صفحة الكاتب : ادريس هاني

هل بات ضروريا أن تظل الآحاد آحادا
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا زال الحديث حول حديث الآحاد والمتواتر يسيل مداد أهل الاختصاص..وبات واضحا كما في علم الدراية أنّ ثمة حالة من التقسيم الثابت بين الآحاد والتواتر لا مغير في بنيتهما حيث آليات ضبطهما راجعة لطرق الدراية لاغيرها..وعلّة هذا الجدل نابعة من أن حديث الآحاد هو صحيح من حيث وثاقة الراوي ولكن مشكلته أنه لم يبلغ حدذ التواتر مما يجعله في حكم الضعيف..والنقاش المستبعد إنما يكمن في مدى وجود معيار آخر لتصحيح الخبر وجعل العمل به على نحو القطع..
ولا شكّ في أنّ الآحاد على الحكم المشهور لا يؤسس الاعتقاد ولا يوجبه..ولا شكّ أن الآحاد لا تنتج علما لا في الأصول ولا في الفروع..وقد تسامح فيها في مقام الندب للعمل الصالح من باب التسامج في أدلّة السّنن..وبما أنّ القرآن تواترت روايته وإن لم يقطع في مقام تأويله فإنّه يظلّ المرجعية الأولى للتشريع في الأصول والفروع وهو ميزان تقاس به السّنة وتصحح..وهنا وجب المضي في القول بأنّ الآحاد قد يعضدها ما يتنزّل قرينة على صحّتها بل لم يظلّ الآحاد آحادا بعد أن يقاس على معيار الكتاب فيغدوا بعد العرض على الكتاب صحيحا..إنّ الآحاد يفيد الظّن لا القطع..وذلك أنّه قد يكون صحيحا في الواقع ولكن شروط صحته من حيث افتقاره لتواتر لم تبلغ به مرتبة الأخذ به والعمل على وفقه..كما أنّ ما تواتر برسم السند قد يكون محتواه مما توهّم حامله فلا يطابق الواقع وإن جرى به العمل تعذيرا وتنجيزا..إنّ الدعوة لجعل القرآن معيارا لتصحيح السنة بحيث تكسب الآحاد قطعا وقد تزلزل قطعي المتواتر، فهل يا ترى تثبت معيارية القرآن للسنة نظرا فقط أم أنّ ثمة خللا في العلاقة التي تصل القرآن بالسنة بحيث معيار تصحيح السنة بات يتوقف على الجرح والتعديل المتّجه للراوي بينما معيار تصحيح السنة بالقرآن هو ناظر فيما قال لا فيمن قال..فالمعيار الأول يورث ظنّا والمعيار الثاني يورث قطعا..ولكن....
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/16



كتابة تعليق لموضوع : هل بات ضروريا أن تظل الآحاد آحادا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net