أين هي الوحدة بسلامتها ؟!
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي محمود الكاتب

تمضى الأيام وعلى ما يبدو سوف تتحول لأشهراً ولا تقدم يذكر ، فلا وحدة رأينا ولا بشرى نحوها لمسنا ، ولعل بعضنا في ذلك قد رأى، أننا شعب لا يستحق العيش في سلام اجتماعي ووحدة وطنية كسائر شعوب العالم !
فالمشهد الفلسطيني مازال غريب وفريد من نوعه ويشمل ذلك مختلف نواحي الحياة ،فنحن بفضل الفرقة والانقسام لدينا انجازات كثيرة لم تشهدها من قبل كل شعوب الكرة الأرضية ومن أهمها أننا شعب له حكومتان ! رغم أننا نتنفس نفس الهواء ونعيش ذات المصير وعلى نفس الأرض ونتكلم نفس اللغة !
ورغم كرهنا في الغوص بمسببات هذا النهج الغريب ولكن من حقنا أن نمضي متسائلين متشائمين ،، أين هي تلك الوحدة الوطنية المزعومة وأين هذا المشروع الضخم المسمى المصالحة الوطنية ؟!
ومن يعوق الأمر ولصالح أي جهة أو أي قانون يبقي هذا الشعب غارقاً في نهر عميق من التشتت النفسي والتشرزم الاجتماعي والسياسي ؟!
بعض العناوين السياسية أتحفتنا ومنذ شهر مضى على أننا سائرون بجدية نحو إنهاء حقبة الانشقاق ،فرحنا كالحملان الوديعة نتراقص ونحلم بالربيع الأخضر وبدأ الكل يتأهب للمرحلة القادمة ،حالمين بوطن يسوده الوئام والانسجام ……. فهل حقاً نسير تجاه بوصلة الوحدة ؟!
لعلنا واهمون لدرجة كبيرة ،، فعلى ما يبدو أن الولادة الوحدوية تحتاج لعدة عمليات جراحية ومازال الأطباء يبحثون في غرفة العمليات عن المقص والشاش والقطن !
والغريب في هذا الإطار التفاوضي طويل الأمد أن الكل يتغني بمقولة \" مصممون على انجاز الوحدة الوطنية \" ، فهل صعب عليهم الأمر لهذه الدرجة فجهلوا من أين يبدأون ،لحل هذه المعضلة أو يستوردون حلول لها ؟!
فلو أن العلة كانت كما يقولون تكمن في تسمية رئيساً للوزراء ، فكيف هو الأمر اذا لم نجد الرئيس التوافقي المناسب لهذه الوزارة الفضائية ! هل نهم باستيراده من دولة أخرى ؟! أم تبقى الشاة معلقة من رقبتها وللأبد منتظره المخلص الذي لا يأتي أبداً لإنقاذها ؟!
لقد سئم شعبنا كل الحوارات والجلسات وبات لا يهتم كثيراً بنتائجها لأنه يعرف سلفاً أنها تحمل في جوفها خلافات عميقة لا تنتهي !
نعم لقد مل شعبنا فكرة البحث في أمر التوافق على رئيساً للوزراء واذا أردتم الحقيقة أكثر ، فقد بات الطفل فينا يعرف ان الوحدة متعثرة والعلة أكبر من الأشخاص وأكبر من المناصب ، فالقصة تكمن يا سادة في أن بعضنا لم يفهم للان،أن شعبنا في طريقه الى الهاوية وأننا على وشك أن نصبح شعبان بدلاً من شعب واحد ، ودويلتان بدلاً من دولة فلسطينية واحدة موحده !
لا أجد في الختام الا أن اذكر المتحاورين بقوله تعالي :
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال - 46
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat