أهل الحكمة واقعة الطف بجملة واحدة( إن الحسين عليه السلام أصيب من يوم السقيفة).
كان معاوية يراعي ظواهر الإسلام لتحقيق سياسته، أما يزيد يسخر من الدين، وعرض الإسلام إلى الخطر؛ جعل الحسين عليه السلام أمام مسؤولية الإمامة ،وتحمل مسؤولية الأمة، وهذا انتصار معنوي،
ذكر الطبري في تاريخه أنهم جهروا بالكفر ، و الأشعار التي تغنى بها يزيد هي الشاهد
(لعبت هاشم بالملك فلا. خبر جاء ولا وحي النزل).
روى الواقدي عن عبد الله بن حنظلة الذي كان يسمى (غسيل الملائكة) ، أرسله قومه للتأكد مما يقال عن انحراف يزيد عن الدين ، (خفنا أن نرمى بحجارة من السماء، حاكم شرع نكح الأمهات والبنات والاخوات وجعل الكفر علنا لا دين ولا صلاة)، مجموعة كبيرة من علماء الجمهور أصدرو ا فتوى بكفر يزيد ولعنه ، ومع هذا يحمل جنوده اسم (جند الله).وحملوا راية الدين ، وهم يقترفون أبشع الجرائم في كربلاء من سبي نساء وأطفال يتامى، وإحراق الخيام، ووضعوا الأغلال في أرجلهم ،ومع هذا اسمهم( جند الله) . أثار السيد علي الحسيني في كتابه (النهضة الحسينية) سؤالا مهمًا ، لماذا أصيب كثير من المسلمين بالانحراف وقاموا بجرائم كبيرة بحق أهل بيت نبيهم صلى الله عليه واله وسلم .
حتى الجاهلية أسلافهم لم يكونوا على هذا المستوى من الدناءة ، منعوا الماء عن الأطفال والنساء فعلوا أشياء تنكرها الجاهلية باسم الإسلام ،وتحت لواء القرآن
وجاء في كتاب بصائر الدرجات) تأليف محمد بن الحسن الصفار المتوفي عام 290 هـ .
إن أسباب قتل الحسين أولًا بحضور غريزة الحسد ومشاعر الحقد والكراهية والثأر واستغلال الحكومة الأموية لكل أدوات الإنحراف في سبيل دعم سلطتها ابتداءً من نتائج السقيفة إلى مسألة الأحزاب وتفرق الصحابة ووضع الأحاديث ،وسعوا بكل الوسائل لحرف المسلمين عن نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتفاقم انحرافهم في ظل الحكومة الأموية، وعوامل أخرى إضافة إلى الحسد والأحقاد والعقائد الخرافية والحسابات الشخصية لبعض رموز الشر، لهذا كرست الحكومة الإنحراف وجعلتهم طلاب دنيا يرتكبون أي جريمة من أجل المال ،كانوا يريدون الدين من أجل الدنيا ولذلك خاطبهم الإمام علي عليه السلام قبل عشرين عامًا عن الواقعة (إني أريدكم لله وتريدوني لأنفسكم) قضايا كثيرة حدثت في الواقعة تظهر ازدواجية بني أمية وقادتها يقول شبث بن ربعي (ألا تعجبون إنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه آل أبي سفيان خمس سنين ثم عدونا على ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل أمية وابن سمية ضلال يا لك من ضلال)
طلب يزيد من عماله بأخذ البيعة قسرًا من الحسين وقتله واقدام الرؤوس إليه ليشمت ويكفر ويعلن هويته ثم يقول (أما والله لو إني صاحبه لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي) وهذا الكلام موجود في تاريخ الطبري ج5
أغلب خصومه في الواقعة أقر بأن الحسين عليه السلام له منزلة عظيمة إلى درجة أنه ينبغي لخليفة المسلمين أن يفتديه بأولاده، ومن مصائب الطف أن عمر بن السعد أول من رمى الحسين عليه السلام، وكان أول من بكى على قتل الحسين والحقيقة أنه بكى على وجدانه الذي قتله جشعًا.
والطامة الكبرى أنهم جند الله مع قتلهم الحسين عليه السلام، يتمسكون بالدين والرسالة المقدسة ، ويصدرون أنفسهم جندًا لله . يقول يزيد إن الحسين لا يقرأ القرآن ولم يقرأ (تؤتي الملك من تشاء) لو كان قرأها لم يتحرك ضدي ويقول إن الله رآني جديرًا بالخلافة وصاحب حق فيها ولذا اعطانيياها، ويقرا أمام زين العابدين السجاد عليه السلام (وما أصابتكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) .تمسكوا بالقرآن لتسويق أهوائهم وسلوكهم، فيزيد يفسر القدرة تساوي الحق ،ويفسر إن الغالب هو يد الله لإنزال المصيبة على المغلوب بمعنى أنه مأجور مثاب لقتل الحسين ، والله سبحانه وتعالى يقول( وتلك الأيام نتداولها بين الناس) وهناك آيه أخرى ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون)
بهذه الظواهر الخداعة وجه الضربة للحسين عليه السلام وضربه قاسمة للاسلام وجعلته وسيلة بيد الظالمين. الإمام الحسين وأصحابه سلكوا طريقًا الإمام علي سلام الله عليه يشكلون القطب المناهض للحكومة الأموية
فمن هم جند الله؟
القتلة المارقين أم الذين تمسكوا بالحق فجعلهم الله مجاهدين في سبيله ، وسعي الإمام عليه السلام لإحقاق الحق.
إن الجذور الفكرية لاتباع اهل للبيت عليهم السلام هو الوقوف ضد الظلم و الإنحراف وجهادهم ضد حكام الجور ،والجهاد يتناول كل جوانب الإصلاح في المجتمع البشري لأن الجهاد يشتمل على مناهضة جميع مظاهر الفساد والظلم والهدف الأساسي في جميع أنواع الجهاد الإلهي وإزالة أساس الظلم والانحراف ، واقتران الإيمان بالجهاد.
يتشكل الدين من أمرين الأول الولاية لله وللمؤمنين .
والثاني البراءة فكريًا وعمليًا من أعداء الله ومن أهل الجور، هم البنى التحتية للأصنام ، والقدرات الاستعمارية هي مركز الشرك ومنشأ الإنحراف.


التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!