قال تعالى في كتابه الكريم:( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً... )، لاشك ولا ريب إن الكهرباء من نعمهِ الظاهره التي سخرها للإنسان ليحيى حياة كريمة إكراما منه لهذا المخلوق البشري.
من المؤكد إن الشعوب التي تعاني من انقطاع مستمر للكهرباء، منذ سنوات طويلة، هي متأخرة عن أقرانها من الشعوب التي تشهد إستمرارية الكهرباء، لما لها من أهمية حيوية على مستوى المؤسسات الأستيراتيجية، التي تعتمدها البلدان في تطوير بناها التحتية.
إن سياسة الحكومة بزيادة التكلفة الكهربائية على المواطن، وخفض الدعم عنه، هي سياسة وتصرفات مريبة، تطعن في مبدأ الشفافية، وتجني على حق المواطن في الحياة الكريمة، وتوفير سبل الراحة للمواطنين، هذه السياسة التي تبتغي الحكومة منها التوفير، ستكون لها نتائج عكسية عليها، تكلفها أضعاف ما توفره الآن، كما حصل ذلك مع الحكومة المصرية، عندما زادت من سعر التكلفة.
إن خفض الدعم الحكومي للكهرباء، سيتسبب بأضرار كبيرة على المستوى المعيشي للسكان، والنمو الإقتصادي، وأنماط الأنتاج الزراعي والصناعي، حيث يرى الأقتصاديون، أنه يسبب أضرار بالزراعة، وزيادة في أسعار المحاصيل، وإهدار للعملة الصعبة في استيراد المولدات، ثم زيادة الطلب على الوقود لإستعمالها، ويسبب أيضا تعطيل المصانع والورش، وتعطيل حركة البيع والشراء، في المنشآت المعتمدة على الأنظمة الألكترونية، حيث قالوا إن قوة السوق، تعتمد على حجم حركة المبيعات والمشتريات.
معنى هذا الكلام سنشهد ارتفاع كبير، في المشتقات النفطية والبضائع التجارية، مثلا: قنينة الغاز يصبح سعرها 15 ألف بدل 5، وسعر كيلو الطماطة بدل 500 دينار 2000 دينار، بالأضافة الى زيادة سعر لتر البنزين، وفوق هذا كله، ستسلب راحة المواطن، وتحرمه من التكييف والتبريدفي الصيف والشتاء، وخاصة الشيوخ والأطفال، مما تزداد حالت الوفيات والامراض عندهم، ناهيك عن فقدان الثقة في مؤسسات الدولة، وإن الدولة التي تعجز عن حل مشكلة الكهرباء، هي أعجز عن إدارة دولة بكاملها.
إن هذه النعمة الإلهية العظيمة، من الطاقة الكهربائية، التي مَنّ الباري بها على البشرية، جعلها الساسة المسؤلين في الحكومات السابقة نقمة على العراقيين، بسبب فسادهم وسرقاتهم، وكأن الشعب العراقي فضائي، غير موجود على الأرض حتى يتمتع بهذه النعمة، أو هو خارج النوع الإنساني، وخاصة أبناء الوسط والجنوب، وأنتم الآن تمارسون ضده، إرهاب لايقل خطورة عن داعش، بهذه التسعيرة الجديدة للكهرباء.
الى متى نعاني من صداع الكهرباء المزمن، الذي يضرب في رؤوسنا، يا حكومتنا الرشيدة! هل أطبائكم عاجزين عن إيجاد الدواء؟ أم إن شهاداتهم الطبية اشتروها من سوق( مريدي).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat