لا أريد أن اسميهم
لكي لا يعرفهم الناس
وحسبي أنهم سيعرفون أنفسهم....
الأجيال في الأمم حلقات متواصلة جيل بعده جيل مرتبط به مكانيا وفكريا..مما يكون سلسلة أشبه بسلسلة العمود الفقري ومن مقومات نجاح كل جيل هو اتصاله بالجيل السابق أو التالي وخلافه إن فقدت الأجيال الاتصال فيما بينها فصم ظهر الأمة وتدهور كيانها في شتى المجالات ومما تفرضه البديهة على كل جيل أن يمد يده للجيل الذي يليه ويهيئه التهيئة التي تليق به كحامل لرسالته وكما يقال بان جيل يسلم الراية لجيل أما عندنا كعينة من المجتمع العربي فان الجيل القديم لا يخضع لهذه القواعد فيبقى محتفظا بالراية متكلفا في ذلك اشد العناء فتارة تميل الراية وتنحني بكفه لكنه متمسك بها اشد التمسك غير أن الأمَر من هذا الأمر أن القائمين عليها أو الذين يرون هذه الراية تميل لا يريدون التصديق فتراهم يميلون أيضا لكي لا يروا اعوجاج صاحبهم برايته.. صحيح أن الجيل السابق قدم عطاء وكان ذهبيا ووو الخ لكنه سابق جيل يعيش على صور الماضي وما أصعبها حياة تلك التي تأكل وتشرب من الماضي فأولئك يخافون الحاضر ويمقتون المستقبل ولو استطاعوا لأمسكوا بعقارب الزمن لئلا يرميهم المستقبل ..الآتي بسرعة عجيبة من خلف المرايا..
صحيح أن لهم صيتا ذائع وشهرة لا اختلاف عليها ولكن كيف أصبحوا هكذا الم يمد لهم احد يد العون أم حاربهم الجميع كما يحاربون الجيل الجديد الفاتح حربا نفسية الحقيقة أننا نلقي باللوم على الساسة والحكام كونهم على شيء من الدكتاتورية لكن الأمر ليس حصرا على هذه الفئة فأديبنا وفناننا وإنساننا كلهم رديف للسياسي
والعبرة انه حينما بعث الله محمدا بعثه عائلا يتيما في حين كان المجتمع آنذاك يغص بالأسماء اللامعة في مختلف الأصعدة ممن بإمكانهم تبليغ الرسالة بسلاسة أكثر ..لماذا لم يفكر الله تفكيرا ماديا كما يفكر أدبائنا وفنانونا وساستنا؟؟
ومن الطريف أيضا أمر هو شر البلية حدث معي أنا قبل حين غير بعيد فقد كنت اعمد في كل شيء اكتبه إلى شخص كبير في الأدب كبير إلى درجة انه لو فكر في نشر حرفا واحدا لوجدت هذا الحرف في السطور الأولى محاط بجموعه من هالات الاحترام الزائف وفي اليوم الثاني ستجد دراسات نقدية حول هذا الحرف ,الله , قاتله الله من حرف ما ابلغه..
كل نص كنت اكتبه أخذه لهذا الأديب ليقوم اعوجاجه وأعود في اليوم التالي لأرى كلمات ((نص عادي جدا..لا يصلح لشيء))
ومرة بعد أخرى أغير فيما اكتب ولا يغير صاحبنا من حروفه البليغة في تقويم النص وبعد مرات عدة تعمدت أن اجعل الأوراق متلاصقة بحيث اعرف إذا كانت قد قرئت أو لا ...
وعدت لآخذ الرد فوجدته دون تغير كما هو حال الأوراق وتلاصقها الباقي ,
قلت في نفسي يا له من فنان بارع يقرا الأوراق دون فتحها وبعد أن عجزت على أن أجد نصا يغير جملته الذهبية((نص عادي جدا..لا يصلح لشيء))
فتحت مجموعة قصصية لهذا الأديب وأخذت نصا منها وغيرت عنوانه فقط وعدت إليه قائلا بان هذه هي المرة الأخيرة التي أتعبه معي فيها وأعطيته نصه هو زاعما أن هذا النص لي بعد أن غيرت اسمه فقط وفي اليوم التالي كانت النتيجة((نص عادي جدا..بل أكثر من كونه عادي ولا يصلح لشيء)) وهو في مجموعته التي يزعم أنها تمثل قمة نضوجه الفكري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat