السب والشتم والكلام البذيء مع أن اكثرنا يُمارسه ولكنه ليس حضاري ابدا ولا يدل على وعي ، ولكن (اللعن) بالطريقة التي علّمنا إياها القرآن ونبي الاسلام هي الوسيلة المُثلى لرفض كل اعمال وممارسات الظالمين وما المظاهرات والاحتجاجات إلا اسلوبٌ حضاري للعن الظالم وابعاده ورفض كل اعماله وممارساته. ولا يوجد مجتمع في الكرة الأرضية لا يستخدم اللعن في رجم الظالمين بصواعق اللسان وهو أضعف الإيمان.
ما اريد مناقشته هو قول السيد كمال الحيدري الموجود في الصورة (1) والذي يُخالف فيه القرآن والسنة لا بل حتى الاعراف والتقاليد التي دأب الناس عليها كردود فعل على الظلم والظالمين ، لأن مبدأ اللعن اصلا هو مبدأ قرآني ، ويعني الطرد والابعاد والرفض للظالم واعماله وممارساته على سبيل السخط وهو دعاء الإنسان على غيره نتيجة ظلمه وافعاله الرديئة ، وهو افضل واسهل وسيلة تبريء الانسان من اعمال الظالم وتُشعر الظالم بأنه منبوذ من رعيته.
واللعن اصلا هو استنكار على الظالم ، فعندما يضعف الانسان نتيجة قوة الظالم وظلمه وبطشه فإن اللعن وسيلة من وسائل الاستنكار والتنفيس عن الغضب . لأن الاستنكار يجري بثلاث اشياء : ( باليد ، واللسان ، والقلب) . إي انك إن لم تستطع استخدام القوة باليد لردع الظالم ، يجب عليك ان تلعنه بلسانك اي تتبرا من افعاله وتُبعد اعماله عنك فتخرج في مظاهرات تردد فيها شعارات ضد الظالم او تلعنه بين الناس وتقوم بالتشهير به، وإذا لم تقدر ان تلعنه باللسان خشية من الظالم ان يقطع لسانك كما فعلوا بميثم التمار . وجب عليك ان تلعن الظالم وتستنكر اعماله بقلبك ، لكي تُنظّف داخلك من اعماله . يعني السيد كما الحيدري هنا يمنع المظلوم من ممارسة ابسط حقوقه في الاستنكار الذي امره به ربه بأن يلعن الظالمين والمفسدين . فبصالح من تصبُ فتواك هذه يا سماحة السيّد؟
وقد أمر الله الملائكة والناس ان يلعنوا وبلغ من كرامة اللعن عند الله أن الله شبّه اللاعنين بالملائكة فقال في سورة آل عمران آية 87 : (( عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)). فعطف الناس على الملائكة.
السيد كمال الحيدري ومجموعة أخرى من المتمرجعين ظهرت بعد سقوط صدام ــ فترة الاحتلال الامريكي الاسرائيلي للعراق ــ هذه المجموعة ادعت المرجعية والامامة وغيرها وهدف هذه المجموعة هو ضرب التشيع من الداخل واضعافه واضعاف المنتمين إليه بمنعهم من ممارسة ابسط حقوقهم في التنفيس عن غضبهم بلعن الظالمين والمحتلين وغيرهم خدمة لاجندات خارجية ولذلك اقتضى مراقبة كل ما يصدر من هؤلاء واخضاعه للدراسة قبل ان نقوم بتبنيه ونشره.فإذا كان اللعن في ثقافة السيد كمال الحيدري لا يجوز فما باله برفع السلاح بوجه الفساد ومقاتلة الظالمين والمفسدين؟.
ثم ماذا يقول السيد كمال الحيدري لشيخ المفسرين والفقهاء الامام الخوئي رحمه الله الذي يقول في كتابه مصباح الفقاهة (2) (قيام السيرة المستمرة بين عوام الشيعة وعلمائهم على غيبة المخالفين، بل سبهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار، بل في الجواهر (3): أن جواز ذلك من الضروريات).
وماذا يقول السيد كمال الحيدي لجمهور علماء اهل السنة ومفسريهم أمثال الطبري ، الآلوسي ، الفخر الرازي ، البيضاوي ، القرطبي ، ابن كثير ، ابن حزم ، النووي ، ابن حجر. فقد اجمع هؤلاء تقريبا على القول : (لا يوجد رأي لأحد العلماء قائل بأن الآية تختص بالمشركين والكافرين؛ بل كل من صدر منه الظلم هو مستحق للعن سواء أكان مسلماً أم كافراً، مشركاً أو منافقاً).
أن الآيات الناطقة باللعن التي وردت في القرآن على اختلافها عددها (ستة وسبعون) آية .حيث نجد فيها أن اللعن صدر من الله اولا ثم امر ملائكته بأن يلعنوا ثم أمر الناس أجمعين ان يلعنوا: الكافر ، والمنافق ، والفاسق ، والمفسد، والظالم . والكاذب. والمرتشي ، والمرابي . والمغتاب ، والنمّام . والواشي، وغيرهم، وقد وردت نصوص مصرحة باللعن في التراث والاحاديث في أكثر من أربعمائة – 400ــ من الاحاديث وغيرها.
