ان الهدنة التي اعلنت عليها الاطراف الوسيطة على اتفاق وقف اطلاق النار في غزة هي لازالت هشة واستمرار تجويعها دون وصول المساعدات لسكانها جريمة في إطار عزم اسرائيل اذلالها ولاشك تعد سياسة خبيثة وما سبقتها من طوفان هي جريمة وفق القوانين الدولية للسلام وحقوق الانسان ولم تكن الولايات المتحدة التي تتبجح بالديمقراطية محايدة فيها بل هي كانت تقوي الجانب الاسرائيلي في مدها بالسلاح المتنوع والحديث عن الاشراف على الهدنه وانهاء الحرب غير منطقية في جوانب كثير منها وليس هناك من ثقة لكي تقوم واشنطن بالاشراف عليها وقامت بارسال المئات من الجنود الامريكان ووضعهم في المنطقة العازلة ، بالاضافة الى ان فرض الحصارنافذ ومستمر والمطالبة بالتهديد والوعيد بجثث القتلى هي قد تكون شرارة قادمة لانطلاق القتال في اي لحظة مرة اخرى وتعطيل دخول الإمدادات العاجلة الى غزة لازال ساريا و الذي أدى الى قلت وندرت المواد الغذائية الأساسية موت الالاف من الاطفال والنساء جوعاً- و كانت منظمة الغذاء العالمية قد حذرت منه منذ 2003 وفعلا ان هذه المدينة بنفوسها الذي يبلغ اكثر من مليون هي الان لازالت على شفا المجاعة وهروبهم مجبري الى المدن الاخرى ومن أزمة إنسانية واسعة النطاق في القطاع وقد كانت منظمة هيومان رايتس ووتش أدانة استخدام إسرائيل التجويع كسلاح في حربها منذ 2023 و استهدف الطيران الإسرائيلي الصفوف التي كانت تنتظر المساعدات وقتل المئات منهم وهدم البنية التحتية للغذاء من مستودعات الخزن و المخابز وطواحين الدقيق،والمستشفيات بالإضافة إلى التدمير الممنهج للأراضي الزراعية ..
ان ما وصفوه بخطة سلام إقليمي شامل يدعمها الرئيس الامريكي ترامب ويضع ثقله وراءها وكان يراهن عليها في سعيه للحصول علي جائزة نوبل للسلام التي فشل في الحصول عليها يجب أن لا تخدعنا.. فأمام انهيار وقف اطلاق النار، اذا ما حدث ذلك لأي سبب ، فلن يكون بامكانه ان يضع اصبعا واحدا في عين اسرائيل.. وإنما سياخذ جانبها ويواصل تقديم كل سبل الدعم الممكنة لها.. وسوف يعمد وقتها الي تعليق خطته الي اجل غير مسمي.. وليظل القرار النهائي في هذا كله بيد نتنياهو وحكومته وليس بيد ترامب وإدارته.. وهنا نستحضر مقولة كيسنجر الذي يحمل له الرئيس ترامب كل الولاء والاحترام "لا أحد يعرف الكثير عن سياسته الخارجية، ولذلك فإن الجميع سيمر بمرحلة من الدراسة."،
ان وقف إطلاق النار والهدنة والسلام التي قد تكون مؤقتة هي ما كانت تريده إسرائيل لاسترداد رهائنها الأحياء واستجابة لمطالب اهاليهم والضغوط الجماهيرية في التظاهر المستمر خلال فترة الحرب و التي تعتبرحكومة نتنياهو امانة في عنقها كما تدعي، ولن يضيرها كثيرا خسارتها لعدة جثامين لم يتسني العثور عليها ، لكنهم يبقون بالنسبة لها ورقة تضغط وتساوم وتبتز بها على قدر ما تستطيع حماس التي فعلا سلمت أعداد منهم الا ان الصعوبة في اخراجهم من تحت الانقاض دون وجود الإمكانات الالية التي تساعدهم في استخراج الجثث وتحتاج الوقت الكافي ، وقد تستخدمها اسرائيل قريبا في تنكرها لاتفاق وقف اطلاق النار حتي وان لم يتم ذلك بصورة رسمية معلنة حتى لا تحرج صديقها الرئيس ترامب امام العالم ، وترجع إلى الحرب الاسرائيلية المتوحشة لتضرب غزة من جديد.. ولا يجب ان ننخدع بما تروج الادارة الرئيس الأمريكي بقيادة ترامب عن جهود عملية من اجل ان تشرع به لإعادة اعمار غزة والأوضاع الامنية فيها مازالت غير مستقرة ، والمصارع َمفتوحة علي كل الاحتمالات والسيناريوهات والتي قد تنسف كل تلك التوقعات والرهانات المتفائلة من اساسها..ان غزة ما زالت تعيش فوق صفيح ساخن، ومن يري اجنحة السلام ترفرف فوقها بما يقوله ترامب ويعد المنطقة به ، فانه يحلق مع نفسه في الخيال.. ان وقف إطلاق النار الحالي ليس أكثر من هدنة هشة وغير مستقرة ، ويمكن في اي لحظة ولأي سبب ان تنهار لتشتعل الحرب من جديد، ليحقق الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم كامل أهدافه منها.. وهو لن يضيع الفرصة مع اول بادرة تسنح له للانقلاب على هذا الاتفاق.. وذرائع لا تنتهي ولا يلتزم بالعهود
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat