سيرة الامام الحسن برؤية جديدة ...-1-
الشيخ عقيل الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لكل دارس لحياة الامام الحسن ع وبالاخص لمرحلة خلافته وحربه العسكرية مع معاوية ومن ثم الهدنة العسكرية عليه ملاحظه هذه الامور :
1- ان الامام الحسن ع بقي خليفة على المسلمين وفق الهدنة العسكرية بينه وبين معاوية مع ابقاء معاوية على اقليم الشام ظاهرا لكنه احاطه بجملة قواعد ادارية خففت من شره على المسلمين ..
2- ان الامام الحسن ع لم يهادن معاوية من موضع ضعف بل من موضع قوة لان وجود عساكر بيزنطة التي ارادت اجتياح الجزيرة العربية يومها ..جعلت الهدنة امرا لازما لوقف القتال .ولهذا قال الامام الحسن ع : ( لو لم اهادن لما بقي مسلم على وجه الارض ) فتأمل هذه العبارة وقارنها بالدور الرومي لاجتثاث المسلمين .
3- كان مع الامام الحسن ع ...من الجيش كما قال ابن الزبير100 الف سيف يقاتلون بين يديه ..كما في حديثه مع معاوية الأغاني ج9 ص173 قال : لو شاء الحسن ان يضربك بمئة الف سيف من اهل العراق لفعل ..وبالتالي لاتؤثر انهزامية كتيبة عبيد الله بن العباس ب 8 الاف جندي فيبقى مع الامام الحسن ع 92 الف مقاتل ..
4- سبب وقف القتال مع معاوية ليس خيانة الجند او تفرقهم كما ادعى كتاب بني العباس وانما اراد حقن دماء المسلمين من شيعته والمسلمين في الامصار اسمع ماذا يقول القسطلاني من اكبر علماء اهل السنة في كتابه ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري (قال صاحب ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري (4/411) قا ل الكرماني : وقد كان الحسن يومئذ احق الناس بهذا الامر فدعاه ورعه الى ترك الملك رغبة فيما عند الله ولم يكن ذلك لعلة ولا لذلة ولا لقلة فقد بايعه على الموت اربعون الفا . ، انظر ايضا عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني ج16 /239 .دققزا في العبارات الثلاثة جيدا
5- ان خرق معاوية لبنود الهدنة لم يكن سنة 42 كما زعموا بل خرقها سنة 51 بعد شهادة الامام الحسن ع مما اضطر الشيعة للثورة عليه ولهذا قام الثائر الكبير حجر بن عدي بثورته العظيمة ضد معاوية وبعده عمر بن الحمق الخزاعي وتوالت الثورات حتى ثورة الحسين ع .
6- الشيعة من اهل العراق لم يخذلوا الامام الحسن ع ابدا وانما فدوه بانفسهم ومن خذله الخوارج وبقية الطوائف ..ولهذا قال ابن الزبير لمعاوية كلاما عجيبا قال له ( ان اهل العراق اوفى للحسن بن علي من ام الحوار بحوارها ) وقال الامام الحسن ع وهو يخرج من الكوفة راجعا للمدينة ذاكرا شيعة العراق بخير
وما عن قلى فراقت اهلي ومعاشري
هم المانعون حوزتي وذماري
7- رفعت دولة الامام الحسن ع من التاريخ والامن المجتمعي الذي وفرته الهدنة العسكرية ..
فقد كان من شروط الهدنة ان اهل الشام امنون في شامهم واهل الكوفة في كوفتهم واهل اليمن في يمنهم فلم يسجل التاريخ مقتل مسلم شيعي او غيره من قبل معاوية الا بعد شهادة الامام الحسن ع وخرق الهدنة العسكرية وهذه 10 سنوات ذهبيه عاشت فيها الامة الاسلامية الازدهار والامن المجتمعي والرفاه وتبادل العلوم والمعارف بشكل كبيرلكن تاريخ ال امية ابتلع هذه الاحداث بالكامل ولم يصل الينا الا اشياء قليلة عن ذلك .
وللحديث صلة ..