شفيعة افواج المشاة العسكرية في اسبانيا . شيء خطر في بالي . أممٌ لها طقوسها
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

في اسبانيا ودول أخرى من أوربا تتخذ الكثير من الجيوش رموز لها تحميها وتشفع لها ولعل احد اهم هذه الرموز هي (القديسة مريم العذراء) التي تعتبرها الجيوش شفيعة وحامية لها كما نقرأ في صحفهم التي تنشر مظاهر الاحتفال لهذه الجيوش حيث تحتفل اعداد هائلة من جيوش أوربا بمناسبة (الشفيعة الحامية) وعلى مستوى الدولة.كما ترى في الرابط المرفق الذي ترجمته صحيفة (النهار) حيث جاء في مقدمة الخبر : ((احيت الكتيبة الاسبانية العاملة في اليونيفيل عيد سيدة الحبل بلا دنس شفيعة فوج المشاة وعيد القديسة بربارة شفيعة فوج المدفعية باحتفال في مقرها في قاعدة ميغيل دي ثربانتس)) . انظر الرابط المرفق حيث ترى الجنود وهم يرفعون الرايات ويؤدون التحية للقديسة. (1)
وما أريد ان اقوله هو : نشر البعض صورا على صفحات التواصل الاجتماعي مفادها ان جنودا عراقيون يؤدون (التحية العسكرية) لزوار القديس الحسين في يوم اربعينه فقامت قيامة البعض وما سمعته من احد الفضائيات وكأن الذي يقوم به الجنود طقسا شيطانيا وليس طقسا لمقتل حفيد نبيهم وابن ابنته وابن رابع الخلفاء الراشدين حسب ترتيبهم. امه سيدة نساء الجنة وهو سيد شبابها حسبما ترويه صحاحهم .
الامر الثاني المثير للاسغراب أن هناك اجماعا على تجاهل ما يحصل في هذه الايام . عدد الزوار يقترب من ثلاثين مليون زائر ــ حسب التقديرات ــ ولا نسمع لهذا الحدث الكبير اي خبر في الصحف والمجلات ولا تتناوله الفضائيات التي تستعرض كل يوم جماهير مباريات كرة القدم والمصارعة وجماهير سباق (الهجن) واخبار ساقطات الفنانات والمطربات.
مجموعة (كَينس) للارقام القياسية تنشر صورة اكبر (كعكة) في العالم ، ولا تنشر مائدة طولها مئات الكيلومترات يعدّها العراقيون لزوار القديس الحسين على طول المسافة الممتدة من الفاو وحتى كربلاء.
صحف العالم كله التي تحتفل بصدور قانون (زواج المثليين) وتحتفل شعوب العالم الغربي بهذا الحدث السخيف وتعتبره حضارة وتقدم ورقي، ولكنها لا تتناول بالدراسة ظاهرة هذه الحشود المليونية. ولكن يبدو صحيح من قال : (وهل يقبل إبليس بمظاهرة ضده).
ما خطر في بالي هو أنه بعد وفاة نبي الاسلام المقدس كان العالم كله ضد علي بن ابي طالب واهل بيته وشيعتهم، إلا نفر قليل كانوا معه في المدينة يعدون بعدد اصابع اليد يُعرفون بانهم شيعة علي . ولكن لم تمض الايام حتى اصبح ثلث العالم الاسلامي يحب ويهوى آل بيت النبي المقدس حتى إيران التي كانت سنّية إلى زمن قريب انقلبت إلى التشيع وحب آل البيت المقدسين. ولا زال التشيع ينمو باضطراد وكأن هناك غربلة يُمحّص فيها الناس قبل حدوث حدث معين قبل قيام الساعة ، والاحداث تتسارع نحو الآتي.
ويدلنا على عظيم مأساة هذا البيت القدسي هو قول القديس زين العابدين بن الحسين عندما رجع من السبي في مثل هذه الايام ووقف امام مدينة جده النبي الكبير اشار إلى المدينة وقال : (ما احبنا اهل البيت في هذه المدينة إلا أربعة).(2)
ولرب قائل يقول : هذه مبالغة مدينة رسول الله لا يحب اهل بيته فيها سوى أربعة ؟
فأقول له الم تسمع بهذه الرواية : أن احد الصحابة سمع شخصا يدعو ويقول : (اللهم اقضي على المنافقين . فقال له الصحابي : لو مات المنافقون لخليت شوارع المدينة من الناس).
وهذا نموذج آخر من الصحابة يُبين وبكل وضوح بغض آل النبي المقدسين فيقول عبد الله بن الزبير : (إننا لنكتم بغضكم آل البيت منذ أربعين سنة) . (3) ما الذي يقصده ابن الزبير بقوله : (أننا) من هم هؤلاء ؟ أليس هؤلاء هم من إذا ماتوا خليت شوارع المدينة منهم . وكذلك عائشة ام المؤمنين التي قالت : (لا تدخلوا بيتي من لا أحب).(4)
عائشة وابن الزبير سمعوا من النبي وهو يقول : (والّذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلاّ أدخله الله النار).(5)
أنا لا اعتقد ان الاعلام الاسلامي لا يعرف من هو الحسين خصوصا وان اسمه ارتبط باعظم شخصية في العالم جده المقدس النبي الذي ينتمون إليه .
هم يعرفونه ولكن لسان حالهم يقول : كيف تُريدون منا ان ننشر خبر مسيرة لو بُعث صاحبها اليوم حيّا لقلب كراسينا على رؤوسنا ولاطاح بعروشنا ولحطم آمالنا ووقف ضد مطامعنا. ولكن هؤلاء نسوا ان كل الانبياء اوعدوهم بالشر الآتي عليهم نتيجة فسادهم وكفرهم. وقد حذرهم يسوع من أن نبيا سيأتي اقوى منه سوف يقوم بتنقيتهم فيأخذ الجيد إليه والطالح يرميه في النار في نص يقول فيه : ((يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة.والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار...الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ)). (6)
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــ
1- مصدر الخبر http://www.annahar.com/article/196177
2- كما تقول الروايات ان هؤلاء الأربعة هم : المقداد وسلمان وابو ذر وعمار بن ياسر وقد جاء في معجم الطبراني الكبير أن الجنة تشتاق إلى أربعة (علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود).
3- مروج الذهب ج 2/102 ط مصر و ج 3/89 تحقيق ـ محمّد محي الدين عبد الحميد بمصر.
4- لمّا توفّي الحسن مسموما, وخرج به أخوه الحسين ليدفنه عند جده ،خرجت عائشة على بغلة شهباء يحف بها بنو أمية، وهي تصيح : (لا تدخلوا بيتي من لا أحب، إن دفن الحسن في بيتي لتجز هذه, وأومأت إلى ناصيتها ). ألم تسمع أم المؤمنين قول جدّه النبي المقدس في حقه : أحب الله من احب حسينا ، حسينا سبط من الاسباط . او قوله : اللهم إنّي أحبه وأحب من يحبّه (صحيح مسلم 4 / 1882)
5- أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم 2246.
6- إنجيل متى 3: 7
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat