صفحة الكاتب : حمزة اللامي

مسرحية .الماء ياقمر العشيرة . ...
حمزة اللامي

 ( المسرح مغطى بالرمل وعلى الجهة اليسرى من المسرح نخلة منحنية بالقرب منها رمز لجسد ابو الفضل العباس عليه السلام وعلى جهة اليمين من المسرح خيمة يجلس امامها صبية صغار ونسوة وعليهن برق ابيض ، كما يتوسط المسرح رمز يمثل جسد الامام الحسين عليه السلام وفيه عدد من السهام ، وبضع اجساد منتشرة تمثل اثار المعركة المنتهية.

الراوي 1:ـ  في سنة احدى وستين للهجرة شهد التاريخ الإسلامي في كربلاء واقعة مروعة ،
 الراوي 2:ـ تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي شهدها العالم الإسلامي، الا وهي حادثة الطف .. التي وقعت بين قوى الخير والشرعية المتمثلة بالإمام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام وأهل بيته واصحابه المعدودين، 
الراوي 2:ـ وبين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام ، فأنتهت المعركة باستشهاد الحسين عليه السلام.
رجل1:ـ ( يقف مندهشا عند الاجساد المذبوحة )  ماهذا ؟؟ من هؤلاء ؟؟ ومن فعل بهم هذا ؟؟
رجل2: ـ   يالهي من فعل كل هذا بهؤلاء القوم؟
رجل1:ـ  وماذا فعلوا حتى تحز رؤوسهم بهذا الشكل؟
رجل2: ـ ا( يقترب الى جسد  الشهيد جون ) لله ما ازكى هذه الرائحة المنبعثة من هذه الجثة 
الراوي 1:ـ  عندما نشب القتال في يوم العاشر من محرم وقف جون مولى أبي ذر أمام الامام الحسين عليه السلام يستأذنه في القتال ..
صوت الحسين :ـ   ياجون انت في إذن مني ,
جون :ـ   ( يقع  على قدمي أبي عبد الله الحسين يقبلهما )  يا ابن رسول الله انا في الرخاء الحس قصاعكم ,
 وفي الشدة أخذلكم  ( برهة صمت ) إن ريحي لنتن وان حسبي للئيم وان لوني لأسود فتنفس عليَّ في الجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني . لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم
( ثم يرتجز ) 
كيف يرى الفجار ضرب الأسود    بالمشرفي القطاع المهند
احمي الخيار من بني مـــــــحمد    اذب عنهم باللسان واليد
ارجو بذاك الفوز عند المــــورد    من الاله الواحد الموحد

الرواي 1:ـ قـَتل خمسة وعشرين وقُـتل ،
 فوقف على مصرعه الحسين عليه السلام ، 
صوت الحسين (ع)  :ـ  اللهم بيض وجهه وطيب ريحه واحشره مع محمد صلى الله عليه واله وعرف بينه وبين آل محمد
رجل1:ـ  تعال نرى من هذا الملقى على جانب الفرات
رجل2:ـ  واه عجباه انه مقطع اليدين
رجل1: ـ انظر الى السهم في عينه
رجل2: ـ كم قساة الذين فعلوا هذه الفعال ، كم قساة
الراوي 2:ـ بعدما حبس القوم الماء عن الحسين وصحبه اشتد العطش
 بهم وضج الأطفال بالعويل والبكاء لشدة العطش
الاطفال :ـ -( يصرخون ) الماء .. الماء .. أين الماء .. عمه زينب أين الماء .. أين عمنا العباس ؟
 الر اوي1 :ـ فجاءت سكينه الى مولاتنا زينب وقالت لها عمتي لقد أدركنا العطش أين عمي العباس ؟
فسمع ابو الفضل العباس نداء سكينه 
صوت سكينة :- ياعماه .. ياعماه اين الماء .. اين الماء .. لقد قتلنا العطش , فهل لنا بشربة ماء نروي به عطشنا ؟
العباس (ع)  :ـ  .. ادخلي خيمتك وسأجلب لكم الماء ( مع ابن  سعد غاضبا ) ياعمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله يقول لكم انكم قتلتم أصحابه وأخوته وبني عمه وبقي فريدا مع أولاده وعياله وهم عطاشى قد أحرق الظمأ قلوبهم فاسقوهم شربة من الماء لان أولاده وعياله قد وصلوا الى الهلاك
 الشمر  : ـ يا ابن ابي تراب قل لأخيك لو كان في وجه الأرض كله ماء وهو تحت أيدينا ما سقيناكم منه قطرة حتى تدخلوا في بيعة يزيد .
 الراوي 2:ـ   سار العباس نحو الفرات وملأ القربة وعند العودة للخيام اشتبك مع جيش الأعداء الذي يحاصر الماء فدخل الفرات وكان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش اخيه الحسين واقسم ان لا يذق الماء وحمل القربة على عاتقه وتوجه الى الخيمة فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب فكمن له الأعداء من وراء نخلة وقطعوا يمينه ويساره فحمل القربة بفمه ثم جاء سهم وأصاب القربة وأريق ماؤها فضربه رجل بعمود من الحديد على هامته الشريفه العباس :ـ   عليك مني السلام يا اخي يا ابا عبدالله
الراوي 1:ـ  توجه الحسين نحو العباس منحني الظهر قائلا :
صوت الحسين :ـ الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي
الشيخ  : السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ، السلام على هذه الاجساد الطاهرة السلام على الاجساد المعفرة عليهم جميعا من سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار ، سادتي لقد تركوكم على الرمضاء تحت لهيب هذه الشمس (يبكي)
رجل1: انظر انظر .. انظر لهذا الشيخ لابد انه يعرف ماذا جرى في هذه المعركة
رجل2: اذن وجدناه ضالتنا على هذه الارض فلعل هذا الشيخ يعلم بكل ماجرى ، هيا نسأله ؟
رجل1+2: (ينادونه) ايها الشيخ ايها الشيخ
رجل2: ايها الشيخ هلا اخبرتنا عما حصل هما؟
الشيخ: (يبكي) وامصيبتاه وامصيبتاه ، ماذا اقول لكما وبماذا احدثكما والتاريخ لاينسى هذه الحادثة العظيمة
رجل1: ماهي تلك المصيبة ؟ 
رجل2: حدثنا ارجوك
الشيخ: ـ  حدثت في هذه الارض التي تسمى كربلاء، معركة عظيمة 
 الرواي 1:ـ رُفعت فيها رايتان احداهما راية حق ٍ وصدق ٍ إمامها الحسين بن علي عليه السلام وقائدها اخوه ابو الفضل العباس بن امير المؤمنين عليه السلام وعدد اصحابه نيف وسبعون رجلا ً ، ما على وجه الارض افضل منهم .. 
 الرواي 2:ـ والراية الاخرى راية باطل وضلال قائدها عمر بن سعد عليه اللعنة والراية بيدي عبيد الله بن زياد عليه اللعنة .. بدأ القتال رجلا لرجل وفارسا لفارس وكانوا يتساقطون من الجانبين ثم صلى الامام الحسين بأصحابه فما فرغ من صلاته الا وقد ضعف جيشه وماهي الا ساعة حتى قتل جميع احبته واصحابه كما ترون (ويشير الى الجثث) ولم يبقى له الا جندي صغير اسمه عبدالله
رجل1: عبدالله ؟؟ 
الشيخ: نعم انه طفله الرضيع .. الذي تقدم به الحسين ليسقيه ، فأختلف القوم فيه ، فبعضهم قال اسقوه وبعضهم قال لا تسقوه ولاتبقوا لاهل هذا البيت من باقية .. 
عمر بن سعد :ـ انهي نزاع القوم يا حرملة 
( يسلط الضوء على حرملة وهو يرفع قوسه ، رمى الطفل الرضيع بسهم فذبحه من الوريد الى الوريد ، حتى اخرج يديه من القماط وتثبث برقبة والده)
رجل2: يالفضاعة هذا الفعل
رجل1: وما اقسى هذه الانفس والقلوب ، قتلوا حتى الطفل الرضيع
الشيخ : وامصيبتاه وامصيبتاه واسيداه
رجل1: (يقترب من جسد ابي عبدالله) اشم رائحة زكية تنبعث من هذا الجسد
رجل2: ايها الشيخ ، فمن صاحب هذه الجثة .. ذات الاوصال الموزعة في الميدان!؟
الشيخ : واحسيناه .. واحسيناه .. واسيداه 
رجل1: ما بال الشيخ اجهش بالبكاء هكذا ؟؟
الشيخ : هذا من مطرت لاجله السماء دما عبيطا هذا الذي صاح جبرائيل عليه في السماء .. واحسيناه واسيداه
رجل2: ماذا جرى عليه ايها الشيخ ،، اخبرني ماذا جرى عليه ؟؟

الشيخ : ـ (يبكي) بعد ما قتل اصحاب الحسين عليه السلام ظل بأبي وامي وحيدا فريدا .. فعزم على مواجهة القوم بنفسه ، فلم يرى احدا يقدم له جواده ، فجاءته مولاتنا زينب تسحب اذيالها وبيدها الجواد وتخاطب اخاها ، هل رأيت احدا اقسى من اختا ً تقدم لاخيها جواد المنية ؟ فمشى الحسين الى الموت برجليه وقاتل قتال الابطال الى ان استشهد وسقط في الميدان صريعا كما ترون.
رجل1 + رجل2: كفى كفى !!
رجل1: كفى ياشيخ لاتكمل
رجل2: لانحتمل ان سمع قساوة هؤلاء القوم
رجل1: يالها من جريمة بشعة يندى لها الجبين
 صوت زينب (ع) :ـ اللهم تقبل منا هذا القربان  
اللهم تقبل هذا القربان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزة اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/14



كتابة تعليق لموضوع : مسرحية .الماء ياقمر العشيرة . ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net