صفحة الكاتب : علي علي

توأمان لاينفصلان.. الإرهاب ومواعيد البرلمان
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   يبدو أن الجو السوداوي العام السائد الذي يعيشه العراقيون منذ عقد مضى، لايروم الرحيل عن سمائهم، فالضباب المعتم الذي يخيم عليه مازال يتراوح بين الشديد والشديد جدا، إذ أنهم على موعد ثابت مع السواد لايتغير إلا بالكم والعدد، وما هذا إلا بفعل من يسمون أنفسهم ساسة، وهم مشتركون في العملية السياسية، فيما شراكتهم الحقيقية في الكعكة ليس إلا. فالموعد الوحيد الذي يتحقق في عراقنا من دون إخلاف كل رأس شهر، هو الحصيلة النهائية لعدد العراقيين الذين يروحون ضحية الهجمات الإرهابية للشهر الذي يسبقه. إذ عودتنا بيانات تصدر من جهات مختصة، على استقبال شهر جديد بتوديع آخر قبله، مضمخا بدماء أخوتنا وأصدقائنا وأبنائنا وأحبتنا وزملائنا، بحيث أصبح الموت أقل ضريبة وأوطأ جباية على العراقي أن يدفعها (قرض فرض) في صباح من صباحات حياته، او مساء من مساءات أيامه إن عاجلا أو آجلا، في بلده الذي يحلم أن يكون يوما ما آمنا. أما السبب في هذا فهو هويته العراقية، وانتماؤه لبلده وأرضه، وأما المسبب فهم حتما القريبون منه والراعون له والمسؤولون عنه والمفوضون بأمره، وليسوا مخلوقات غريبة نزلت عليه من سماء سادسة او سابعة.
  لقد قدم العراق خلال الشهر المنصرم كعادته، عددا من (ولد الخايبة) تجاوز تعدادهم الألف مغبون ومظلوم ومغدور، وهي -كما تقول مصادر- تعد أكثر بثلاثة أضعاف من تلك المسجلة في المدة نفسها من العام الماضي. مقابل هذا نرى ان مجالس البلد الثلاثة تعمل في وادٍ غير وادي الشعب، ولاسيما مجلس النواب الذي كان حريا به ان يتعجل بإقرار القوانين التي تخدم الصالح العام، فالإسراع في بتها وتشريعها، وإلزام مؤسسات المجلس التنفيذي بالعمل بها، سيقود البلد الى وضع أكثر أمنا وأمانا. ومازالت عقدة التأجيلات والإرجاءات هي الداء العضال الذي أصاب مجلس نوابنا منذ تأسيسه حتى اللحظة، ولاأظن بارقة أمل توحي بنهاية لهذه المعضلة. كذلك معضلة أخرى هي تمييع القضايا والمشاريع تحت سقف زمن غير معقول، هم ليسوا بغافلين عن مساوئ المماطلة به، بل هم موقنون تماما أن المماطلة والتسويف هي أقصر الطرق لتمييع قضية او قرار او مشروع قانون يصب في خدمة المواطن، والشاهد على هذا كثير وكثير جدا. وتطول بهذا المواعيد حتى تكاد تغلب (عرقوب) بمواعيده، وكأن لسان حالنا يقول لنوابنا:
            لا تدعني ككمون بمزرعة        
            إن فاته الماء أغنته المواعيد
   فهل يعلم رئيس البرلمان وأعضاؤه وأرباب الكتل والأحزاب، ان التلكؤ والتباطؤ في إقرار القوانين يفضي الى استغلال المتصيدين في عكر المياه هذا التأخير، ويجيّرونه لصالحهم ولصالح أجنداتهم التي تسيرهم، أي أن الإرهاب وتقصير البرلمان في أداء واجباته مربوطان على التوالي، وقطعا معلوم من يكون الضحية، ومن يدفع الثمن الباهظ من جراء ذلك. إذ باستطلاع للسنوات العشر السابقة، يتبين بكل وضوح ان الوضع الأمني للبلد مرتبط بشكل وطيد بالسياسيين وقراراتهم، وكذلك بالقوانين وتأخير البت بها. فهل علم النواب أن الإسراع بإقرار القوانين هو صفحة من صفحات الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب، ولايقل أهمية عن البندقية والمدفع والطائرة؟ أم أن لهم مأربا في تأخير إقرار القوانين والإكثار من التأجيلات في قراءتها!

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/11



كتابة تعليق لموضوع : توأمان لاينفصلان.. الإرهاب ومواعيد البرلمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net