لعله من اشد الضربات التي توجع (مسعود برزاني) وتقضي على احلامه في اقامة امبراطورية كردية هو استخدام نفس اسلوبه الانفصالي وذلك من خلال حث الاخوة (الطالبانيين) على اقامة إقليم (كردستان الشرقية) في المناطق التي يعيشون فيها والخاضعة لهم ولحزب التغيير كوران . وهي (السليمانية وخانقين وجلولاء واجزاء واسعة من مدينة كركوك ، وحلبجة وصولا إلى مشارف إربيل) . حيث أن تداخل البيشمركه الطالبانيين والبرزانيين أيضا يمتد إلى ما بعد أربيل.
ما حصل مؤخرا في المناطق الشمالية بين الطالبانيين والبرزانيين يخبرنا بأن انفصال كردستان الشرقية قادم وان الطالبانيين بدأوا فعلا بالتحرك خصوصا من قبل اقوى فصيلين في تلك المنطقة وهما الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وحزب (كوران) التغيير .(1) فقد أكدت هذه التنظيمات الكبيرة والتي تُمثل اكثر من ثلثي الاكراد اكدت رغبتها بإجراء تغيير يتم فيه سحب البساط من تحت ارجل مسعود البرزاني الذي لا يزال متمسكا بالسلطة ومتفردا بها منذ عام (1991) والذي يسعى هذه الايام إلى ولاية أخرى ، ولما لم يحصل على ذلك نظرا لتزايد المعارضة طلب تمديد فترة الانتخابات لستة أشهر ، وهذه محاولة تعلّق الغريق بالقشة.
طهران ومن اجل مساعدة الحكومة العراقية على حل مشاكلها ، وكذلك توجيه ضربة قوية لخط التحالف (الكردي التركي الاسرائيلي السعودي) حيث ان مسعود له علاقات مع هذه الاطراف ويتعاون سرا معها لتمزيق وحدة العراق ، قامت طهران بجمع شمل كل من الاتحاد الوطني وحزب كوران (التغيير) ولذلك ترى تسارع التحرك الدبلوماسي الرفيع باتجاه طهران الذي قام به رئيس الجمهورية فؤاد معصوم المحسوب على جلال الطالباني وكذلك برهم صالح القيادي البارز ، و فرياد رواندوزي وزير الثقافة العراقي وغيرهم .(2)
من جانبها طهران تسعى الآن نحو غريمتها (انقرة) لاجبارها بقبول هذا المشروع (اقليم كردستان الشرقية) كأمر واقع ، وكذلك حسن استغلال طهران للملفات الكثيرة في المنطقة للضغط على أمريكا للحصول على ضوء أخضر أميركي لقيام اقليم كردستان الشرقي مع وجود تفاهم اميركي ايراني في كثير من الملفات الشائكة في العراق والمنطقة.
في الأيام القادمة سوف نشهد تحرك كبير وسريع من قبل مسعود برزاني نحو بغداد لاحتواء هذه التطورات الجديدة والخطيرة والتي تُهدد بنسف كل احلامه في اقامة امبراطورية كردية ، ولكن السؤال يبقى : ( هل تستطيع بغداد ان تستثمر هذه التطورات وتُحسن استغلالها من أجل اركاع مسعود برزاني وتأديبه ووضع حد لسلوكه الأرعن الفردي)).
هل سوف نرى ذلك؟ علما ان الامور وصلت حد الاحتقان بين الحزبين البرزاني والطالباني وهذا ما نراه واضحا من خلال تهديد زوجة جلال الطالباني هيرو إبراهيم أحمد ، إلى مسعود الذي ارسلته عبر رسالة في الصحف والذي تقول فيه : ((هيرو ابراهيم احمد الى قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني إناء الاتحاد الوطني امتلأ… لا تجعلوها تنضح أيها الكردستانيون أقول لرئيس الإقليم لحم الاتحاد الوطني مر ولم يتمكن أحد ان يبتلعه)).
1- حركة التغيير أو كوران بالكردية هو حزب ينشط في اقليم كردستان العراق أسسه السياسي الكردي نوشيروان مصطفى سنة 2009 بعد استقالته من حزب طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني وهو حزب علماني يعارض التحالف الكردستاني ويدعو لمحاربة الفساد يتهمه خصومه بكسر الإجماع الوطني الكردي ولكنه ينفي .حقق تقدما باهرا ثانيا في آخر انتخابات برلمان كردستان 2013 بحصوله على 24 مقعدا متقدما على حزب الاتحاد الكردستانيحركة حركة التغيير تُطالب بطرد مسعود وتغييره فالنائب عن كتلة التغيير النيابية شيرين رضا قد قالت في تصريح لـ وكالة الانباء العراقية، إن هناك تقاربا بين حركة التغيير (كوران) وبين القياديين في الحزب الوطني الكرستاني، برهم صالح وكوسرت رسول، تمهيداً لاختيار مرشح لمنصب رئيس اقليم كردستان خلفاً لبارزاني.
2- وهذا ما تسعى إليه طهران فعلا كما اشارت إلى ذلك صحيفة العالم الجديد ، وصحيفة العالم ، وصحيفة عروس الاهوار وغيرها من مصادر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat