المعلم و خلط الاوراق في الشأن السوري
عبدالستار الفلاح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبدالستار الفلاح

في اخر تصريح صحفي اجراه وزير الخارجية السوري السيد المعلم و الذي اعلن فيه عن رفض حكومته لمشاركة قوات البيشمركة في عمليات الدفاع و تحرير مدينة كوباني من يد عصابات داعش المجرمة.
من المؤكد أن تصريح كهذا أن يكون في مكانه في حالة ان الدولة السورية قادرة على الدفاع عن اراضيها بالكامل و ان تشكيلاتها الادارية متكاملة، في حالة وجود اساس لنظام سياسي و اقتصادي موحد يدار من قبل مؤسسات و كيانات قادرة على اتخاذ القرار، لكن لا ينسى السيد وزير الخارجية حقيقة الامر بأن المحنة السياسية و الادارية وزمام الامور ليست بيده، و خلط الاوراق ليس في مكانه، فقوى الشر مزقت البلد الى اجزاء، و بات المواطن السوري بدون دفاع لان الدولة ضربت في كيانها، تنظوي تحت رآيات لاتتشابه الوانها، لا بفكرها و لابقوتها.
فالحكومة السورية محصورة في رواد بعض الازقة الدمشقية، محاصرة من قبل قوى الشر و البلاء ، قوى مأجوره تتغذى من موائد حكام الخليج.
لم اتذكر تصريحات السيد المعلم قبل بداء القصف الجوي لقوى التحالف لمواقع جلاوزة داعش و النصره داخل الاراضي السورية، حيث كان الغزل كالعادة واضحا بين الطرفين، ولكن يرفض الدعم الكوردوستاني و المشاركة الرمزية لقوات البيشمركة في كوباني ، حيث أن هدفها الوحيد هو الوقوف الى جنب ابطال هذه المدينة، الذين يصمدون ومنذ ما يقارب من شهرين ،يقاتلون بامكاناتهم وبعددهم البسيطة و لكن يحاربون بعقيدتهم وايمانهم، اكراد كوباني بذلوا كل جهدهم بأن لا ينخرطوا في مهبة الحرب السورية، اسسوا لنفسهم نظاما ديمقراطيا، و عملوا على تشكيل انظمتهم الا دارية - السياسية الذاتية، تعلموا ان لا يقعوا في أخطاء تأريخية في
السياسية الاستراتيجية، فأعلنوا موقفهم الرافض للسياسات الشوفينية للنظام، و رفضهم الكلي للحرب كاسلوب من أجل تشكيل نظام بديل ديموقراطي، كذلك رفضهم الكامل لقوى الشر و الكراهية كداعش و النصرة والمنظمات المرتزقة الاخرى.
ابناءكوباني لم يختارون الحرب كوسيلة حضارية من اجل الاستقرار،انما الحرب فرضت عليهم، فلم يبقى سوى النضال و الدفاع عن اراضيهم، موحدين
على السيد وليد المعلم نسيان الحس القومي العربي الذي ليده فمن تآمرعليه هم زمرة عرب الخليج.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat