صفحة الكاتب : عقيل العبود

الحاكمية بين العبودية والحرية
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يمكن ان تكون حاكما، ان لم تكن حرا، ولا يمكن ان تكون حرا، ان لم تكن محكوما لخالق منحك القدرة لان تعرف علاقة الحاكم، بالمحكوم، وتلك نسبة تحتاج الى إحاطة وتدبر في قوانين الحاكم وخصائصه وما يريد. 

اما الحرية فهي ان تحرر ذاتك من شروط ارتباطها المادي، تتصرف بها، وذلك يتطلب ان ترتقي ،تحلق بعيدا صوب مراتب الرفعة والسمو؛ لعلك تنجو، تمسك تلك الذات،  تمتلك جوهر وجودها الحقيقي؛
ما يجعلك  ان لا تكون مقيدا لضعف ارادتك، بل ان تكون متحررا من ذلك الضعف، وهذا هو الذي سيقودك نحو مرتبة العرش، اي المنارة التي بها تستضاء البقعة التي تحيط بك، وتلك ارادة لا يمتلكها الا الانبياء، والعظماء، والحكماء. 

وهذا يتطلب ايضا ان تتعامل مع كيانك المقيد على انك الملك، ومن يحيط بك، هم المملكة التي يحكمها هذا الكيان الذي يحتاج الى ان ينطلق بك، يحررك من نوازعك الشريرة.

والمعنى ان شروط الحاكمية مقيدة بأمرين:
الاول: القدرة على السلب، اي تعزف عن تعلقك الخاص بذاتك، اي ان تنأى بها بما يليق بما يريده الحاكم الحقيقي منك، باعتبار ان حكمك لا يمكن ان يكون الا في ظل حكمه، وذلك ما تفرضه مصلحة الارتباط بمرتبة العرش.

الثاني: القدرة والاستعداد على توجيه وقيادة ذاتك بقيد السلب؛ اي بشرطه، بمعنى ماذا سيحصل لك لو تخليت عن أناك بطريقة جريئة وشجاعة صوب مراتب الحكمة والفضيلة، وذلك تنوقش من قبل أفلاطون وسقراط، حيث ان الشجاعة تقترن بالفضيلة .

وخلاصة الأمرين، هو ان اقصى درجات الحرية يوم تصل بذاتك الى الإيثار والتضحية، بحياتك من اجل سعادة معيتك، اي مملكتك الافتراضية، عندئذ ستكون مؤهلا لان تكون حاكما وملكا مثلما فعل يوسف الصديق. 

حيث نجد ان هنالك ترابطا بين شجاعته عليه السلام  على التصدي لأوامر زليخة الملكة الجميلة التي ارادات ان تساومه ذات يوم على نفسه، باعتبار ان النفس إمارة بالسوء، وصبره وقدرته على تحمل ظلمة السجن من اجل ان لا ينحرف عن المبدأ الذي الذي امن به وهو التحلي بالصبر والابمان.

لذلك كان قادرا لان يكون حاكما وملكا على عروش مصر كلها، بما فيهم السيدة زليخة التي استغفرت ربها بها بعد حين على يديه، فكان أشبه بمنارة بها تستضاء مملكة الفرعون.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/25



كتابة تعليق لموضوع : الحاكمية بين العبودية والحرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net