كتاب ( على نهج محمد )للكاتب الامريكي كارل إيرنست مؤاخذات و تعليقات ( 1 )
امجد المعمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امجد المعمار

عند مطالعة أي كتاب نجد أن القارئ قد حدد جملة من النقاط حول هذا الكتاب , سواء كانت إيجابية أم سلبية , و نجده قد رسم صورة عن الكاتب , و أحداث الكتاب بما يشبه التعايش الحي , لذا فإن أي كتاب يأخذ مأخذه من قارئه سلباً أو أيجاباً .
و بالرجوع إلى كتاب ( على نهج محمد ) للكاتب الأمريكي ( كارل إيرنست ) فإننا نحدد جملة من الملاحظات و المؤاخذات حول هذا الكتاب , و حول الكاتب , و أسلوب الكتابة , و المصادر التي أعتمد عليها , و ظروف الكتابة , و المؤثرات التي كان لها الأثر على سير البحث , و أسباب التأليف و دواعيه .
وفق كل ذلك و غيره يمكننا القول :
عنوان الكتاب الأصلي هو ( Following Muhammad ) , المؤلف هو الكاتب الأمريكي ( كارل إيرنست ) , و المترجم هو ( حمزة الحلايقة ) , و الناشر هي ( الدار العربية للعلوم ناشرون ) في ( بيروت / لبنان ) .
و هو عضو في الهيئة العلمية لمجلة ( الاستغراب ) .
الملاحظات النقدية على الكتاب من حيث التأليف و الترجمة هي : ـــ
1ـ عنوان الكتاب بالعربية هو ( على نهج محمد ) , و هذا خطأ وقع فيه المترجم , فهو بخلاف الأصل الإنكليزي , لأننا لو رجعنا للكلمة الإنكليزية ( فلونك ) ( Following Muhammad ) و معناها الدقيق إتباع محمد , و المراد منه هو ( تتبع محمد من خلال أعادة التفكير في الإسلام في العالم المعاصر أو العصر الحاضر ) .
و بذلك يظهر الفرق الشاسع ما بين ( على نهج محمد ) و المراد منها الاقتداء بنهج النبي الأكرم ( ص ) , و بالتالي الاعتراف بأن نهجه ( ص ) هو النهج الصالح و الملائم لكل زمانٍ و مكان . و بين ( تتبع محمد ) و المراد منها التحري و التقصي لمعرفة مواطن القوة و الضعف في الديانة الإسلامية , مع عدم إضفاء أي هالة قدسية على شخص النبي الأكرم ( ص ) , بل اعتباره شخص عادي قام بتجربة معينة حقق من خلالها نجاحاً معيناً تقبله البعض و رفضه البعض الآخر , و هذه التجربة و إن حققت بعض الإيجابيات بنظر البعض إلا أنها تملك الكثير من السلبيات , و يظهر هذا واضحاً و جلياً من خلال مباحث هذا الكتاب ـ أي كتاب كارل إيرنست ـ و ما صرح به بعض المستشرقون و كُتاب الغرب ضد الإسلام , و الذي أشرنا لبعضٍ منه من باب المثال , و لمن أراد المزيد مطالعة الكتب المختصة بذلك .
و لو رجعنا للسبب الرئيس و الأساسي من ترجمة العنوان بهذا الشيء الملفت للنظر نجده لا يخرج عن سببين رئيسيين ألا و هما : ـ
أ ـ لإفهام القراء و العرب و المسلمين بشكل خاص بأن كُتاب الغرب أصحاب عقول متفتحة , و أراء عقلانية , و كتابات محايدة . و هذه الهالة وضعها المتأثرون بالثقافة الغربية , و أصحاب الشعور بالدونية ممن أنبهر بتلك الثقافة و أنكر ذاته و تراثه أمام حضارة و تطور الغرب .
ب ـ إنها كتابات مدسوسة و مدفوع لها , هدفها التأثير على العقلية المسلمة , و لنشر الكتابات الغربية , على حساب التراث العربي الإسلامي , لتحقيق الإنتشار الواسع للتراث الغربي على حساب التراث الإسلامي , و للوقوف بوجه المد الإسلامي الذي يهدد كيان الغرب و مصالحه في الداخل و الخارج . و قد صرح بذلك الرئيس الأمريكي ( تيودور روزفلت ) في بيان له عام ( 1898 ميلادي ) بقوله : ( قدرنا أمركة العالم ) .
...................................
1 : و في الواقع لا يمكن لشخصٍ ما أن يقدس ما لا يعتقد به .
2 : في مبحث ( الهجمة التي شنت على الإسلام , الأسباب و الدوافع ) .
3 : و هي الكتب التي تناولت الأستشراق بالنقد و التحليل , و الكتب التي تصدت لكتابات الغربيين ضد الإسلام .
4 : الأستشراق و الوعي السالب , خيري منصور , ص 91 .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat