العقيلة..
مَن يقرأ معطيات المنطقة وخريطة تَفكير "واشنطن-تل أبيب" يجد أنَّ بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء (وطهران كعنوان خَلفِي)
يَبدُو أنَّ "ظَمَأ الرُّوحِ" التي انَتَظَرَت بدأ يبتزُّها "ليلُ الغيبة"، حتى كأنِّي لستُ "أنا".؟!!
يا إلهي.. ها هي الأرضُ تحوَّلَت وحشاً يَعوِي جِيَاعَاً.. فوقَ رُكَامِ جُثَثٍ تتآكلها الذُّئبان
لا يُمكِن أن نقرأ النَّبيَّ أو الإسلام بالتَّاريخ الذي أسَّسَت له "سقيفة بني سَاعِدَة"، أو التَّاريخ الأموي وما تَبِعَهُ
بِفَلْسَفَة الرَّب: ليس قَرِيْبَاً مِن اللهِ مَن ضَيَّعَ قَلْبَهُ بِهَوَىً.. أو بَاطِل.. أو تأنَّفَ العبادَةَ لمحنةٍ أو خسارةِ
أبو الفضل العبَّاس، قَلْبٌ آخر، خَصَّهُ الله بِقَلْبِ الحسين عليه السَّلام
لا شكَّ أنَّ "الزِّلزال العنيف" الذي يضرب "منطقة الشَّرق الأوسط" تَمَكَّنَ مِن تمزيق المنطقة وتقسيمها دون توقَّف.
لا شَيْئ لدى الجزيرة القطريَّة والعربيَّة السَّعوديَّة وباقي الأبواق الإعلاميَّة للخَلِيج المُتَهوِّد سِوَى ضرورة إبادة النَّصر الذي تُحَقِّقهُ دمشق
لأنَّ "لحظةَ الوَدَاع" حَانَت، فقد لبِسَت ازَارَ أمِّهَا الزَّهرَاء.. وسكتت طويلاً.. ثمَّ أقبَلَت على شَيْئٍ كان تخفيهِ عن أنظارِ مَن معها