اللهم فيس بوك على كل غاشم ظلوم!!!
حسين باجي الغزي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين باجي الغزي

كان كونفيشيوس الفيلسوف والحكيم الصيني سائرا مع تلاميذه في احد الغابات ، وبعد أن توغلوا فيها رأى امرأة تجلس ومعها طفلها والذي لا يتجاوز العاشرة من العمر أمام كوخ من أغصان الشجر ، فسألها أتسكنين هنا منذ مدة طويلة يا سيدتي ؟ فقالت نعم، ولم أبرحها بعد أن أكل الأسد زوجي. سألها ومتى كان ذلك ؟
أجابت بهدوء وبأسى ظاهر: بعد أن مزق الأسد ابني الأكبر.
حينها سالها الحكيم: ومــــا الــذي يبقيك هنا في هذه البقعة الخطرة التي تستعدي فيها السباع على أحبائك. أجابت بهدوء وثقة : يبقيني هنا أنه ليس فيها حاكم ظالم.
. فهنا ألتفت الفيلسوف إلى تلاميذه ولوح بسبابته وقال: " حقا يا أبنائي، فالحاكم الظالم أشد وحشية وقسوة من الأسد الكاسر "
الظلم والهوان أمرا بات من المسلم بة إن ترفضة الطبيعة البشرية وان تجنح ألنزعه الادميه إلى العدالة وإحقاق الحق . . وتبحث عن شتى وسائل وطرق التعبير عن الرفض والاحتجاج والتي تتباين مع جلل الحدث ومفهوية المظلوم وجبروت الظالم.
فالحياة لا تستقر ، ولا تهنأ تحت وطأة الظالم ، و تحت مظلة العدل تكون الحياة الحقيقية الجديرة بالإنسان.
وما الانتفاضات التي اندلعت في دول الشرق الأوسط إلا دلالة واضحة على هذا المفهوم وتعبير صادق عن رفض شعوبها للهيمنة والتسلط ومؤشرا كبيرا على نهاية الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة والتي لم يعد بإمكان أي ديكتاتور فيها أن ينام قرير العين لليلة واحده في فراشه الوثير والمحصن بالآلة العسكرية الغاشمة وان يعاشر محظياتة بأجواء مخملية على وقع موسيقى هادئة مالم تشق سكون لياليه أزيز الرصاص وتبدد اجوائة مشاعل الثوار . وان لاتراود احلامة التي استحالت إلى كوابيس ومشاهد مرعبه ( كلمة ارحل.الشعب يريد إسقاط النظام ) .وعلى هؤلاء الطغاة إن يجيبوا من الآن فصاعداً أن يجيبوا على ما يراه العالم على الشاشات، من مشاهد الفقر والقمع والتفرقة والفساد في أوطانهم وعن عشرات السنين الضوئية من التخلف عن سائر إرجاء المعمورة ورقي الشعوب الأخرى .. لقد بات كل شيء اليوم شفافاً إلى حدّ أنه لم يعد أمام الطغاة، أي مكان يختبئون اواي حصن يؤويهم، ويبعدهم عن يد العدالة وقصاص الشعب وان تقنيات العولمة ألحديثه كانت شرارة هذه الثورات وأهمها الصحافة الالكترونية والمتمثلة بجيفارا شبكات التواصل ( الفيس بوك )
والذي استثمر كاختراع عربي ثوري ، تمثل في أن نفراً من الشباب الغاضب والذي استفاق من سباته من ديكتاتورياته السلطوية التي بدت سرمدية، استطاع تحويل هذا الإنجاز التقني، من مجاله الافتراضي إلى ميدانه الواقعي، فكانت ثورة تونس الخضراء، وثورة 25 يناير المصرية، ذروة هذا الفعل وسنامه، ثم انتفاضة اليمن وسوريا والبحرين والأردن وغيرها وأثبتت بجلاء لم يعد ثمة من مجال للشك فيه، أن فيس بوك، وطرازها، من شبكات التواصل، يمكن أن تكون فاتحة التغيير، الذي تترصده المنطقة، وتأمله، منذ عقود، وإسدال الستار على عناوين وأفيشات مستهلكة كالقائد الضرورة ورمز ألامه وحزب الشعب وأمل الجماهيروامير القلوب والى غير ذلك من الكاركترات المضحكة الهزيلة والتي لم تكسي عريانا ولم تشبع جائعا .
وان كان قطار التغيير قد وضعت عجلاته على السكة الصحيحة وان أحجار دومينو العتاة والطغاة تساقطت واحدة تلو الأخرى.
فان بعضنا يتناسى، متعمداً دون شك، إن كان ثمة من مسار لعملية نهاية الأنظمة الديكتاتورية، فإنما لتفتح الباب مشرعاً أمام أسئلة التاريخ حول شرعية، أو مشروعية، بقاء «الاحتلال الأمريكي في بلادنا ». تماماً كما يتناسى، متعمداً أيضاً، أنه إن كان ثمة من حليف للاحتلال، في المنطقة، فما هو إلا الأنظمة الدكتاتورية ذاتها والتي استساغت نعمة النسيان وهجران دروس الأمس وان لاترى من ألكاس سوى النصف الذي تريد.
فهم الطغاة وهم حاملي مشاعل الغزو، وقارعي طبول المحتل وحلفاءه. أسرّوا أم أعلنوا،. وهم جميعاً مؤسسو جذور الفقر، والقمع، والفساد، والطائفية والحزبية والشعوبية ورعاتها.. فعلى فتاته يعتاشون، وعلى رضعات حليبه الآسن يترعرعون. يبقون ما بقي، ويبقى ما بقوا. وإن كان أوان الطغاة، قد أزف على أيدي شباب شبكة (فيس بوك)، وأخواتها.. فلا شك أن موعداً حتميا ينتظر رحيل المحتل الأمريكي في العراق. فمنطقة خالية من الديكتاتوريات، لن تطيق بقاء بسطال أمريكي غاشم على ثرى ارض العروبة والإسلام. وعلى السادة الصم البكم الذين استساغوا طعمه الاحتلال المحرمة ، إن يترفعوا من منزلتهم كمطايا للأجنبي وان يرفعوا الوقر الذي في أذانهم وان يستمعوا لهدير العاصفة وبركان التغيير ودعاء الجماهير الممتهنة في هزيع الليل (اللهم فيس بوك عى كل غاشم ظلوم ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat