قراءة لمقال عكاظ عن السيد الحكيم
صادق راهي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق راهي

ان مانشرته صحيفة عكاظ السعودية من مقال يسيء لشخص سماحة السيد عمار الحكيم (اعزه الله) قد يكون دليل واضح على عدم تمكن صاحب المقال من قراءة الساحة السياسية الاقليمية قراءة صحيحة كونه وجه بنات افكاره بأتجاه خاطئ وكان غير موفق وهذه نتيجة طبيعية اذا اردنا التأمل في قرائتها من جوانب متعدده فعدم متابعة الكاتب للاحداث السياسية في المنطقة وعجزه عن ربط بعضها بالبعض الاخر ولم يكن من المتابعين لخطب واراء سماحته كل هذه العوامل جعلته ينحو منحًى غير سليم.
هذا من جانب ومن جانب اخر نرى ان صاحب المقال يعبر عن سياسة يراد بها تنفيذ اجندات تهدف للتعرض لشخص سماحة السيد الحكيم وهذا دليل واضح جداً على ان السياسة المتزنة والمتوازنة للسيد الحكيم لم تقتصر على العراق فقط بل تعدت الى المستوى الاقليمي وهذا نجاح تشهد به صحيفة عكاظ وكتابها وهي شهادة من حيث لا يشعرون ظناً منهم انهم ينتقصون من سماحته وساحته السياسية التي اصبحت مدرسة ينهل منها طلاب السياسة, وانى لهم ذلك .
واود ان اقول لصاحب المقال ان بعض الساسة في العراق ممن يمتلكون رؤية قاصرة كرؤيتكم هذه وهي نتاج ماتعانيه عقولكم من فراغ سياسي وثقافي وفكري تجعلكم تكتبون وتتقولون بصورة عشوائية هولاء الساسة يتهمون السيد الحكيم بانه مدعوم من السعودية وسماحته اسما من ذلك وان قولهم هذا لحياديته ومواقفة المتزنة التي تهدف الى بناء الوطن وخدمة المواطن , وانت اليوم تقول ان السيد عمار الحكيم يقف خلف الاظطرابات في السعودية ,ولو وضعنا اقوال الفريقين في كفة الميزان لوجدنا يفند بعضهم البعض الاخر وهذا دليل على رجحان كفة الميزان التي تمثل وطنية سماحته وحبه لبلده ولخابت كفتكم التي تحاول الانتقاص منه كرمز ديني ووطني وسياسي ناجح .
وتارة نعتقد ان الكاتب حسب المواقف حساباً سياسياً ولو سلمنا جدلاً بذلك لحساباته الخاطئة لوجدنا سماحته اكثر مقبولية في هذا الجانب وعلى كافة الاصعدة الدولية والاقليمية والمحلية ونرى مبادراته اليةم واراءه محط اعجاب الجميع وخير دليل على ذلك دعوة ملك بلاد صاحب المقال لسماحته بزيارة الملكة السعودية قبل مايقارب العامين لقناعة حكومة السعودية بأنه يمثل الحالة الوسطية باعتباره صاحب المواقف المدروسة والتي لم تكن مبنية في يوم من الايام على اساس ردود الافعال الانفعالية التي لاتصب باتجاه مصلحة الامة .
واما اذا كان الكاتب قد حسب الموضوع على اسس طائفية وهذا حساب قائم على متبنيات اوهن من بين العنكبوت وكان الاجدر به ان يسأل اخواننا اهل السنة في العراق وماهي طبيعة علاقتهم بسماحة السيد الحكيم ؟ حتى قال احدهم في حديث له ((لولا ان سماحة السيد عمار الحكيم يضع العمامة السوداء على رأسه لما عرفناه سنياً كام ام شيعياً ) وعليه ايضاً ان يوجه سؤاله الى حكومة البحرين ومملكتها ليعرف كيف كانت مواقف سماحته في احداث البحرين وما الدور الذي قام به لاجل حلحلة الاوضاع فيها ولولا جهوده لكانت البوصلة اليوم تؤشر بغير اتجاه في البحرين , ناهيك عن مواقفة تجاه تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها من بلاد الربيع العربي .
و لكنني ارجح ماذهب اليه صاحب المقال هو الدور الذي تقوم به المدرسة الحكيمية بقيادة زعيمها السيد الحكيم ليس في توحيد المكونات العراقية فقط بل ليتعداه الى كافة البلاد الاسلامية وهذا ما نشاهده في عمل البعثات الممثلة لسماحته في الحج من دور بارز وفعال يهدف الى خلق روح الالفة والتكاتف بين المسلمين دون تفرقة وقل ما يحمل هذا الشعور مثل سماحته واتباعه فنراه اليوم زعيماً دينياً وسياسياً يعمل على رص صفوف المسلمين في بلدانهم وينقلوا رسائل المحبة هذه الى شعوبهم هكذا ينظر سماحته الى الامور والتعمل معها بمستوى عالٍ من العقلائية ولم نسمعه يوما يطمح في الحصول على أي منصب سياسي كونه اكبر من هذه التفاهات التي يتقاتل عليها السياسيين في بقاع المعمورة وتهدر لاجلها دماء الشعوب .
ان ما وصل اليه سماحة السيد الحكيم من مقبوليةو مرموقة على كافة الاصعدة الدولية والاقليمية ـ فهاهم الامريكان ينظرون الى مؤسساته بأنها باتت مؤسسات اقليمية وليست محلية ـ في وقتٍ لم يكن قائدها يتولى أي منصب كرئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء او غيرها من العناوين ولا حتى مؤسسات المجتمع المدني او المنظمات الدولية ., الا ان مايحمله من فطكر ولم يبخل به حتى على غرماءه السياسيين وانفتح به لكل من يريد ان ينهل منه .
ان ما تعرض له من اساة لشخصه الكريم امرُ طبيعي جداً حيث لا يرمى الحجر الا على المثمر من الشجر كشجرة ال الحكيم التي اغدقت بثمارها على الجميع , وختاماً انصح هذا الكاتب بالاعتذار رسمياً للمسلمين عامة وللشعب العراقي خاصة لاسائته لسماحة السيد الحكيم كون سماحته لم يعد يمثل نفسه فهو ممثل لكل السياسات المتزنة التي تنبثق عن الاسلام المحمدي الاصيل , وسيترفع سماحته من الرد عن هذا المقال كونه ابن المدرسة القرانية التي شعارها قوله تعالى ((واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً سلاما ))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat