لا ادري لعلي احشر نفسي في هذا الموضوع ولكن الحقيقة يجب ان تقال فإنه لا فرق لما يحدث لأهلنا المسيحيين والايزيدية والشيعة شبك كانوا او تركمان وحتى بعض العوائل السنّية المعتدلة ، ولكن ما يحدث للشيعة لا يُصدق .
فمثلا عندما هجمت علينا داعش في كنائسنا وبيوتنا ، وكذلك عندما هجمت على الايزيدية في معابدهم وقراهم فإن داعش والبعثيين اعطونا فرصة لنفكر وخيرونا بين الاسلام والرحيل او السبي والقتل ثم الجزية ، ولكن الشيعة لا يُطرح عليهم مثل هذا الخيار وكان البعثيين وداعش كتبوا على سكاكينهم للشيعة فقط .
ما يحدث (لآمرلي) قرية الصمود والتصدي والتي اخذت بثأر كل عراقي مظلوم وجسدت اروع البطولات التي سوف يذكرها التاريخ لهم ، فبينما نرى الموصل ذات الثلاث ملايين نسمة والمائة وعشرين الف عسكري مدججين باحدث الاسلحة تستسلم في نصف ساعة . تصمد آمرلي ذات العشرين الف نسمة وتنتصر. وكذلك بينما نرى تكريت ذات المليون نسمة تسقط قبل الهجوم عليها مع ما بها من قواعد واسلحة وجيوش، نرى قرى (شبكية وتركمانية) لا تزال صامدة في سهول نينوى .
لقد كُسرت هيبة داعش واعلامها وركعت على اعتاب (آمرلي) ومرغت آمرلي احلام البعثيين قبل انوفهم بالتراب. ولكن ماذا حدث لأمرلي من قبل اتباعها في الدين والمذهب والحكومة وهم يمتلكون السلطة والسلاح والمال والعديد والاعلام.
الذي حدثت ان آمرلي اصبحت لبعض المسؤولين مصدر مهم من مصادر الدعاية والحصول على مكاسب انتخابية وسمعوية ولتطهير السيرة التي تلوثت بسبب بعض ممارساتهم الخاطئة بحق هذا الشعب المغلوب على امره .
مثلا لنأخذ هادي العامري الذي هب منذ شهرين لنجدة آمرلي، وتحريرها اعلاميا ، فإننا نرى صوره وهو يقود جحافل الحشد الشعبي وقوات بدر ، صوره الاستعراضية تتقدم اسرع منه ميدانيا، لا ادري لماذا يتحرك ميدانيا بالقراريط ، واعلاميا يقفز قفزات وكانه سوف يحرر الصين في اليوم التالي.
انا لا اريد نقد السيد العامري ابدا بل اتساءل فقط ، ولعل تحركه الاستعراضي الاعلامي افضل ممن جلس وسكت، حرصا على ان لا يخسر طرف في معادلة الكراسي.
سوف تكون دماء شهداء قاعدة سبايكر ، وصمود اهالي آمرلي لطخة عار في جبين حكومة هزيلة مزقتها المحاصصات والتجاذبات على الكراسي والمناصب وصراعات الامتيازات الفلكية .
نحن المسيحييون ، والأيزيدية ، والشبك والتركمان كلنا متعلقون بالمرجعية المقدسة في النجف فلا الفاتيكان ولا سياسات امريكا الفاسدة ولا غدر الاكراد ، ولا الحكومة الهزيلة ينفعونا وقت الضيق ، واثبتت المرجعية المقدسة في النجف انها الحامي الوحيد لكل المظلومين .
ففي الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الكاردينال عمانوئيل دلي الثالث إلى النجف والتقاءه بأخيه المقدس السيستاني لم يطلب دلي حماية الفاتيكان بقدر ما حرص ان يكون المقدس السيستاني هو الحامي والراعي لكل المسيحيين في العراق . وكذلك الطلب الشخصي الذي قدمه رئيس ديوان الوقف المسيحي رعد عمانؤيل الشماع إلى المقدس السيستاني يعكس مدى اعتماد مسيحييوا العراق على المقام المبجل للمرجعية الشيعية من دون سائر المسؤولين في الدولة العراقية من سياسيين او دينيين من مذاهب أخرى لا يؤتمن الركون إلى جانبها.
