صفحة الكاتب : قاسم الشمري

الموقف : مسرحية شعرية
قاسم الشمري

 الإهــــــــــــــــداء...

إلى أولئك الذاهبين إلى المطلقِ
الذين يعدّون أيامهم 
على عدد ( البساطيل ) التي اهترأت على أقدامهم 
على عدد الأقلام التي جفت بنزيفهم 
وهم يحاولون رسم َ جسر ٍمن النبضات 
لنعبر عليه ....

الشخصيات

1-الإمام الحسين عليه السلام 
2-عبد الله ابن الحر الجعفي – شخصية تاريخية رفض أن يكون مع الامام الحسين عليه السلام
3-ضمير عبد الله ابن الحر الجعفي 
4- الحجاج ابن مسروق الجعفي – من أنصار الحسين عليه السلام 
5 – سمية – زوجة عبد الله ابن الحر الجعفي 
6- القائد
7- ضابط 1
8- ضابط 2
9- عمار – أحد الثوار 
10- سلمى – زوجة عمار
11- آخرون 

الفصلالأول


المكان : مكان قريب من الفرات يسمى بأسماء ٍ عدة ٍ أشهرها الطف و كربلاء 
الزمان : سنة 61 للهجرة النبوية الشريفة 

المقدمة*

سماء ٌ مؤطرة ٌ بالرحيلْ.
لا ذاتُ حبك ٍ1
ولا ذاتُ رجعٍ,2
والأرض ُ حُبلى بتيه ٍ عظيم ٍ 
وسوط ٍ مسن ٍ ,
و ما زال َ وجه ُ الفيافي الغليظ ُ
ينز ُ هجيراً
و تلهو بمجهوله ِ السافياتُ ,
عنيد ٌ هو الوقت ُ
•  المقدمة يقرأها قبل العرض شخص يسمى الراوي 
1-  القرآن الكريم ( سورة الذاريات الآية 7)
2-  القرآن الكريم ( سورة الطارق الآية 11)

ما انفك َ يقرأُ  فصل َ الترقب ِ
والكون ُ يصغي ِ بصمت ٍ وقورٍ,
فهل مرَّفي بال ِ تلك َ المفازات ِ
ظعن ٌ من الضوء ِينوي العروج َ
ليشرح َ للسجف ِ المستحيلة ِ
للراسخين بموت ٍ قديم ٍ,
كيف هو الفجر ُ
كيف تموت ُ القبور التي 
-  ضاق َ ذرعاً – بها النبض ُ
كيف السنابلُ ملأى
بأحلامنا الفارغات 

المشهد الأول 
المسرح مضاء إضاءة خافتة و في الجانب الأيسر منه ترفع خيمة و يجلس فيها عبد الله ابن الحر الجعفي مختليا ً بنفسه يقلب بعصاه شيئاً في الأرض ويبقى لمدة قصيرة جدا ً على هذا الوضع .
يدخل من الجانب الأيمن للمسرح الحجاج ابن مسروق الثقفي 

الحجاج- سلام ٌ عليك 
عبد الله – ( منتبها ً) عليك السلام ..
           ماذا وراءك ؟
الحجاج – جئتُك َ بالخير ِ,
           بالخير ِ كلِّه 
عبد الله – أفصح إذا شئت َ
الحجاج – انظر إلى الضوء ِ 
هذي عراجينَهُ قد تدلت ,
          فرصع جماد َ سمائِك بالنجم و...
عبد الله –  (مقاطعا ً)قلتُ لك افصحْ
          لا أن تُزيد َ الحداد َ سوادا ً
الحجاج – بكف ٍ من الماء ِ
إرفعْ على الغيم ِ معنى يبابك 
عبد الله- يبابي ؟! ( منتفضاً يثب إلى صدر المسرح )
          أتعرف ُ أنك تقتل ُ حقلي بجدب حديثك 
الحجاج – في جدب ِ صدرك َ ما قد يضايق ُ
           قلبَ الفيافي 
عبد الله – ( بغضب ) أين هو الخير ُ في ما تقول ؟.
           ( مضيفاً) حديثُك عكاز ُ شيخ ٍ ضرير ٍ
            يطوف ُ بدرب ٍ من الأُحجيات
الحجاج – الله ُ أهدى إليك َ الكرامة َ 
           هذا الحُسين ُ سليل ُ المضيئين َ , ضوء ُ الرسالة ِ 
           ريحانة ُ الوحي ِ
           يدعوك َ أن تنزع َ الموت َ عنك َ
           و تلحق َ بالركب ِ
عبد الله – ماذا ستفعل ُ خطواتُ نمل ٍ بظهر الصخور ؟.
الحجاج – إن أنت عشت َ تعيشُ سعيدا ً 
           لا أن تعيشَ حياةً بطعم ِ الهروب ِ المقيت ِ 
           و إن أنت َ متَّ تموت ُ شهيدا ً
           لا أن تصير َ كما صار َ غيرك   
           ممن مضوا حفنة ً من عدم .
عبد الله – الموتُ يبقى هو الموت ُ مهما 
تؤنقَهُ بالكلام ِ الكبير 
الحجاج – عجيب ٌ .. عجيب ْ.
           باسم ِ العطر ِ تحارب ُ جيشا ً من الياسمين .
          فكيفَ تفسر ُ معنى الغروب ِ
          بدون ِ رحيلْ؟.
          الموتُ موت ٌ..
          ولكنما الفرق كيف تموت 
عبد الله – (بانكسار وقور ) يا ابن العشيرة ِ
           اني تركت ُ الكوفة َ خوفا ً من ابن علي 

الحجاج - ويحك َ ..
           تخاف ُ الحسين! 
           كيف يخاف ُ اليتيم َ بأن يسترد َ أباه ؟
عبد الله – الخوف ُ خوفان 
( يبقى الحجاج في حالة استفهام صامت ينتظر عبد الله أن يكمل حديثه )
عبد الله – نخل ُ الكوفة ِ يا صاحبي دون طلع ٍ نضيد ٍ,
           وما كنت أخرج إلا لخوفي َ 
           من أن يشعَّ الحسين ُ بوجهي 
           و أبقى أُرتقُ ثوب َ الظلام ِ فلا أنصره 
( يهم الحجاج بالحديث فيقاطعه عبد الله )
عبد الله – اذهب إليه و أبلغه ُ قولي 
 ولا ترهق َ النفخ َ 
           فالجمر ُ مستغرق ُ برماد ٍ عميق .

( يخرج الحجاج ويبقى عبد الله وحيدا ً في المسرح يعود ليجلس بمكانه في الخيمة و هو يردد :
 إذا ما رأيت َ السن َّ لا تعظ امرأً       
 قديما ً و قد قاسى الأُمور و جربا 
 فدعه ُ و ما استهوى عليه ِ فإنه ُ    
 كَمَيت ٍ و نَـكِّبْ عنه ُ حيث ُ تنكبا1

هنا.. تزداد إضاءة المسرح فيهب عبد الله من مكانه ويقف بباب الخيمة ِ و على وجهه شيء ُ من التعجب فيدخل الحســــــــــــــــين عليه السلام من الجانب الأيمن للمسرح)
1-  الأبيات مجهولة القائل مع القليل من التصرف 
الحسين – سلام ٌ عليك َ
عبد الله – عليك السلام ْ, 
           يا ابن البتول , ونور ُ النبوة ِ 
           إن الطريق َ ليفرحُ  إذ يرتدي خطوتك .
           ( منتفضاً) 
           تفضل .. تفضل 
الحسين – ( يجلس ) وما بال ُ قلبك َ هل يرتدي الحبَّ ؟.
عبد الله – في القلب ِ رعشة ُ عشب ٍ نَضِرْ
الحسين – أ لله و الحق ِ رعشة َ قلبك َ ؟.
عبد الله – (مراوغا ً في الإجابة ) لكل ِ جميل ٍ
 , والله ُ مصدرُ كل ّ الجمال ْ
الحسين – تحوك ُ بخيط ِ العناكب ِ بردَك
عبد الله –أنا أنحت ُ العين َ خوفَ الدموع ِ 
           و أنت البصيرةُ
           تنثر ُ دمعا ً بعين ٍ من الملح ِ
            كيفَ السبيل ؟
الحسين – ألمس ُ خوفَك َ
           أفرغ أناك َ ستُرجعُ ذاتك َ
( لحظات صمت )
الحسين – يا ابن الحر ِ 
           أ ترفض ُ نصرةَ آل النبي 
عبد الله – عذرك َ .. عفوكَ .. لا أستطيعُ
           ففي الكوفة ِ الآن وجه ُ التناقض ِ
           يرسمه ُ خنجر ُ الغادرين َ
]                قلوب ٌ إليك 
           سيوف ٌ عليك َ[
            و إنكَ تعلم ُ
            إن القلوب َ لتجفل ُ من لمعان ِ السيوف .
الحسين – إلا قلوباًتؤاخي المنايا 
عبد الله – إن كان لا بدَ
           هذي ( المحلقُ ) خيرةُ خيلي 
الحسين – لا أركب الريح 

عبد الله – هذا سيفي ( ينزع سيفه ويقدمه للحسين )
الحسين – لا أنتظر الخشب ليبرق 
عبد الله – ماذا ستربح ُإذ تتسنم ُ ظهر السيوف ؟.
الحسين – تُقِّيُمها بالخسارة ِ و الربح ؟.
عبد الله – ( ولا تُلقُوا بأَيدِيكُم إلى التَّهلُكَةِ)1
الحسين – ( وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المُضلَّينَ عَضُداً)2
عبد الله – ارجع لطيبة َ يا ابن النبي 
الحسين – أهذي نصيحة ؟
عبد الله – نعم 
الحسين – ]سأنصحك كما نصحتني ..
           مهما استطعت ان لا تسمع َ واعيتنا , فو الله لا يسمع اليوم 
           واعيتنا أحد ثم لا يعيننا إلا أكبه الله على منخريه في النار [3
1-  القرآن الكريم ( سورة البقرة الآية 195)
2-  القرآن الكريم ( سورة الكف الآية 51)
3-  نص كلام الحسين عليه السلام لعبد الله ابن الحر 
( ينهض الحسين ليغادر الخيمة )
عبد الله – قف يا حسين 
الحسين – قد جفَّ حبرُك 

ستار


المشهد الثاني 
المسرح مظلم وبقعة ضوء على عبد الله الجعفي في الطرف الأيسر من المسرح جالساً بانكسار وهو يردد ..
فيا لك حَسرَةً ما دُمتُ حياً      تُرَدِّدُ بينَ حَلقي و التَراقي
حُسينٌ حين َ يَطلُبُ بَذلَ نصري   على أهل ِ العَداوَةِ و الشَقاقِ
ولو أنّ أُواسيهِ بنفسي     لَنِلتُ كَرامَةً يَومَ التَلاقي  
فَقَد فازَ الأُلى نَصروا حُسيناً    و خابَ الأخَرونَ أُلو النِّفاقِ1
تزداد اضاءة المسرح فتنكشف خلفية المسرح عن باحة بيت من القرن الأول للهجرة, هنا تدخل سمية زوجة عبد الله من الجانب الأيمن للمسرح 
سمية  – أما تكتفي من نياحِك َ هذا ؟
عبد الله- ( غير مبالٍ) 
         فيا لك حسرة ما دمت حياً      تردد بين صدري و الترا...
سمية - ( تقاطعه) تروح تجيء
         كذاك الغراب الذي ملَّ عتمتَهُ السرمدية .
1-  الأبيات لعبد الله الجعفي
          فترسمُريشاً بطعم البياض ِ على رملِّ شعرٍ
          فسرعانَ ما يلعنُ الموجُ كذبتَهُ الساذجة .
عبد الله- دعيني وشأني وعري الشفاه
سمية  - ترقع بالشعر جرحاً بحجم عيون السماء
عبد الله- حسينٌ حين يطلب بذل نصري.......
سمية  - ( تقاطعه) كفاكَ تسددُ للشمسِ سهماً
          بطرفٍ ضرير 
عبدالله- قلت اتركيني 
         عيونُ الحسينِ تحاصرني بالوضوحِ العميق ِ
         ترتل جبني
         دعينيَ أبحث ُ في دمعتي عن طريق ٍ إليه
سمية  - خسرتَ خطاكَ فما نفعُ درب ٍ يزيُدك تيهاً
عبد الله- تشعبتُ في التيهِ ملءَ السؤال
          فخلي الجوابَ حبيس المقل 
سمية  - أنت كمن قاد َ قافلة َ المُلك ِ 
          يبقى نصيبُك منها الغبار
          فدعْ عنك دمعك 
          دعْ عنك حزناً يزيدك ذنباً
عبدالله- فكيف أمدُّ سمائي إليه لأبلغَ شمسه؟
سمية – أبيتَ ظلاماً وقد كانت الشمس بين يديك 
         فيا خيبتي فيك 
         يا خيبتي فيك
هنا يدخل غلام صغير هو ابن عبد لله الجعفي يدخل باكياً
الغلام – أمي .. أمي 
سمية – يا عين أُمك 
الغلام – صِبيةُ الكوفة ِ لم يُشركوني .
         إذا جئت ألعب َ فروا بعيداً
سمية – لماذا حبيبي ؟!
الغلام- يقولون إن أباكَ جبان
سمية – عارٌ يظل ُ ولن يمحي و الدماء ُ كفيلة .
عبد الله-أمثلي جبان؟؟؟
         ( منتفضاً للخروج ) سوف أُريهم 
سمية – تعال و لا تُزد الطينَ بلَّه
         ( للغلام ) اذهب حبيبي
          سيعتدل الميلُ عما قريب ( يخرج الغلام)
عبد الله-( بحده) تَرينني جبان؟
سمية  - و ما الفرق عندك ؟
عبد الله- لعلي أُكسرُ أضلاع َ سجني 
سمية  - ستبقى سجيناً
          مهما أقول 
          ومهما تقول 
          و مهما يقال 
          ستبقى سجيناً
          مرتهَناً بعيون الحسين 
          وتبقى يداك َ معمدةً بالخطايا الثقالِ
          وسيفُك يبقى طريح َ التلاشي 
          لأن الحسين َ صليلُ الوجود 
عبد الله- ما الحلُّ قولي ؟
          ( بحركة هستيرية ) سأمضي إليه
سمية – الوقتُ لم يلتفت للوراء 
عبدالله- سأُعطيه ماء
سمية – أتسترُ بالماء ِ عُري فعالِك؟
         إن كنت عطشانَ إذهب إليه 
         فماءُ الإباء ِ لديه وفير
هنا يرتفع الأذان فيهم عبد الله للذهاب إلى الصلاة 
عبد الله- سأمضي أُصلي..
          لعلَّ لقائي بربيَ يجعلني أستكين
سمية – أكثر ُ الناس ِ ضلالاً 
                       عارفٌ بالله لا يهديه قلبه1
عبدالله- ( مستنكراً) أُصلي لربيَ لا للحسين 
         ومهما إقترفت فإن الإله غفورٌ رحيم 
سمية – تحاول أن تشتري النجم َ من لمعانِ الظهيرةِ
أنت اشتركت بقتل الصلاة
1-  البيت للشاعر عبد الرحمن الشرقاوي
عبدالله- كفاكِ غلواً
         كيف الضباب ُ سيرقى يوماً لوجه السحابْ.
         فالربُ ربٌ
         و العبدُ عبدٌ
         و إن الصلاةَ لربِ العباد
سمية – قُدتْ عيونُكمن جبلٍ أجردٍ يا عُبيد
         فلن ترَّ سهلاً يموج إخضراراً
         يكفي الجواب.
         حسينٌ مني يقولُ الرسول ُ
         و إن الرسول َ عديلُ الصلاةَ
         فكيف َ تصلي بدونِ محمد 
عبدالله- يكفي سميةَ إني اموت
سمية – أنت تموتُ بأكثر  من موتِ
         موتُكَ مني
         أولُ موتِكَ يصدرُ مني
عبدالله- ( مستغرباً) أنتِ؟؟!
سمية – أنت عليّ كظهرِ أبي 
تذهب سمية للخروج من الجانب الأيمن من المسرح و يبقى عبد الله في منتصف المسرح
عبدالله– سمية قفي 
سمية – ( وهي تخرج ) إشحذ ضميرَكَ
عبدالله- ( متسائلاً بذهول ) ضميري .. ضميري؟
الضمير- أنا هنا 
يصبح المسرح مظلماً تماماً وبقعة ضوء فقط تسلط على عبد الله
عبد الله- من أنت؟
الضمير- شيء لن يكتملَ لديك
عبد الله- تقول سمية .. أكونُ بخير ٍ إذا ما شحذتك
الضمير- هاهاهاهاها
          أترتجي من قربة ٍ مثقوبة ٍ
          تعودُ ملَّ نزفها تُقسمُ بالمياه؟
عبد الله- أأبقى مسجىً على دكة ِ الذنب ِ
          نعشٌ لم يتبعْهُ العزاء؟
الضمير- يبقى الحسين بعطر ِ الشهادةِ
          باقةُ أملٍ 
          للذاهبين لكي يحصدو الشوك 
عبد الله- ( صارخاً) يانوحُ حطم ضلوعَ السفينةِ
           إن الجبال تغوص ُ بصدري
يانوح ُ حطم ضلوع السفينةِ
          إن الجبال تغوصُ بصدري

ستار 

الفصل الثاني 

المكان : مكان قريب من الفرات يسمى بأسماء ٍ عدةٍ أشهرها الطف و كربلاء
الزمان : سنة1412للهجرةالنبويةالشريفة

المقدمة
سماءٌ مؤطرةٌ بالرحيل 
لا ذاتُ حبك ٍ 
ولا ذاتُ رجعٍ,
و الأرض حبلى بتيه ٍعظيم ٍ 
وسوط ٍ مسن ٍ,
وهاهو وجه المدينة ِ ملقىً على بعد ِ خوف ٍ,
فلا وزن َ للعطر ِ 
رائحة ُ الموت ِ تنشب ُ أضفارَها في المكان .
و اللون ُ يذبل ُ في الحدقاتِ اللامستقرة ِ 
وسط الرؤوس التي أينعت قبل وقت القطاف ِ,
عنيد ٌ هو الوقت ُ 
ما انفك َ يقرأُ فصل َ الترقب ِ 
و الكون ُ يصغي بصمت ٍ وقورٍ,
فهل تستعيد ُ خطى الأبجدية ِ 
درب ٌ معبدة ٌ بالغبار ِ؟,
تثائب َ ذاك العجوز ُ بصدرك ِ
يا أرض ُ كلّ القلوبِ قديمةْ.
بالأمس و اليومِ
يا أرض ُ كلّ الوجوه ِ طللْ .
ولكنما الأمس ُ بالنصل ِ دوِّن َ
و اليوم ُ يا أُم 
بالدم ِ و الدمع ِ 
نملأُ أحلامَنا الفارغة .

الفصل الثاني
المشهد الأول
إضاءة المسرح خافتة و الخلفية سوداء و في منتصف المسرح طاولة خشبية قديمة و كرسي خلفها و كرسيان في الأمام و على الطالة مجموعة من الأوراق غير مرتبة , خلف الكواليس صوت رجل يطلق آهات عالية  يدخل القائد من الجهة اليسرى للمسرح و هو منهك و يتصبب عرقاً و يجلس على الكرسي الخلفي و يبدأ بتقليب الأوراق يحاول التركيز و لكن آهات الرجل تحول دون ذلك .
القائد – ( بغضب ) أخرسوه 
يُسمع صوت إطلاقات نارية يصمت بعدها الرجل و يخرج الضابطان من الجهة اليسرى للمسرح يجلسان على الكرسيين الأماميين 
ضابط1-عقول ٌ ملبدةٌ بالخرافة ِ و الترهات 
القائد -  تأريخهم حافل ٌ بالتمرد ِ
         في كلِّ عصر ٍ لهم مطر ٌ موحل ٌ كالصدأ
ضابط1-(باستهزاء) سلاحي كفيل ٌ بإعلانهم حالةً للنظافة 
القائد -  هاهاها سلاح ٌ نظيف وكفٌ نظيفٌ
          وقاموسه حافل ٌ بالدماء 
ضابط1-(للضابط2) لماذا السكوت؟
ضابط2- وماذا أقول 
           دمائي تسيلْ.
           الـ(همُ ) و الـ( نحنُ ) شيءٌ جديد
القائد -  ( بوجوم) قديمٌ جديد
ضابط1- ( محاولاً تلطيف الجو )
           و إنك كالعذراء يوم نكاحها 
           إذا استأُذنت في نفسها لم تكلم 1
ضابط2- ( غير مبالٍ بهذه الدعابة)
       أ لم ترَّ أَنك حين تقللُ شأن الضحية 
        تبخسُ للموت ِ حقاً كبيرا.
القائد -   قليلٌ من الموتِ كاف ٍ لأن يستعيدوا الحياة 
ضابط1- ] إنني أحمل لكم سلاماً.. إنني أحمل لكم سيفاً[2
ضابط2- لا تنزل المسيحَ من صليبهِ
1-  البيت لأبي نؤاس
2-  المقولة للمسيح عليه السلام
ضابط1- إخلع عمامتك الضباب 
           فخوذة الجندي أحلى
ضابط2- وقرٌ تناسلَ ملءَ سمعِكَ
           صرخةُ المظلوم ِ أعلى 
ضابط1- ليلٌ توترَ ملءَ بحرك َ
           فاكتشف للفجر مرسى 
ضابط2- عينُكَ حافيةٌ يا صديقي 
           و الدرب ُ محض ٌ من الشوكِ فَالبس ْ
           قليلاً من الضوء ِ 
          حتى تزور الرؤى مقلتاك
القائد -  يكفيكما .. يكفيكما 
         عقولُكم خاوية ٌ مثل َ عذوق النخل ِ في الشتاء 
يشعل القائد سيجارة و يأخذ منها نفساً عميقاً
القائد – ( يكلم ضابط2) ماذا دهاك 
         و أنت الذي ألهبت ضفتاك متونَ الصحارى
ضابط2- أ لم  ترَّهم يا كبير َ السلاح؟
           ثباتهُمُ واقف ٌ كالصهيل
القائد – ( بحزم و هدوء)
         نحن هنا جنود 
         مهنتنا القتال 
         في رقعة الشطرنج ِ نمشي دونما سؤال
         إن داخل الحدود 
         أو خارج َ الحدود
         بكفنا يوأدُ كلُّ برعم ٍ خبيث
لحظات صمت
القائد – ( يصرخ) هات لي الماء 
يخرج جندي من خلف الكواليس يحمل قدحاً من الماء ويسلمه للقائد بعد أن يلقي التحية العسكرية .
يرشف القائد منه ثم يرميه بغضب بوجه الجندي 
القائد – غبي 
الجندي – عفواً سيدي
القائد – هل قُدَّ هذا الماء ُ من حميم 
الجندي- ( بارتباك) عفوا ً سيدي 
          هذا الذي لدَّي
القائد – ( يقف و يضرب الجندي) 
إذهب و إلا ..
يخرج الجندي مسرعا ً .. يجلس القائد 
القائد – كيف الحسين تحمل من دون ِ ماء طويلا؟
ضابط1- ( باستهزاء) لعل الحسين قضى في الشتاء هاهاها
           ( يكمل) هم ُ يدّعون َ بأن الحسين يقود ُ خطاهم 
القائد -  لله و العقل
ضابط2- فكر ُ الحسين ِ ككف ٍ تفز ُّ لتجني السنين 
          كنسر ٍ جناحاه شرق ٌ و غربٌ 
         و أبعادهُ تصهر الأفق َ خاتمه المشتهى
القائد- سأزرعُ رأيك في خافق الريح كي لا يقوم َ
       و أخرِق ُ فلكي ,
خطيئة موجك تكفي لأن ينكرَ البحر ُ ملحه
ضابط1 – ( للضابط 2) ماذا دهاك ؟
            خلقتهم ُ حجرا ً في يديك 
            و هم حفنة ٌ من غبار ٍ يطير بخفة ِ ريح 
القائد  - مرهق ٌ ثدي ُ الفتنة ِ قد رضعوه ُ طويلاً
ضابط2 – كلامكم ارجوحة 
           ساقاها تَعانقا على شفير هاوية
القائد -  إحذر فهذا التراب ُ شَرِه 
ضابط1- ( يلوح بسلاحه) تهاوت قبورٌ وحفارُها لم يزل نائماً
ضابط2- يكفيك من هذا التبجح بالسلاح 
          انظر إليه على يديك كأنه وشم ٌ بذيء.
          أو جسم ُ راقصة ٍ تضاجعُ لحن َ أُغنية ٍ رخيصة 
ضابط1 – كفاك هراء 
           لسانُك يفري الكلام َ الدميم َ 
           و قيحُكَ أغرقنا بالنتانة
القائد – ( بحزم ) كفى ....
         نحتاج أن نهدءَ يا رفاق 

فهاهمُ  قلادة قد بعثرت حباتها 
         غداً غداً
         نفترع ُ اللؤلؤة َ العذراء 
         غداً غداً
         ندخل ُ كربلاء 
ضابط2- احذر ..
           بقلب الهزيمة ِ نبضة نصر

ستار 


المشهد الثاني
المسرح مضاء إضاءة طبيعية و المنظر الخلفي للمسرح صورة للسور الخارجي لمرقد الامام الحسين عليه السلام و تبدو عليه آثار الدمار و القصف , ومكتوب عليه بخط ٍ واضح ٍ البيت التالي 
أرمي كتاب الله عرض جداركم         ورضيت بالبعث المقدس ِ دينا 
و هناك مجموعة من ( الزائرين ) الجالسين في الجانب الأيسر من المسرح  ومجموعة من الجنود المسلحين الموزعين بصورة محسوبة و مدروسة على أرجاء المسرح و في منتصف المسرح يقف الضابط 1 و الضابط 2 ومن الجانب الأيسر يخرج القائد و هو يطوي أردانه متوجها ً إلى منتصف المسرح .
القائد –  جمع ٌ يشي بانكسارٍ غليظ ٍ
         سنحرق ُ قشاً نما في الرؤوس 
ضابط1- بخفة ِ الفلاحِ في البذار
أنثرهم إن شئتَ يا كبير 
القائد – ( يحدق ُ في الجمع) لا تندفع يا رفيق َ السلاح ِ 
        سيستهلك ُ الوقت ُ عزما ً قليلاً
        فينحت ُ خوف ٌ ضلوع َ القفص 
ضابط1- عزم ٌ فراغ ُ
           وذل ٌ تراكم َ فوق َ الأُنوفِ
           لتذوي رقاب 
القائد -   فتات ٌ من الكِبّرِ ما زال يعصب ُ تلك الجباه 
          و كلُّ النواميسِ تشرح ُ محواً بِكِبر ٍ ولادة ْ.. 
          و أي ّ ولادة 
لحظات صمت ثم يتوجه إلى الضابط 2 بالسؤال 
          ما رأيك الآن
ضابط2- الرأي ُ رأيُكَ
          أنت َوصلت َ وهم بالنهاية ِ منا إلينا 
ضابط1- الإصبع ُ المتمردُ يُقطع 
ضابط2- ( يتجاهل ما قال الضابط1 ويوجه ُ الكلام للقائد)
         هناك َ فراغ ٌ فلا تملأوهُ بحشد ِ ضجيجٍ,
            و للوقت ِ حدان ِ
            و الظامئون َ يربونَهُ فيضَ موج ٍ مسنن
القائد -  إذن ؟
ضابط2- هذي جبال ٌ لها الوقت ُ كسب ٌ
           تناجي الشموس َ لترضِعَها جرعة ً من نهارٍ
           فتنفض ُ عن منكبيها الغيوم
ضابط1- (باستهزاء) جبالٌ تتوكأ
ضابط2- إن الجبال َ التي تتوكأُ 
           في أولِ الريحِ تُعطي ذُراها 
           و نحن رأينا معاني الصمود 
القائد – (بحزم) سنشحذُ سيفاً ونلجم ُ نهراً
بعد لحظات ٍ من الترقب ِ و التفرسِ في وجوه الجمع الجالس ِ من( الزائرين)
القائد – من منكم ُ يرغب ُ بالدخول ِ للحسين ؟
هنا يحدث هرج بين الجمع الجالس
ضابط1- اصمتوا 
القائد -  من منكم ُ يرغبُ أن يفتديَ الحسين 
يقف ياسر من بين الجمع الجالس 
ياسر– ( بتحد ٍ) أنا 
القائد – أُخرج تعال 
ياسر يهم بالخروج فتقوم زوجته سلمى وتمسك بقميصه 
سلمى –أرجوك لا تكسر بعيني العرس َ
         لا تذهب لحتفك ِ واستقر 
ياسر – يأبى لنا خُلُقُ النخيل
سلمى – اجلس مزاجُ السوط ِ إن عكرتَهُ
         لا يستقر َ بدون ِ كأس ٍ من دماء 
ياسر– السوط ُ لا يفري رواسي الأرض َ
إن صالت بهِ كفُّ الرمال
ضابط1-أُخرج و لا تهذر 
         وذُقْ طعم َ الحمأ 
          لم تتسعِهُ معاجمٌ من قبل ِما ستنالَ من سِفر ِ العذاب 
ياسر– لا تمتحن خوفي بتهديد ٍعقيم 
         السوط ُ لا يدلي بشهوته ِ العميقة ِ دون عُري ٍ في الظهور 
ضابط2- ألا تخاف الموت؟
ياسر   - كبرُنا على الموت و الخوف 

القائد  - ( يسحب ياسر بقوة ) سنرى صمودك يا انيق الحرف ِ
لو صبت بصلب ِ السطر ِ حشرجة الرعود
سلمى – ( للقائد وهي ممسكة بقميص ياسر ) أرجوك دعه
ياسر -  سلمى دعيني و اجلسي 
         هل يطعنُ البرق السماء ؟
القائد –  سنرى سماءَك َ كم تقاوم ُ حين نسرجها شموس 
ياسر– ( يشير لمرقد الحسين وهو ملقى في منتصف المسرح )
إنظر إليه ..
          الشمس ُ تنهب ُ ضوءَها من قبته 
ضابط1- ضوءٌ متحجر 
ياسر  - ( بثقة وهو يحاول الوقوف ) 
          النهر ُ العظيم يصل ُ دائماً
ضابط2- ( بسؤال استنكاري) أوما تقولون إنه حق ٌ 
           فقوموا وانصروه
ياسر  - الحق ُ يا هذا غريب 
ضابط1- تجشمت َ صوتا ً و كنت صدى 
ياسر  - ( للجمع  الجالس ) خذلان القضية ِ يسري بأصلابكم 
القائد  - قيدوه 
يتقدم إثنان من الجنود ويسحبان ياسر الى الجانب الأيمن من المسرح 
ياسر  - ( وهو يُسحب ) إن من يُثخنُ فيكم تعبدون 
           سترون 
           كَبد ُ الحمزة ِ يُفرى من جديد 
           رأس ُ يحيى سوف يُهدى للبغاء 
هناياسر يطلق آهةً مسموعةً مشحونة ً ببعض الارتباك فيتقدم اليه ضابط2
ضابط2- أجبنت ؟!
ياسر  - هيهات ...
          هي غصةٌ تغفو على صدر ِ الوتر 
ضابط2 – ممن ؟
عمار   - من هؤلاء 
ضابط1- أو ما بكم من ينبري للموت 
           كي يلقى الحسين كما يُقال 
هنا يبكي بعضُ الجالسين في الجمع بصوت ٍ مسوع
عمار – إن الحسينَ مواقف ٌ و الدمع ُ أحيانا ً وثن ْ
          يكفي البكاءْ
          فعليه قد قصت جدائلِهَا السماء ْ
          و الأرض ُ شقت جيبها
القائد-  أعيدوا ترتيب صلصالِهِ
عمار-  إن هي إلا لحظاتٌ ] ما لها من فواق ٍ[1
         و ألقى الحبيب .. فيا ربُ يا ربُ
         انزع ذُلَّ القيد ِ وكسر سداً تعملق َ فوق َ الشفاه 
القائد  - ( للضابط 2) إقتله
ضابط2-( ينزع سلاحه ويوجهه نحو عمار ويبقى لحظات ثم يخرّ راكعا 
           ويرمي السلاح )
          لا أستطيع .. لا استطيع

1-  القرآن الكريم سورة ( ص) الآية 15

القائد   – جبان 
ضابط2- قلت لك إحذر
          نبضة ُ نصر ٍ تكمن ُ في قلب ِ كل هزيمة 
القائد يأخذ السلاح و يصوبه نحو عمار و مع صوت الإطلاقة يسود ظلام ٌ تام. 


ستار

الفصل الثالث

المكان – مكان يسمى بأسماء  عديدة أشهرها الفردوس و النعيم و الخُلد 
الزمان- خلف الوقت 

المقدمة

عشقاً فعشقاً
قليل ٌ من اللحنِ كاف ٍ لكي تستردَ الوتر
عمراً  فعمراً 
قليلٌ من الموتٍ كاف لكي تستعيدَ الحياة 

المشهد الأول 
المسرح مضاء إضاءة قوية و خلفية المسرح بيضاء بالكامل . تقف سمية في وسط المسرح بجلال ٍ ووقار بملابسها البيض لبعض الوقت ثم يدخل عمار من الجانب الأيمن للمسرح و هو يرتدي الأبيض أيضا ً ولكن على الصدر و تحديداً في مكان القلب آثار دم . فيبدأ الحوار و كأنهما يعرفان بعضاً من وقت طويل 
سمية – ( بلهفة ) تأخرت 
عمار –إني احتضنت رصاصتي 
         و بسرعة ِ الاحلام ِ جئت ُ
سمية – انتظرت ُ طويلاً
عمار – لم يكُ ذنبي 
         أيا رقة ً تُفقد ُ الوردَ عقله 
سمية – عمار ( وهي تحاول ُ ان تكتم ضحكة خجلى )
عمار – ( بتوسل ِ المحب ) لماذا لماذا؟
          تداعي هديلاً
سمية – تراميت ُ جفنا ً لأحضن َ بعض َ الوميض ِ 
         الـ(تدلى) من مقلتيك

عمار – مأوى الفراشات ِ و الأُمنيات ِ 
         ومسقط  رأس ِ الجمال ِ العنيد ِ 
          تعالي إلي 
سمية – ( بجدية و بلهجة المحب ِ الخائف) ما زلت تنزف 
عمار – نزف ٌ عقيم ٌ 
لعشق ٍ تناسل َ منه المحبون طرا .
         نزف ٌ تعلم من سيد ِ العشق ِ كيف َ يكون 
         ليولد َ حب ٌ برحم ِ شظية 
سمية – لا يفقهُ العشق إلا القليلون َ 
         و الناس ُ عشاق ُ ليلٍ طويل 
عمار – الشمس تشرق ُ في كلِّ يوم
سمية – إذن يا حبيبي هناك َ أمل 
عمار – أجل يا نصيبي هناك الحسين 
يقف عمار و سمية بمواجهة الجمهور و يرددان معاً

يستلهم ُ الكون ُ احتدام َ ظلالها            ليضج َ صبحا ً متخما ً بضياء ِ
أرض ٌ بطعم ِ الإم قبلة ُ جبهة ٍ           وتـهزُّ عرش َ الماء ِ بالآباءِ
هي كربلاء ُ المتخمين َ بعشقهم            حبلى بألف ِ قصيدة ٍ خضراء ِ


ستار 
تمت بحمد الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/14



كتابة تعليق لموضوع : الموقف : مسرحية شعرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net