لا بل ان رسول الله (ص) لعن وامر بلعن من يؤذيه ويؤذي عترته آل بيته ودونك الحديث من مصادر اهل السنة يا حيدري . قال رسول الله (ص): ((ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئا من حقي، وعلى من أتى عترتي ، وعلى من استخف بولايتي...)). (4)
فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، وجب التخلق بأخلاق الله وكتابه، والتزام بما جاءت به النصوص في كتابه المنزل.
كان على السيد كمال الحيدري أن يُفرق بين اللعن الذي هو مطلبٌ رباني ، وبين السب والشتم المنهيُ عنه . أن نفي اللعن من قبل كمال الحيدري يحتاج إلى دليل ، وليس له أن يُطلق الكلام اطلاقا فكيف (اللعن لايجدي نفعا) وقد أمر الله ورسوله به لا بل ان الله ورسوله فعلا ذلك ودونك القرآن والسنة . لا بل ان ابسط مواساة نقدمها للمظلوم هو أن يقوم بلعن الظالمين والتبرئ من أعماله ورفضهم وابعادهم في حال لا يمتلك القدرة على مقارعتهم بالسلاح. ومن منّا من لا يلعن من يظلمهُ من أي دين او مذهب او انتماء؟ ومن منّا لم يلعن الفساد المستشري في الانظمة التي تحكم الناس وتسرق قوتهم.ناهيك عمن يُفجرون ويقتلون ويذبحون هؤلاء لايكفي اللعن لإيقافهم عند حدهم بل يجب على الجميع حمل السلاح وسفك دمائهم وانقاذ الناس من شرهم.
تحياتي
المصادر.
1- لربما لا تظهر الصورة عند البعض عليه اكتب نص كلام السيد كمال الحيدري المنشور في الصورة يقول السيد كمال الحيدري : ((إن أساليب اللعن لا تجدي نفعا، فهي لا تثبت حقا ولا تزهق باطلا، والمؤسف أن غيرنا يعمل ونحن نلعن وغيرنا يتعلم ونحن نتكلم غيرنا يعمل على فتح قلوب الناس على دعوته الباطلة ونحن نتفنن في إقفال قلوبهم على دعوتنا المحقة)).
2- مصباح الفقاهة السيد الخوئي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦. وكلمة المخالفين مصطلح عام يشمل كل الطبقات الحاكمة وغير الحاكمة المخالفة للدستاتير والكتب السماوية وما جاء به الانبياء. وإن جرّه البعض إلى مذهب معين.
3- نقلا عن كتاب جواهر الكلام ج ٢٢: ص ٦٢.
4- انظر السيوطي ، والمتقي الهندي ، وابن حجر العسقلاني.
أ - من طريف ما أود الاشارة إليه هو أن كلمة (لعن) لو قلبتها لأصبحت ( نعل) وكأن الله تعالى يخبرنا بأن مكان الظالمين تحت النعال أو أن قيمتهم ادنى من قيمة النعل الذي نرتديه ونطأ به الاقذار.
التعليقات
يوجد 6 تعليق على هذا المقال.
لا علاقة للثقافة باللعن ، لأن اللعن حالة نفسية تؤسس للرفض والطرد والابعاد وتضع اللبنات الأولى للثورة على الظالمين والمفسدين ، شعوب بكاملها لا تقرأ ولا تكتب ولا تملك اي نصيب من الثقافة ولكنها تتعرض للظلم والاستغلال بابشع صوره، هل نُحرّم عليهم لعن من يظلمهم لأنهم لا يملكون ثقافة او تعليم ؟.
اللعن مثل قطرات المطر الصغيرة التي لو تجمعت لأحدثت سيلا جارفا يكتسح كل شيء من أمامه . ولذلك فإن الرافضين للعن يعرفون ان هذا اللعن هو أول الغيث. السيد كمال الحيدري يعرف انه بعد انعطافته الاخيرة وحملته الشعواء على تراث المذهب الشيعي والمراجع العظام لا بل التشهير بالحوزة العلمية ، يعرف بأن اللعن بدأ لجنابه كما لعنت الناس قبله من المراجع ممن انبطح وسار في طريق ملتوية لم يعهدها التشيع لا بل ان عملية كشف المراجع المزيفين بدأت تؤسس عند الناس حالة من الوعي الجمعي بحيث وصل الامر عند الناس إلى تقبّل مقاتلة هؤلاء المتمرجعين المسيئين بالسلاح لا بل قتلهم. والسيد كمال الحيدري يعلم ذلك ويعرف ذلك ويعرف أن اللعن هو اول الغيث الذي سيجرف سيله كل متنطع افّاك. وذلك لابد من سرعة المبادرة لوضع سدود بوجه الناس لا يقافهم ولو عند عتبة اللعن وعدم تجاوزه والمتمعن في كلام السيد الحيدري يرى أنه فعلا بدأ في ذلك ففي تسرّب نفسي رشح منه بدأ السيد الحيدري ومن دون وعي منه يطرح مسألة : ( سوف يبدأ الناس بالتشكيك به ، ولعنه ، وتكفيره واخراجه من الملة لأنه انتقد المرجعية وانتقد التراث الشيعي وزعم انه مأخوذ من المجوس واليهود والنصارى) هذا ما قاله في التسجيل الموجود حاليا في الانترنت ، ومن اجل منع حصول ذلك ، استغل السيد كمال الحيدري شهرته التي خلقها برنامج مطارحات في العقيدة ، لكي يطرح مرجعيته بصورة اقوى واعنف من السابق وهذا ما كان يُخطط للوصول إليه ، ولكنه أخطأ وهذا الخطأ هو الرحمة الالهية النازلة على الناس لكي لا يجرفهم تياره هؤلاء الدجالين وخطأه كان هجومه الغير مبرر على كل التراث الشيعي ، وكذلك هجومه على المراجع والحوزات كل ذلك لكي يُلفت الانظار إليه وإلى مرجعيته التي لولا (عاشق أمير المؤمنين) ذلك المستبصر البحريني الذي كان يرفد السيد كمال الحيدري بالمعلومات والكتب ويستخرج له المصادر والروايات وارسل له نوادر كتب الوهابية والمخالفين والذي لولا هذا الشخص لما كان بامكان السيد كمال الحيدري ان يستمر في برنامجه مطارحات في العقيدة ولا كان له تلك الشهرة التي اوصلته إلى ما عليه الان . هذا الشخص اول من بدأ بلعن السيد كمال الحيدري عن طريق كشف حقيقة السيد كمال فأرسل الاخ عاشق امير المؤمنين الكثير من الرسائل الى السيد كمال الحيدري لكي يرد عليه ، ولكن السيد تجاهلها كلها وتجاهل حتى مكالمات وتلفونات الاخ عاشق امير المؤمنين فبدأ هذا الأخ بطرح قضية حقيقة السيد كمال الحيدري معززة بالادلة والوثائق من على منابر المنتديات وخصوصا موقع شبكة هجر الثقافية وهو أكبر موقع للشيعة السعوديين. هناك خفايا وخبايا تكمن خلف شخصية السيد كمال الحيدري اتمنى على كل معترض ان يطالعها قبل ان يرد.
قد يكون هذا الكلام ثقيل على البعض ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتسائل على ضوئها ، لماذا ينحرف عم نبي ، وتنحرف زوجة نبي ، وينحرف ابن نبي ، وينحرف ابن إمام معصوم ، حتى النبي لولا أن ثبته الله لأنحرف كما يقول تعالى : ((ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا )).
الحمد لله على نعمة العقل
تحياتي
اود في البداية ان اعبر عن اتفاقي على كل ماطرحته في الرد على ماجاء من كلام السيد كمال الحيدري ولكن ماجدوى اللعن بدون ثقافه؟ بمعنى ان ومع الاسف غالبية من يستخدم لغة اللعن لايمتلك اسلوب ثقافي موضوعي منطقي في الحوار مع المخالفين حول المسائل الخلافية, بمعنى انه ينبغي علينا قبل ان نقدم لغة اللعن يجب استخدام لغة الحوار الموضوعي المنطقي والذي يستند على الاحادبث النبوية الشريفة المتفق عليها وكذلك سنة الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم والتفسير المتفق عليه من القران الكريم وبهذه الطريقة سوف تستطيع ان تنتصر لقضيتك وفي نفس الوقت تكسب الانصار وتقنع وتهدي المخالفين وهذا هو منهج الدين الاسلامي الذي اوصانا به الله والرسول وال بيته الاطهار. من خلال هذه المنهجية استطاعت زينب الكبرى عليها السلام والامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ان يقلبوا الطاولة على يزيد واتباع يزيد خاصة في المسجد الاموي في الشام. كما هو معروف ان من كتب التاريخ الاسلامي هم الامويون ومن بعدهم العباسيون وبسبب كرههم للرسول وال بيته الاطهار فانهم قاموا بتحريف سنة واحادبث الرسول وتفاسير القران الكريم بطريقة تصب في مصلحة اعداء الرسول وال بيته الاطهار وصحابته المنتجبين وفي نفس الوقت قاموا بتجريد وتحريف كل التفاسير والاحاديث التي تخص ال بيت الرسول وصحابيته المنتجبين ونسبها الى اعدائهم وهذه هي نفس الطريقة التي يقوم بها الوهابية والنواصب في وقتنا الحاضر وبذلك فان الذي وصلنا هو تاريخ مزيف يطعن بالرسول وال بيته وصحابته المنتجبين ويمجد باعدائهم لذلك فان غالبية المسلمين الان هم اسارى هذا التاريخ والارث الاسلامي المزيف فعندما ناتي ونلعن مباشرة امامهم رموزا يعتبروهم هم اساس الاسلام اكيد سوف يخلق عندهم رد فعل غير متوقع لذلك اقول يجب ان نقدم الحوار بدل اللعن.