في اخر تصريح صحفي اجراه وزير الخارجية السوري السيد المعلم و الذي اعلن فيه عن رفض حكومته لمشاركة قوات البيشمركة في عمليات الدفاع و تحرير مدينة كوباني من يد عصابات داعش المجرمة.
من المؤكد أن تصريح كهذا أن يكون في مكانه في حالة ان الدولة السورية قادرة على الدفاع عن اراضيها بالكامل و ان تشكيلاتها الادارية متكاملة، في حالة وجود اساس لنظام سياسي و اقتصادي موحد يدار من قبل مؤسسات و كيانات قادرة على اتخاذ القرار، لكن لا ينسى السيد وزير الخارجية حقيقة الامر بأن المحنة السياسية و الادارية وزمام الامور ليست بيده، و خلط الاوراق ليس في مكانه، فقوى الشر مزقت البلد الى اجزاء، و بات المواطن السوري بدون دفاع لان الدولة ضربت في كيانها، تنظوي تحت رآيات لاتتشابه الوانها، لا بفكرها و لابقوتها.
فالحكومة السورية محصورة في رواد بعض الازقة الدمشقية، محاصرة من قبل قوى الشر و البلاء ، قوى مأجوره تتغذى من موائد حكام الخليج.
لم اتذكر تصريحات السيد المعلم قبل بداء القصف الجوي لقوى التحالف لمواقع جلاوزة داعش و النصره داخل الاراضي السورية، حيث كان الغزل كالعادة واضحا بين الطرفين، ولكن يرفض الدعم الكوردوستاني و المشاركة الرمزية لقوات البيشمركة في كوباني ، حيث أن هدفها الوحيد هو الوقوف الى جنب ابطال هذه المدينة، الذين يصمدون ومنذ ما يقارب من شهرين ،يقاتلون بامكاناتهم وبعددهم البسيطة و لكن يحاربون بعقيدتهم وايمانهم، اكراد كوباني بذلوا كل جهدهم بأن لا ينخرطوا في مهبة الحرب السورية، اسسوا لنفسهم نظاما ديمقراطيا، و عملوا على تشكيل انظمتهم الا دارية - السياسية الذاتية، تعلموا ان لا يقعوا في أخطاء تأريخية في
السياسية الاستراتيجية، فأعلنوا موقفهم الرافض للسياسات الشوفينية للنظام، و رفضهم الكلي للحرب كاسلوب من أجل تشكيل نظام بديل ديموقراطي، كذلك رفضهم الكامل لقوى الشر و الكراهية كداعش و النصرة والمنظمات المرتزقة الاخرى.
ابناءكوباني لم يختارون الحرب كوسيلة حضارية من اجل الاستقرار،انما الحرب فرضت عليهم، فلم يبقى سوى النضال و الدفاع عن اراضيهم، موحدين
على السيد وليد المعلم نسيان الحس القومي العربي الذي ليده فمن تآمرعليه هم زمرة عرب الخليج. |