تعسا للفاسدين من كل قوم وعرق وقومية ، مكانكم على الكراسي العفنة وليس في قلوبنا انتم ترتدون ملابس الحملان وقلوبكم ذئاب خاطفة تبا لكم أيها المراؤون من ثماركم نعرفكم . طرقكم شريرة واعمالكم فاسدة . اصبح عندي هاجس مخيف وهو ان الشيعة العرب ليسوا شيعة ابدا لا نخوة عندهم ولا حميّة يقتلون الحسين وينوحون عليه ، بل ان الإيرانيين والاكراد والتركمان والشبك واللبنانيين والحوثيين والبحرييين لكونهم ابتعدوا عن ارض العراق لا ادري لعل هؤلاء الشيعة فلا الجباه السود ولا المسبحات الطويلة قالت ذلك بل الميدان ، حيث يُكرم المرء او يُهان .
سأبقى انوح على آمرلي وسبايكر قبل نوحي على اهلي

التعليقات
يوجد 21 تعليق على هذا المقال.
هذا المقال كُتب في زمن أصبح فيه الشيعة في اضعف موقف بسبب تكالب الأعداء عليهم وكذلك بسبب السياسيين الفاسدين الذين لا تهمهم إلا بطونهم فلا ناصر ولا معين ، ولم تبدر في وقتها أي بادرة لرص الصفوف واظهار العنفوان الشيعي على حقيقته التي نراها اليوم ، والمرجعية في وقتها كانت تراعي الوحدة الوطنية فلم تكن هناك فتوى إلا في مورد الدفاع عن النفس . وظهر في حينها متمرجعون يحثون الشيعة على الخنوع والاستسلام لعدوهم تحت حجة أن العدو اكثر تنظيما وانه امر واقع . وعندما وقعت واقعة سبايكر وكانت آمرلي تُصارع الموت ولا من مجيب فكان لابد من شخذ الهمم واثارة الحمية لأننا في المسيحية أيضا على قلتنا في العراق رأينا أن الناصر الحقيقي لنا هم الشيعة وهذا الكلام اقوله بلا مجاملة ابدا بل واقع لمسناه وعايشناه ، وعلى الرغم من الخطر المحدق ذهبت انا شخصيا إلى العراق والتقيت بكبار الاباء المقدسين قبل سقوط الموصل وحذرتهم من مغبة السكوت والتسربل بلباس يسوع المسالم الخانع الضعيف كما يصوره الكتاب المقدس وقلت لهم أن يسوع قال : (ما جئت لألقي سلاما على الأرض بل سيفا وانقساما ونارا ) فيسوع محارب وليس مسالم كما تظنون ، وكذلك تكلمت في الكنائس وحثثت الناس على الدفاع عن انفسهم امام خطر ماحق قادم عما قريب وطلبت نقل التراث التاريخي للمسيحية الاشورية السريانية والكلدان من الموصل ، والذي أعرفه تماما من مخطوطات وإيقونات وآثار مخبأة في الاقبية السرية للكنائس ، ونفائس المدونات والالواح الطينية والمصوغات الذهبية الاشورية وكل هذه النفائس تعود لثلاث آلاف سنة وبقيت ثلاث اشهر انقطعت فيها كليا عن الكتابة إلى ان حصل نوع من الاستجابة ولكن بعد فوات الأوان لا بل ـــ وفاة الاوان ـــ حيث وقعت واقعة داعش واصبحت الموصل قاعدتهم المتقدمة في العراق وتم محاصرتي والكثير من الاباء المقدسين واصبحنا على شفا حد السكين فاتصلت بشخصية دينية في النجف يعرفني ويقرأ لي ويتفاعل معي وكذلك شخصية برلمانية طيبة وطلبت منهم العون والمساعدة .وفعلا هبّوا للنجدة وخلال إثنا عشر ساعة نقلونا إلى اربيل مع مجموعة من الاباء الطيبين المحبين . وبعض نوادر المخطوطات ايضا.
على كل حال اخي الطيب هذا المقال كُتب في مرحلة تتطلب ان يكون فيها الاسلوب هكذا ، ولكن لربما في مرحلة أخرى يكون هذا المقال غير لائق في محتواه ، ولكن يجب النظر إلى تاريخه لكي يعرف المرء اسباب كتابته .
لكم المجد والمسرة والسلام.
اختكم إيزابيل .