صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

دولاب الكراسي وناعور المآسي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الكراسي العراقية مثل الدولاب (دولاب الهواء) , وبلا أحزمة أمان , وهذا الدولاب يدور بسرع متفاوتة , ومتناغمة مع المصالح والتطلعات الإقليمية والدولية , وبطاقات وقدرات آبار النفط , التي تدّور الدواليب بدخانها المضغوط في أوعية الضياع والخراب والخسران , والتدمير الشامل للوطن والإنسان.
 
وكلما دار الدولاب أفرغ حمولاته من ذوي العاهات النفسية والسلوكية , الذين عاشوا رهائن في الكرسي , والذين ينفذون أوامر أصحاب الدولاب , ولا خيار عندهم إلا تحقيق ما يريده منهم السيد الذي يرتهنهم ويتحكم بمصيرهم , وإن نبسوا بكلمة حق , أدار الدولاب وأسقطهم في حفرة سوء المصير.
وهذا الدولاب العراقي الدوّار , يرتبط بمفصل لتحريك ناعوور المآسي والويلات العراقية في كل مكان , فكلما دار دولاب الكراسي , أدار ناعور التداعيات , وألهب الصراعات والتفاعلات , التي تستثمر في التدمير والتخريب ومحق الحياة.
 
وفي كل دورة لدولاب الكراسي , تتجدد معطيات ناعور المآسي , وما عرف الشعب والوطن إلا الغثيان , والتشويش والجزع من هذا الدوران المرير الخطير , الذي لا يعرف التوقف والسكون ,  ولا يسمح بإرتداء أحزمة الأمان , والشعور بالسكينة والأمن والسلام.
 
وفي هذا الزمن الديمقراطي الفتاك , أصبح الدوران على أشده , وناعور المآسي في أقصى سرعته , وقدرته على إشاعة آليات التناحر والتفاعل التدمير الديمقراطي الخلاق جدا.
 
فمَن الذي يدوّر الدولاب؟
ومَن الذي أجلس الرهائن السياسية في الكراسي , وعلقها في الهواء وحرمها من أي حزام أمان؟
ولماذا لا يستفيق المجتمع من  الغثيان , ويأبى التحول إلى بئرٍ لناعور الفتك بالحياة والإنسان؟
 
هل لأن الذي يحكم العراق قد إمتلكه وسخره لتحقيق مصالحه وتطلعاته؟
هل لأن العراق أصبح ملكا مشاعا , وساحة مفتوحة للموجودات الأرضية المصابة بعاهات عقلية ونفسية وعقائدية , وتتحقق فيها إرادات أمّارات السوء والبغضاء والأمر بالمنكر , المعتقة في أقبية الأزمنة الظلماء؟
 
تساؤلات في عصر يعيش العراق والعرقيون ما بين دوران الدولاب والناعور , وكأن حياتهم تتلخص بنبش القبور , وقطع الجسور , وردم العصور , ورجم الغيور , والتهليل لكل نهّاب وفاسدٍ ومنافق ومبشرٍ بالثبور.
 
فإلى أين المسير والبلاد والعباد رهن دولابٍ وناعور؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/17



كتابة تعليق لموضوع : دولاب الكراسي وناعور المآسي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net