صفحة الكاتب : قيس النجم

حرية الطغاة: ثمن الإنسان رصاصة!.
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المفهوم الدقيق للحرية, هي أنها ليست خاطرة من الخواطر الأخلاقية, بل حق واضح ومحراب مدو, يزخر بالبلاغة والفصاحة لسائر الأجيال, وعلى هذا الأساس يجب عقد إجتماع  طارئ, بين المعجبين بالحرية والكارهين لها, لأن الجواب سيكون في سياق الرد: حق مشروع وطبيعي من أجل الكرامة. 
الحرية تصنع أوطاناً  صالحة للإستعمال المدني, كما إنها توسع مدى الجرعات الثورية عند الأحرار, لمواجهة الإستبداد والظلام, فإبتسامة الاحرار أمرها عجيب للغاية.
لقد ثبت شرعاً أن حرف (د) لا يعني بالضرورة إختصار كلمة (دكتور), أو رمز لفيتامين (D), أو بداية لكلمة  (دماء ), أو مختصر مجموعة إرهابية إسمها (داعش), فمنحرف العقل يتفاخر بإعتبارات مزيفة, لأن قلوبهم كأيديهم ملوثة بالخطايا, أما أصحاب العقيدة والحرية, فهم على درجة كبيرة من اليقين بمحتويات الحرف (د), وأن وعد الخالق حق.
من المؤكد أن الأعمى لا يستوي والبصير, وأن الفضائل لا تستوي والرذائل, لذا فالسلطة الظالمة طالما تعبر عن فشلها, بإستخدامها أساليب التصفية والإعتقال, وقمع أصحاب الرأي الأخر ومصادرة الحقوق, متوقعة لجم الأفواه وقطع الأعناق, مدعية أن الحر إذا خالف البيعة, فهو مرتد أو كافر, وتنسى أن الشمس لا تغيب أبداً, فهي تسطع في مكان آخر, وتقبل على الأحرار بعواطف دافئة. 
الحكام المستبدين يحاولون دائماً تغيير الشعوب, وليس تغيير الدستورالذي يصنع الطغاة, لأن ذلك يضمن بقاء الطاغية عقوداً من الزمن, وكل مَن يتعارض مع مدخلاته ومخرجاته, فهو زائل لا محالة, إما بالقتل أو التهجير أو الإعتقال, فكل طرف يتحمل مسؤوليته أمام القانون بنظر الجبابرة.
يقال أن المنظر الفرنسي (جان جاك روسو), كان ذات يوم يخطب على منصة أمام الجماهير الفرنسية, ليلقي كلماته الثورية النارية, وإذا بعجوز سُجن أبنها في الباستيل الشهير, فتقدمت اليه رافعة صوتها: إن كلماتك يا سيدي رائعة, لكنها لا تُخرج إبني من السجن, وتعيد اليه حريته فأجابها قائلاً: إن الحرية التي نسعى اليه, أكبر من حرية أبنكِ يا سيدتي, إنها حرية شعب بأكمله, لأن القيادة الشرعية في الأمة هي قيادة الأحرار, وفضاء لا يعرف الصمت.
بقي أن نعلم, من المفارقات التي  نعيشها حالياً, هو الوعظ الذي أصبح غير مجد, في زمن صار فيه ثمن الإنسان رصاصة, وما زال العرب يختلفون على غسل الرجلين أو مسحهما, وعلى هذا أصبح الغرب يعيش حالة من التجدد, أما العرب فقد عاشوا حالة من التجديد, وهناك فرق كبير بين الفن والصنعة.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/03



كتابة تعليق لموضوع : حرية الطغاة: ثمن الإنسان رصاصة!.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net