ذهنـية التحَـرّيـم أم سَخـافة مُصطَـنعة أم ثقــافة فـتَـنة كتــــاب ( ذهنــيّة التحـــرّيـم ) لصَـــادق جـــلاّل العظّـــم وقراءته الجَديدة لرُواية ( آيات شيطانية ) لسَلمان رُشَدي
اسامة العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسامة العتابي

لازال الفكر الشَيوعي اليساري في سوريا وغيرها يُدافع عن أفكاره ومبادئة التي لاقيّمة لها في الفكر الإنسَاني الواعي والمتحضر الذي يعي النقد ويفهم المقابل ، إنما هي أفهام بشرية قابلة للزوال والأضَمحلال والاندثار ولاتبقى صامدة بوجه التحضّر وزمن التنوير وثقافة الأختلاف ، بل تزول بزوال مؤلفيها و قائليها ومؤسَسيها .
رواية آيات شيطانية لكاتبها سَلمان رشدي التي أخذت مأخذها في الوسَط الدينَي الإسَلامي بشكل عام والتي أسَاءت إلى الشريعة الإسلامية بجميع جوانبها وأهمها الجانب القـُرآني وشَخصّية الرسُول الأكرّم (ص) حتى وصل الأمر إلى السَيّد الخميني {رحمه الله} في الأفتاء بجواز قتل سَلمان رشدي وإهدار دمَهُ ، جـاء اليّوم أحد روّاد الهرطقة اليسارية في سوريا الكاتب صادق جلال العظم مدافعاً عن رواية { آيات شيطانية} في كتابة ( ذهنية التحريم) وقد تناول فيه الموقف العربي من قضية سلمان رشدي وروايته إلاّ أن العظم وقع في فخ الأحكام القاطعة كأداة في المُمارسة النقدية والفكرية بل إن مناقشته للرواية المَذكورة لمْ تكُن إلا متكـأ لطَرح مشروعه الفكري الخاص ، فدفاع العظم عن رشدي ودفع الشُبهات والتهُم عنه هو إسَتمرار لشجاعته العقلية وجذرية نزعته التنويرية غير أنه في الوقت نفسه يعبر عن عدَم إدراك العظم للأولويات الإسَتراتيجية التي يطرحها الواقع على الفكر ، ومن هذا المنظور فإن رواية رشدي لا تسَتحق هذا الاهتمام المبالغ فيه، والذي أودى بالعقلية الحوارية المشهور بها العظم ورغم ذلك توجد هناك بعض الوقفات النقدية لهذا الكتاب .
جلال العَظم في كتابه هذا لا يحَسن القراءة العلمَية ولا يتنّبه إلى سَياق الأحداث أو لا يُحاول أن يضعها فى الحسَبان، ثم يحسَب نفسه هو فوق ذلك ويعاظل ويقلّب الحقائق التى تخَـزق العيون محاولا أنّ يُوهمَنا أنّ السّم الوحي عسـلٌ شهيّ...ولعظم يدافع عن رواية رشدى زاعما أن رشُدى لم يقصد بها شرا، وأخذ يقلّب الحقائق واحدة وراء الأخرى ويلصق العيوب بمن أمتشق قلمه للرد على كفريات رشَدى حتى لقد توقعت أثناء المطالعة أن يطالبنا جلال العظم بأن نصلي ونسلّم على رشدى بوصفه النبى الأول من انبياء اولي العزم ..
وزعم العظم بأنّ روايه رشَدي لا تُسَىء إلى الإسلام في شىء، فيقول إنّها حلقة فى سَلسلة أعمال الأدب التى تتخذ من السَّخَر بالمُقدّس والتهكّم عليه موضوعـًا لها. إذن ففيم دفاعه عنها على مَدى عشرات الصفحات السابقة واتهامه لمنتقديها بأنهم لا يفهمون شيئــًا، بل بأنهم لمْ يقرأوا الرواية كما قرأها هو؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat