صفحة الكاتب : غفار عفراوي

ولادة المسيح ..ووفاة الإسلام !!
غفار عفراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توقفت أصابعي لساعات ما قبل وداع عام 2013 ، ولم تستطع كتابة أي كلمة ترحيب بالعام 2014 وذلك لسبب مهم شغل عقلي و( شوّش ) أفكاري وأثار كثير من التساؤلات في بالي، عن السر في توافق يوم ميلاد النبي عيسى أبن مريم ( السيد المسيح ) مع يوم وفاة رسول الإسلام النبي (محمد بن عبد الله) ! وعلى حد (عمري ) لم أشاهد هذا التوافق أبداً طيلة سنواتي الماضية ، فكانت الأفكار تتضارب في عقلي ولم احصل على جواب لسؤالي من أصدقائي المقربين الذين شاركوني حيرتي ودهشتي لهذه المصادفة الغريبة.

ولأني غارق في السياسة والتفكير في أحوال العالم والعراق 24 ساعة في اليوم ، فلم تغب بطبيعة الحال فكرة ربط هذه الموافقة بما حدث ويحدث في العالم والعرب والعراق بشكل خاص في العام المنصرم توّاً 2013 .

 فقد مرت الدول العربية بحوادث كثيرة وكبيرة غيّرت معالمها السياسية والاجتماعية على السواء، وعاشت الشعوب مرحلة من التغيير الجذري في سلوكياتها وعاداتها وقيمها لسبب أو لآخر. وكان الخاسر الأكبر في كل تلك المتغيرات التي أصابت الدول العربية والإسلامية هو الإسلام تطبيقاً وصورةً من خلال التشويه المتعمّد وغير المتعمّد لسلوكيات المسلمين عامة والأحزاب الإسلامية بشكل خاص. فشاهدنا ورأينا كيف سقط حزب الإخوان المسلمين في مصر بعد أن وصلوا إلى السلطة بتغيير سلمي وإسقاط للحكومة السابقة التي كانوا يطالبونها بالسير على النهج الإسلامي الصحيح والابتعاد عن الانحراف والظلم! فهل فعلوا ذلك حين تسلطوا وصارت بيدهم مقاليد الأمور جميعاً؟ أكيد الجواب بالنفي لأنهم ساروا بنفس سيرة من قبلهم بل أشنع وأفضع؛ إذ قتلوا وشرّدوا وسرقوا في غضون أقل من سنة من حكمهم، الأمر الذي أدى إلى قيام الشعب المصري ضدهم وإسقاط حكمهم بسرعة البرق!

أما عندنا في العراق ، فقد كانت الأحزاب المعارضة لحكم البعث اغلبها إسلامية ، تنادي بحكم العدل والمساواة وروح الإسلام المحمدي الأصيل طيلة سنوات المعارضة لنظام صدام . وبعد سقوطه في عام 2003 استلمت تلك الأحزاب الإسلامية الحكم ومازالت تحكم البلاد والعباد ، فهل تحقق ما كانت تهدف إليه وتنادي بتحقيقه وتطالب به آناء الليل وأطراف النهار؟ 

أتصور ان الجواب أيضا معروف ولا يحتاج إلى تفكير ولا سؤال . فالعراق مازال شعبه يئن من الظلم والاضطهاد والقتل والتهجير، ومازال أغلب فئاته تحت خط الفقر حتى صار في مصاف الدول المتقدمة في نسب الفقر ونسب المأساة والخطورة في العيش. 

وبالمقابل ، نرى ان جميع بلدان الغرب ( المسيحي ) على الأقل ، أصبح انموذجاً للقيم والمثل والأخلاق ، وملاذاً للعيش الرغيد الهانئ المرفه لكل من في المعمورة ، حتى صار المسلم يحلم في العيش ببلاد المسيح لأنه سيكون في مأمن من ظلم المسلمين ، المسلمين الذين لم يظهر من إسلامهم سوى الحبر على الهوية التي يحملون ! 

بسبب تنظيم القاعدة ( الإسلامي ) ، وجيش النصرة (الإسلامي)، وتنظيم داعش ( الإسلامي ) وغيرها من التنظيمات التي احترفت قطع الرؤوس واللعب بها كرة قدم ، وبسبب الأحزاب الإسلامية التي احترفت النهب والسرقة والظلم، صارت سمعة المسلم مساوقة لسمعة القاتل والسفاح وقاطع الرؤوس والفاسد إدارياً ومالياً ومرتكب المعاصي أينما كانت، وبقيت سمعة المسيحي مساوقة وموافقة للصدق والأمانة والأخلاق والنزاهة!!

أتصور ان وفاة نبي الإسلام التي صادفت في سنة 2014م في نفس يوم ولادة السيد المسيح .. ليست مصادفة أبداً!

=  =  =  =================== = = = 

كاتب عراقي

1-1-2014


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غفار عفراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/03



كتابة تعليق لموضوع : ولادة المسيح ..ووفاة الإسلام !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net