صفحة الكاتب : مهدي المولى

القوى الظلامية التكفيرية والعراق
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في كل مراحل التاريخ الطويل كان العراق مصدر ومنبع لقوى الحرية والنور والافكار النيرة والتجدد  لهذا فكل قوى الظلام والاستبداد والافكار المتخلفة المظلمة كانت على شكل موجات تهجم عليه من الخارج بمساعدة بعض المأجورين

فكلما انتج فكرة جديدة انشأ حركة متطورة دعا الى  العلم والعمل والتمسك بالعقل كلما تعرض الى هجمة ظلامية متوحشة  سادت وسيطرت فترة من الزمن وعبثت وافسدت 

 ويعود العراق مرة اخرى وهكذا تعرض العراق الى هجمات ظلامية عديدة كلما نهض العراق واشعل مشعل العلم والعمل كلما هجمت عليه مجموعة ظلامية وحشية  منعته من النهوض واخمدت شعلته

لا شك ان التغيير  الواسع  والتحويل الكبير الذي طرأ على الشعب العراقي بعد 9 -4-2003 حول العراقيين من حالة الى حالة جديدة من واقع قديم الى واقع جديد فجعل العراقيين في حالة من اليقظة والحذر لا مثيل لها في كل تاريخهم وكأنهم  اعتقدوا ان هذه الفرصة الوحيدة التي لا تأتي مثلها فرصة اخرى لهذا اندفعوا الى التمسك بها واستغلالها كل الاستغلال وبسرعة فائقة جدا وبقوة رسخوا وثبتوا واقعهم ودعموا خطواتهم واقاموا الاسس والقواعد الراسخة   مثل انهم  اقاموا دستورا من ارقى الدساتير في المنطقة  وذهبوا الى صناديق الانتخابات واختاروا من يمثلهم واسسوا المؤسسات الدستورية لاول مرة يشعر العراقي انه حر وانه انسان وله عقل وله رأي وله كرامة

لاول مرة العراقي  يشعر انه انسان وله الحق في المساهمة في بناء وطنه لا هذا افضل من هذا ولا هذا سيد وهذا عبد ولا هذا اسود وهذا ابيض ولا هذا رجل ولا هذه امرأة الجميع يحكمها القانون والجميع يخضع للقانون والحاكم والمسؤول مجرد اجير لدى الشعب هو الذي يعينه وهو الذي يعزله اذا عجز عن مهمته ويحاسبه اذا قصر 

هكذا شعر كل عراقي بانه عليه واجب المساهمة والمشاركة في اختيار المسؤولين ومراقبتهم ومحاسبتهم وكذلك المساهمة في بناء الوطن وتطوره وتقدمه وسعادة الشعب وتحقيق رغباته والقضاء على معاناته

لا شك ان هذه حالة غير معروفة وغير مألوفة ليس في العراق وانما في المنطقة بكاملها وكأنها حالة غريبة وشاذة  كما انها تجربة جديدة تحتاج الى ممارسة الى وقت الى صبر وتضحية

وبما ان نظرتنا قاصرة  وتجربتنا معدومة في هذا المجال لا شك خلقت الكثير من السلبيات والمفاسد خاصة بعد ان تصدرت المشهد عناصر غير كفوئة وغير مخلصة بل عناصر فاسدة ومفسدة وجدت في هذا التحول فرصتها لتحقيق مصالحها الخاصة ورغباتها السيئة وشهواتها الحقيرة بل هناك من اعلنت ولائها لاعداء العراق والعراقيين وجندت نفسها لتحقيق اهداف ورغبات اولئك الاعداء وهذا ما ادى الى تعثر التجربة العراقية والعملية السياسية السلمية الرائدة من خلال خلق العثرات والعراقيل امام مسيرتها لكن رغم ذلك لا يعني ابدا ان التجربة العراقية فشلت  بل انها تقدمت خطوات كبيرة الى الامام وانتصارها امر حتمي رغم محاولات الاعداء المستمرة وبطرق واساليب متنوعة ومختلفة لان التجربة العراقية استندت على اسس قوية وسليمة استندت الى القاعدة الصلبة والاساسية وهو الدستور لهذا نرى الاعداء كل هدفهم منصب على الغاء الدستور فالغاء الدستور يسهل عليهم القضاء على الشعب وانهاء كل طموحاته في الحياة الحرة الكريمة في بناء عراق ديمقراطي تعددي في عراق مستقل

لو كان العراقيون اقاموا لهم دستور بعد ثورة 14 تموز لما استطاع اعداء العراق القوى الظلامية التكفيرية ان تنتصر في يوم 8 شباط وتسحق الثورة وتذبح الشعب العراقي وتدمر العراق وتفرض الظلام والعبودية على العراق والعراقيين ولما استطاعت ان تنهي احلام العراقيين في بداية القرن العشرين

لا شك ان العراقيين يواجهون مرحلة صعبة جدا اما ان يكونون او لا يكونون اما ان يعيشوا احرار او عبيد وليس لهم اي اختيار ثالث 

هذا هو الحال المفروض من قبل القوى الظلامية التكفيرية المعادية للحياة والانسان فهذه القوى ومن ورائها وخاصة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة ترى في نجاح التجربة العراقية وانتصارها فشل  وهزيمة لها لهذا ليس امامها اي حل اخر الا افشال التجربة العراقية وعودة العراق والعراقيين الى العبودية والظلام وبأي طريقة من الطرق وبأي وسيلة من الوسائل 

لهذا نرى اصطفاف واسع وكبير مختلف الالوان والاشكال حتى تصاب بالدهشة كيف يتعانق علم مسعود البرزاني مع علم صدام وعلم اردوغان مع علم موزة وحصة وكيف  العنصري الفاشي طارق الهاشمي يلتقي بمسعود البرزاني وكيف اردوغان الذي لا يعترف بالكرد لا شعب ولا قومية وانما يطلق عليهم اعراب الجبل يصبح حاميا لمسعود البرزاني

كيف لجريدة تدعي العلمانية مثل المدى تصبح بوقا للقوى الظلامية التكفيرية وعزيز الحاج ومن حوله ابواق للدين الوهابي 

فهذا نباح كلاب الفقاعة النتنة في ساحات العار والعمالة والخيانة يتوسلون بأسرائيل وامريكا ودول الغرب من اجل  قصف العراق واسقاط الحكومة العراقية وتحرير العراق من بقايا الاكاسرة وتتوسل بالمجرم اردوغان ان يقتدي بجده المجرم محمد الفاتح الذي ذبح الشيعة ان يبدأ بذبح الشيعة الان ثم توجه الى مسعود البرزاني وطلب منه ان يقتدي بالمجرم خراب الدين الايوبي الذي  احتل مصر وذبح اهل مصر وفرض عليهم الدين السفياني والتخلي عن دين محمد وفرض الدين الوهابي على الشعب العراقي

ايها العراقيون التزموا بالدستور بالقانون بالعملية السياسية السلمية بالديمقراطية والتعددية واي سلبية واي مفسدة اصلحوها عالجوها بالدستور بالقانون بالديمقراطية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/25



كتابة تعليق لموضوع : القوى الظلامية التكفيرية والعراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net