مع طه عبد الرحمن مرة أخرى
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد تميزت كتابات طه عبد الرحمن بالانفلاتية الاصطلاحية ، و الخطاب الديماغوجي في رسمه لحداثة إسلامية قائمة على نماذج فكرية و اخلاقية قلقة كابن تيمية الحراني ، الفقيه ذي اللوثة كما وصفه الرحالة المغربي المشهور ( ابن بطوطة ) !
فـ( طه عبد الرحمن ) يعيش ازدواجية فكرية غريبة من نوعها ، و في أكثر من مكان يجعل قُراَءهُ في حيرة من أمرهم : (( حيث أشاد بالغزالي و طريقته في الذود عن المنطقيين ، كما أشاد بابن تيمية و ردوده على المنطقيين . فطه ، يجعل قراءه في حيرة من أمرهم ؛ هل من مفاخر الغزالي أن صنف في الميزان و معيار العلم ، أم من مفاخر ابن تيمية أن صنف نقضاً لاذعاً ضد أهل الميزان و المنطق . وحده المتن الطهائي يتسع لهذه المفارقة ، بين البلوغ بالمنطق حد معيار العلم ، و الشامل لشتى المعارف ، بنزعة غزالية واضحة ، و بين البلوغ بالمنطق حد الطرائق العقيمة ، و المحصورة بنزعة تيمية واضحة أيضاً )) .
لقد تطرق الأستاذ إدريس هاني لمشروع طه عبد الرحمن بقوله : (( ففي الوقت الذي يصر فيه د. طه عبد الرحمن ، على اعتبار جانب التداخل المعرفي و تكامل التراث ، فإنه لا يعير أي اهتمام لمقاربة الجانب السياسي و الاجتماعي ، في ضوء هذا التداخل . مع أن النقد هنا ، لن تكون له أي مصداقية ، طالما أن د. عبد الرحمن ، لم يباشر فعلاً في مشروع تنفيذي ، حيث هناك فقط ، يكون للحديث معنى )) .
نعم ، لقد انطلق طه عبد الرحمن ـ على سبيل المثال ـ من ( ذي اللوثة ) كنموذج يقتدى به في كثيرٍ من أطروحاته السفسطية ذات الأبعاد الايديولوجية ، معتمداً في ذلك على فكر دوغمائي عكسه الواقع القروسطي الذي كان يعيش فيه ( ابن تيمية ) ، مضافاً إلى الواقع التوتاليتاري الذي نشأ على وفقه أمثال طه عبد الرحمن و محمد عابد الجابري و ابي يعرب المرزوقي و طه جابر العلواني و أحمد أمين المصري .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat