صفحة الكاتب : عباس الكتبي

نحن غضابُ لغضب فاطمة عليها السلام!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا).
روى في مسند أحمد، وحلية الأولياء، وصحيح البخاري-كتاب النكاح- عن مسور بن مخرمة أنّ النبيّ"صلواته تعالى عليه وآله"قال:(فاطِمَةُ بَضعَةُ مِنّي، يُرِيُبني ما أرابَها، ويُؤذِيني ما آذاها).
جاء في كتاب"نور الأبصار":أخذ النبي-صلواته تعالى عليه- بيد سيدة النساء عليها السلام، وقال أمام المسلمين معلناً سموّ منزلتها، وعظيم شأنها، قال:(مَن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة منّي ، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، مَن آذها فقد آذني، ومَن آذاني فقد آذى الله).
بسمه تعالى:( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
في المستدرك على الصحيحين، وأسد الغابة، وفي الإصابة، وتهذيب التهذيب، وكنز العمال، وميزان الاعتدال، روى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أنّ رسول الله"صلواته تعالى عليه وآله"قال لفاطمة عليها السلام:(إنّ الله يغضبُ لِغضبك، ويرضى لِرضاكِ).
جاء في كتاب"الإمامة والسياسة"، وأعلام النساء، والإمام علي بن أبي طالب"لعبد الفتاح عبد المقصود"، ان ابا بكر وصاحبه، أستأذنا بالدخول على فاطمة، فأبت سلام الله عليها، وبعد وساطة أمير المؤمنين عليه السلام، أجابته إلى ذلك، فدخلا عليها، فأزاحت بوجهها الشريف عنهما، وتقدما يطلبان منها الرضا والعفو، فقالت لهما:
(نشدتكما الله أَلم تسمعا رسول الله يقول:رِضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة أبنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟).
فأجابا بالتصديق قائلين:أجل سمعناه يقول ذلك. فرفعت كفّها إلى السماء وراحت تقول بألم وأسى:(فأني اٌشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت رسول الله لأشكونّكما إليه). وألتفت إلى أبي بكر قائلة:(والله!لأدعونّ عليك في كل صلاةٍ اُصليها).
في صحيح البخاري-باب-فرض الخمس- عن عروة بن الزبير عن عائشة أمّ المؤمنين، أن فاطمة عليها السلام، سألت أبا بكر بعد وفاة أبيها، أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله"ص"، مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر:إن رسول الله"ص"قال لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة عليها السلام، فهجرت أبا بكر، فلم تزال مهاجرته حتى توفيت.
عن جعفر بن محمد، عن آبائهم عليهم السلام قال:لما حضرت فاطمة الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام:يا سيدتي ما يبكيك؟قالت:أبكي لما تلقي بعدي، قال لها:لا تبكي، فوالله إنّ ذلك لصغير عندي في ذات الله، قال:وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين، ففعل.
في رواية روضة الواعضين قال:فلمّا أن هدأت العيون ومضى شطر من الليل، أخرجها علي والحسن والحسين عليهم السلام، وعمار والمقداد، وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه، صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل، وسوّى علي عليه السلام، حواليها قبوراً مزوّرَة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها.
النتيجة:بحسب هذه النصوص الصريحة الصحيحة من كلا الفريقين، فكلنّا نقول؛ كما قال عبد الله بن الحسن-حين سئل عنهما-فقال:
كانت أُمّنا صدّيقةً ابنة نبيّ مرسلٍ، وماتت وهي غضبى على قومٍ، فنحن غضابُ لغضبها .. ومن هنا قال شاعرنا:
يا أبا حَفصٍ الهُوينا وما
                 كنت مليّاً بذاك لولا الحِمامُ
أَتموت البتول غَضبى وَنَرضى
               ما كذا يصنعُ البنوُن الكِرَامُ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/22



كتابة تعليق لموضوع : نحن غضابُ لغضب فاطمة عليها السلام!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net